IMLebanon

أوساط ديبلوماسيّة: هوكشتاين يُحاول إقناع المسؤولين اليوم بتجاهل رأس الناقورة… فهل يدخل الترسيم في الصفقة!!! 

 

 

 

يأتي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة، والوسيط في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل” الى لبنان اليوم الخميس، بعد أن زار “تلّ أبيب” الأسبوع الماضي لاحتواء التصعيد الأمني في لبنان والمنطقة، لا سيما بعد اغتيال “إسرائيل” نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية في بيروت. كما سيطرح على المسؤولين اللبنانيين رؤيته الشاملة للحلّ، انطلاقاً من ترسيم الحدود البريّة بين لبنان والعدو الإسرائيلي لتأمين أمن المستوطنين عند الحدود الشمالية في فلسطين المحتلّة، وفق مطالب العدو، وبالتالي تأمين عودة الجنوبيين الى منازلهم في القرى الحدودية، على ما يُطالب لبنان، وضمان سلامتهم في المرحلة المقبلة.

 

وإذ بات معلوماً بأنّ هوكشتاين يتلافى الخوض في الإحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا، فيما يُطالب لبنان بتطبيق القرار 1701 لجهة انسحاب “القوات الإسرائيلية” من الأراضي اللبنانية المحتلّة أي من نقطة الـ “بي. وان” والنقاط الـ 13 التي يتحفّظ عليها، وصولاً الى تلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر ومزارع شبعا، تقول أوساط ديبلوماسية متابعة لملف الحدود بأنّ مسألة ترسيم الحدود البريّة الدولية للبنان، هي مسألة إقليمية تدخل فيها إيران وحزب الله مع الأطراف الأخرى.

 

أمّا التعدّي فقد حصل، على ما أضافت الاوساط ، على النقطة “بي.وان”، ولكن الأخطر هو التنازل عن صخرة رأس الناقورة، ومنها يجب الإنطلاق بالترسيم سواء البرّي أو البحري. والمسافة بين الـ “بي.وان” ورأس الناقورة هي 20 متراً تقريباً. والتعدّي “الإسرائيلي” على نقطة الـ “بي. وان” هو بعمق 10 أمتار وعرض 20 متراً، بحيث تجاوز “الإسرائيليون” مرتفع الـ “بي.وان”، ووضعوا يدهم على النقطة، ثمّ نزلوا نحو 10 أمتار داخل الأراضي اللبنانية، وبنوا سياجاً حديدياً فاصلاً. وهنا سجّل الجيش اللبناني تحفّظه الأول الذي شمل رأس الناقورة أيضاً، وليس الـ “بي. وان” فقط.

 

من هنا، فالحدود البريّة التي يتفاوض هوكشتاين بشكل غير مباشر على ترسيمها، وفق الأوساط نفسها، يجب أن تشمل نقطة الـ “بي. وان” ولا تتجاهل رأس الناقورة، واستطراداً خطّ الطفّافات أو العوّامات “الإسرائيلي”. علماً بأنّ خريطة إتفاقية ترسيم الحدود البحرية انطلقت من نقطة “وهمية” في البحر بالقرب من خطّ الطفّافات. فلا هي اتخذت من الـ “بي.وان” نقطة إنطلاق، ولا من رأس الناقورة. ويبدو اليوم أنّ هوكشتاين سيُقنع المسؤولين اللبنانيين بتجاهل رأس الناقورة بسبب المخاوف “الإسرائيلية” على أمن المنتجع السياحي “روش هانيكرا” الذي يبعد أمتاراً قليلة عن صخرة “تخليت”.

 

غير أنّ المسؤولين اللبنانيين سيُناقشون هوكشتاين اليوم بالحجّة نفسها، على ما ذكرت الاوساط، فإذا كان “الإسرائيلي” يعطي الأولوية لتأمين أمن المستوطنات الشمالية، فإنّ لبنان في المقابل يهمّه أيضاً وقف الحرب في غزّة أولاً، لكي تتوقّف العمليات العسكرية عند الجبهة الجنوبية. ومن ثمّ يتمكّن من الخوض في مسألة ترسيم الحدود البريّة، وتأمين سلامة الجنوبيين الذين نزحوا من منازلهم بعد فتح الجبهة الحدودية، والتي لن تُقفل ما دامت الحرب مفتوحة في قطاع غزّة.

 

وبسبب هذا الربط الذي فرض نفسه على أرض الواقع، أشارت الأوساط الديبلوماسية الى أنّ ثمّة إطار آخر للمفاوضات اليوم، فيما يتعلّق بترسيم الحدود الدولية للبنان، له بُعد إقليمي. فالمفاوضات جارية بين إيران والولايات المتحدة، ولا تريد أي منهما التصعيد أو توسيع الحرب لتشمل لبنان ودول المنطقة. ولهذا يجري البحث عن حلّ ديبلوماسي لمسألة الحدود البريّة المرسّمة في العام 1923 والمثبّتة لخط الهدنة في العام 1949.

 

وفي ما يتعلّق بما أعلنته وزارة الصحة “الإسرائيلية” أخيراً عن طلبها من المستشفيات القريبة من الحدود، أن تكون جاهزة لاستقبال أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين خلال المرحلة المقبلة، في إشارة من الحكومة “الإسرائيلية” الى أنّها ستوسّع الحرب عند الجبهة الجنوبية بهدف حماية أمن مستوطناتها، اعتبرت الأوساط بأنّها “حملة تهويل” تدخل ضمن الحرب النفسية التي يستخدمها العدو الاسرائيلي لتحقيق نصر ما تبحث عنه هنا وهناك، غير أنّها لم تتمكّن من تحقيق أي إنجاز حتى الساعة.

 

أمّا حزب الله فهو على أهبة الإستعداد عند الجبهة الجنوبية وفي الداخل، على ما تابعت الاوساط، و”الإسرائيلي” على عِلم بما يمتلكه من صواريخ وقدرات عسكرية تفوق ما تملكه حركة حماس. لهذا فليس من مصلحته حالياً الدخول في حرب واسعة معه لحماية أمن مستوطناته، في الوقت الذي يُقرّر فيه استكمال الحرب على غزّة، رغم التحذيرات الأميركية وإعلانها عن تأييدها وقف الحرب في غزّة، والسماح للفلسطينيين بالعودة الى ما تبقّى من منازل في شمال قطاع غزّة، كونها ترفض تهجير الفلسطينيين من القطاع، أو فرض واقع جديد عليه تسعى له “إسرائيل” مثل احتلاله أو اقتطاع جزء منه ونزعه من الدولة الفلسطينية.

 

وشدّدت الأوساط عينها على أنّ ترسيم الحدود البريّة للبنان هي مسألة إقليمية، حتى قبل اندلاع حرب غزّة.. ولكن بعد هذه الحرب ودخول حزب الله فيها كجبهة إشغال ومساندة، أصبح من الواضح أنّ “الحدود البريّة اللبنانية” باتت تُشكّل أولوية. والسؤال المطروح اليوم هو: هل يدخل الترسيم في صفقة “اليوم التالي لحرب غزّة” ما بعد انتهاء الحرب، الذي تجري مناقشته من قبل جميع الأطراف في المنطقة ضمن الحلّ السياسي للصراع القائم في الشرق الأوسط، خصوصاً وأنّ جبهة لبنان الجنوبية ساخنة؟!