IMLebanon

8 آذار: السعودية تريد دعم الحريري بمشاريع واموال واستثمارات

 

 

تشكّلت الحكومة اللبنانية وتحوّلت بيروت الى محجة لمسؤولي المنطقة. زيارات ظاهرها لأجل التهنئة، وباطنها ملفات أخرى ستعود بالفائدة على لبنان حتما، اذ لا ضير أن تتنافس القوى الاقليمية والدولية على «دعم» لبنان. لا شك أن أبرز الزيارات هي تلك التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وسيقوم بها المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، فما الذي حملته زيارة الاول، وماذا عن زيارة الثاني؟

 

بدأ التحضير لزيارة ظريف قبل فترة ولو بشكل غير مباشر، فالسفارة الايرانية عممت منذ فترة معلومات عن المساعدات التي يمكن تقديمها للبنان، خصوصا أنه لا يمكن فصل الزيارة عن خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله المتعلق بالشق اللبناني، فإيران أظهرت من خلال زيارة وزير خارجيتها جدية مطلقة بتنفيذ ما وعد به السيد نصر الله، ومن هنا كانت مهمة الوفد الرفيع المرافق لظريف الذي حضر ليحقق الهدف الأبرز من الزيارة، وهو ترجمة الكلام بالأفعال بما يخص الدعم الايراني للبنان واستعداد طهران للعب دورها على أوسع نطاق.

 

وهنا تكشف مصادر مطلعة على ما تضمنته زيارة ظريف الى بيروت، أن الوفد الإيراني حمل اقتراحات عملية وواقعية لدعم لبنان في ملف البنى التحتية، لا سيّما قطاع الكهرباء وشبكات الصرف الصحي وبناء السدود، كذلك شدد الوفد على قدرة طهران المساعدة في ملفات الدواء والسياسة الصحية، وأخيرا عرض ملف تسليح الجيش اللبناني.

 

وفي هذا السياق تؤكد المصادر أن الإيرانيين يعلمون صعوبة موافقة لبنان على الاقتراح الثالث، لذلك هم فصلوا الملفات عن بعضها، وتركوا للبنان حرية التعاطي مع الدعم الإيراني اللا محدود بما يتناسب مع مصلحته.

 

تشير المصادر الى أن ما طرحه السيد نصر الله في كلامه الأخير تُرجم من خلال الايرانيين لكي لا يبقى الكلام وعودا في الهواء، مع العلم بحسب المصادر نفسها أن حزب الله الذي استلم وزارة الصحة لن ينتظر طويلا قبل إدخال الدواء الإيراني الى لبنان، لانه يعلم أن انتظار التوافق الكامل سيعني الانتظار الى ما لا نهاية، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي تعرض إيران مساعدة لبنان في هذا المجال. وتضيف المصادر: «هذا بالنسبة الى الشق الخدماتي، أما في السياسة فكان لزيارة ظريف هدفين، الأول تقديم التهنئة على تشكيل حكومة عكست نتائج الانتخابات النيابية التي حقق فيها حلفاء إيران انتصارا كبيرا، الأمر الذي جعل الحكومة الحالية تُصنّف حليفة لإيران، والثاني شكر رئيس الجمهورية على موقف لبنان الرافض لحضور مؤتمر وارسو الذي سيعقد خلال أيام ويهدف لمحاصرة الجمهورية الإسلامية.

 

بعد أن استطاعت طهران احتلال المركز الأول في صف المهنئين، واحتلال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط المركز الثاني، تمكنت المملكة العربية السعودية من احتلال المركز الثالث عبر زيارة العلولا، التي لا تحقق أمنيات المسؤولين اللبنانيين نسبة لموقع الضيف الهرمي في بلده، الا أنها تعدّ لتنافس عربي- إيراني، يمكن للبنان أن يكون أبرز المستفيدين منه.

 

في هذا الإطار ترى مصادر سياسية رفيعة في فريق 8 آذار أن لبنان قادر على الاستفادة من التنافس من خلال بناء أفضل العلاقات مع الجميع، خصوصا أن الدول العربية باتت تتفهم موقف لبنان الرسمي. وتضيف: «العلولا يزور لبنان لهدفين، الأول تأكيد الدعم السعودي للحكومة الجديدة، مع توقعات بأن يُترجم هذا الدعم قريبا من خلال استثمار سعودي مالي، وإزالة الحظر على سفر السعوديين الى بيروت، والثاني يتمثل باستكمال السعي السعودي لتجميع الحلفاء القدامى خلف رئيس الحكومة سعد الحريري».

 

وتكشف المصادر أن السعودية تريد ضمّ الحريري الى حضنها مجددا، لان أي خطوة سوى ذلك ستعني انغماس الحريري في حضن الخصوم أكثر، لذلك ستعمد المملكة الى دعم الحريري وحكومته، ليس كلاميا وحسب بل بمشاريع وأموال واستثمارات تُعيد لها بريقها في بيروت.

 

اذا، تتنافس القوى الإقليمية على دعم لبنان، ولا شك أن حكمة القيادات في بيروت يمكن أن تجعل لبنان مستفيدا في كل الاتجاهات، خصوصا أن «الفريق الحاكم» لن ينحاز الى طرف دون الآخر، وسيحاول في زمن التسويات تعويض ما خسره البلد في زمن الحرب.