IMLebanon

7 أيار وإرهاب الإرهاب…

»دقيقة تصفيق»، تحيةً وتضامناً مع كل الصامدين في لبنان، ومع القطاع المصرفي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة هكذا ردّ بالأمس الرئيس سعد الحريري على التفجير الإرهابي الذي أدخل لبنان مع مغرب يوم الأحد الماضي في نفق مظلم يريد أن يدخل حزب الله البلد فيه دفاعاً عن مصالح استمرار الاحتلال الإيراني للبنان، وبكلّ ثقة نقول هذه المواجهة سيخسرها حزب الله لأنّها مواجهته الحتميّة والأخيرة مع الشعب اللبناني، ومع بيئة الحزب الحاضنة والتي سعى إعلام حزب الله غير المباشر أن يُلصق بها تهمة إرهاب المصارف، ولكن!!

لم يحتج اللبنانيون لكثير تفكير لاتهام حزب الله بتدبير الانفجار الإرهابي، والسبب في ذلك التهديدات الرسميّة الصادرة عن «مقرّب مجهول» من الحزب صدرت عبر وكالة أنباء فارس قبل ساعتين فقط من توقيت وقوع الانفجار وتضمنت كلاماً صريحاً يهدّد بــ 7 أيار جديد قيل فيه انّ «المواجهة غدت بين حزب الله والمصارف شبه حتمية في ظل إصرار الأخيرة على التملّق أمام واشنطن، وعلى نحو مضطرد»، وعبر وكالة فارس بالذات أكّد هذا «المقرّب المجهول» أنّ المتغير الجديد في هذه المعركة هو العمل على مواجهة الحزب عبر بيئته الحاضنة في معركة يصفها أحد المراقبين بـ»التطهير الاقتصادي العرقي»، في ظل إصرار بعض المصارف اللبنانية، وفي مقدّمها رئيس البنك المركزي رياض سلامة!!

من يشكّ بعد هذا الكلام بأنّ حزب الله وراء إرهاب المصارف جميعها ومصرف لبنان وحاكمه بهذا التفجير، وهو للمناسبة لا يبعد كثيراً عن مقرّ المصرف المركزي اللبناني ومقرّ حاكمة، وأظنّ أنّها مباشرة له وإن استخدمت مقرّ بنك لبنان والمهجر المركزي كصندوق بريد عبر واحد من أكبر المصارف اللبنانية، وهذا القرب المكاني تغاضى عنه كثيرون تناولوا الإنفجار بالتحليل!!

وبكل أسف يبدو أنّ إيران وإعلامها هم أعدى أعداء الشعب اللبناني، ما تزال تظنّ أنّها تستطيع تهديد الشعب اللبناني بإرهاب «أشرف النّاس» إذ ختمت تقريرها بتهديد أمني صريح بأنّ «الحزب آثر أن يلتحف الصمت في الفترة الماضية، متحاشياً الصدام، إلا حين يداهمه خطر التأثير في «أشرف الناس» أو القضايا المحرّمة كـ»شبكة الاتصالات السلكية» في 7 أيار 2008، فكيف الحال إذا كان الأمر يختص بالإثنين معاً، كما في قضية الحرب المالية»!!

اجتماع السراي الحكومي بالأمس أسفر عن مجّرد «عنوان عريض» لا تفاصيل جدّية ولا كلام واضح، مجرّد عموميّات ومجرّد «تأكيد على الثقة بالاجراءات التي يقوم بها المصرف المركزي محلياً ودولياً لحفظ النظام المالي اللبناني وتثبيت سمعة لبنان المالية»، وهنا لا بُدّ لنا من الإشارة إلى أنّ اللبنانيين قبل الإنفجار لم يسمعوا من أيّ قيادة سياسيّة لبنانيّة كلاماً داعماً في وجه التهديدات التي وجهتها كتلة حزب الله النيابية لحاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة سوى من الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانيّة، وهذا أمر اعتدناه من القيادات السياسيّة التي غالباً ما تتهاون أمام الأزمات الكبرى وتستلحق دورها بعد وقوع الواقعة، كما هو أمر اعتدناه من الحكيم باتّزانه السياسي المتبصّر الذي يبادر للتحذير قبل وقوع الواقعة…

في 11 حزيران الجاري، لم ينبرِ أحد للدفاع عن الدكتور رياض سلامة سوى الدكتور سمير جعجع، وهذا مستهجن من القيادات اللبنانيّة التي التزمت الصمت وتركت سلامة وحده في المعمعة، فردّ «الحكيم» عل? هجمات حزب الله عل? حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قائلاً: «يعلم القاصي والداني أن النظام المصرفي اللبناني مرتبط ارتباطاً وثيقاً وعضوياً ومصيرياً بالمنظومة النقدية الدولية، ولذلك لم يكن من مفرّ أمام حاكم مصرف لبنان إلا أن يطبّق القوانين الدولية، مع العلم أنّه، وكما يتبين من متابعة تعاميم مصرف لبنان، اتخذ أقص? الإجراءات الممكنة كي لا يأتي تطبيق العقوبات الأميركية عشوائياً (…) وبدلاً من إلقاء التهم عل? سلامة، عل? حزب الله أن يتوقف ولو مرة واحدة أمام مصالح اللبنانيين والأخذ بها عوض الأخذ بأي شيء باستثناء هذه المصالح»…

بعد الانفجار وحده جعجع، انبرى من بين القيادات السياسيّة ليتحدّث دفاعاً عن النظام الاقتصادي اللبناني، فقال: «القطاع المصرفي في لبنان هو عماد الاقتصاد اللبناني ومن غير المقبول تعريض هذا القطاع لأي مخاطر كرمى لعيون كائنٍ من كان»، فيما سارع سياسي كوليد جنبلاط لاتهام العدوّ الإسرائيليّ، ظنّاً منه أنّ اللبنانيين لا يزالون يصدقون تصريحاته أو اتهاماته التي تتغير بحسب مصلحته الشخصيّة، يبدو أن وليد بيك غير مكترث بإيداعاته في المصارف اللبنانيّة ومستعدّ لخسارتها إكراماً لحزب الله «المفدّى»!!