IMLebanon

حتميّة إسقاط الإرهاب وقيام الدولة

 

كلّما اقترب “حزب اللّه” من الاصطدام بالحقيقة وأصبح أمام استحقاق المفاصلة بينه وبين لبنان الدولة والشعب والمؤسّسات… كشّر عن أنيابه وأطلق زبانيته لإنذار دعاة الدولة بالقتل والفوضى والتخريب، وهذا ما يفعله “الحزب” الآن على الجبهات جميعها، فهو يُشعل سُعار الحملات المذهبية التكفيرية على ألسنة فوجٍ جديد من غلمان وفيق صفا الذين يدفعهم بكثافة إلى الواجهة، وينشر فلول بشار الأسد على الحدود مع سوريا ويهدّد خاصرة القاع الرخوة ويعيد إحياء ميليشيا “سرايا المقاومة” في المناطق، ويهدِّد بنشر الفوضى في بيروت… كلّ هذا حتى يهرب من حتمية نزع سلاحه الغادر.

 

يشنّ “حزب اللّه” حربًا إعلامية منظمة أخرج فيها دفعة جديدة من الشتامين ومثيري النعرات والشاتمين لرئيس الدولة والطاعنين في السنة والمهدِّدين للمسيحيين والمستهدفين للدروز وناشري التفرقة بين الجميع، وخاصة بعد إعلان “الحزب” دعمه داعية الفتنة والإرهاب وئام وهّاب، وتوسيع الانتشار لوجوه البوم التي تستدعي الصراع مع السنة بشكل مكشوف، خلافًا لكلّ مزاعم “الحزب” عن الحرص على “الوحدة الإسلامية” المدفونة تحت أقدام ملالي طهران، هذا فضلًا عن تحويل منابره الإعلامية إلى أدوات تحريض مباشر على القتل.

 

ينشر “الحزب” فلولَ بشار الأسد الذين كان يقودهم وسيم الأسد قبل القبض عليه من الإدارة السورية، على مقربة من الحدود السورية في منطقة الهرمل في محاولة منه للتلاعب بالأمن بين البلدين، والدفع بمجموعات مسلّحة أخرى إلى الخاصرة الرخوة في جوار بلدة القاع البقاعية المسيحية، استعدادًا لإشعال أحداث أمنية ملتبسة يسهل معها اتهام سوريا الجديدة باستهداف المسيحيين لدفعهم إلى الانزلاق نحو خطئية نديم الجميل في إعلان التعاطف مع سلاح “الحزب” والتخلّي عن المطالبة بنزعه وإحراج الأغلبية العظمى من اللبنانيين ومحاولة تبديد الإجماع على هذه القضية.

تكشف المعلومات أنّ “حزب اللّه” أعاد إحياء شبكاته الإرهابية في الداخل اللبناني تحت مسمى “سرايا المقاومة” وبعد أشهر من قطع الدعم المالي، أعاد “الحزب” تنشيط هذه الخلايا في مختلف المناطق السنية، استعدادًا لاستخدامها في تخريب السلم الأهلي ونشر الفوضى في الداخل، وهنا نسأل الدولة والحكومة: لماذا لم تُصدِر حتى الآن قرارًا بحلّ هذه الميليشيا الخارجة على القانون، ولماذا تستمرّ في إعطائها حصانة العمل المسلّح، وكيف يمكن فهم هذا السلوك من مواقع القرار الدستورية والأمنية؟!

 

 

وبينما ينتظر اللبنانيون تداعيات جلسة الثلثاء الحكومية حول السلاح غير الشرعي غداة إحياء ذكرى جريمة تفجير مرفأ بيروت، يرسل “الحزب” المزيد والمزيد من رسائل التهديد والوعيد بتكرار جريمة 7 أيار 2008، متناسيًا أنّه سقط أمام اللبنانيين في خلدة أمام العشائر العربية، وأنّه لم يستطع العبور من الطيونة إلى عين الرمانة وأنّه لم يعد يخيف أحدًا وأنّ هيبته تمرّغت بالوحل بعد مقامرته الأخيرة في “حرب الإسناد” التي راكمت الفعل الإجرامي لـ “حزبٍ” قام على الاغتيال والإرهاب وما زال كذلك.

 

لا حاجة إلى الربط بين “حزب اللّه” وجريمة تفجير المرفأ فهو سبق أن فجّر كلّ لبنان بحروبه المتعاقبة، فكلّ دروب الإدانة تقود إلى “الحزب”، لكنّ المهم هو دور الدولة الناهض من تحت ركام التخريب السياسي والأمني والاقتصادي وتصدّيها لمحاولات استغلال المرافق العامة لتهريب السلاح والممنوعات كما حصل في كشف صفقة الطائرات المسيّرة في مرفأ بيروت، كما تعمل الدولة السورية على كشف وتعقّب مافيا السلاح الناشطة بين لبنان وسوريا.

 

 

 

لقد فجّر “حزب اللّه” لبنان في “حرب الإسناد” فكانت الكارثة الكبرى، وهو اليوم يستعدّ ليكرّر الجريمة نفسها تحت ذريعة الدفاع عن سلاحه الذي يستدعي لأجله المهدي وينشر الوهم في أوساط قواعده الشعبية تحت هذا العنوان، لكنّ لحظة الحقيقة حانت وناقوس قيامة الدولة يقرع في الأعالي وأذان نهوضها يتردّد في أرجاء الوطن، وحتميّة نزع السلاح الآن وفق جدول زمني لا يتجاوز الأشهر الثلاثة، هي الحدّ الأدنى المقبول لإنهاء هذا التسلّط الطويل على الكيان والشعب والمستقبل، فهذه هي اللحظة التي ينبغي التقاطها لإنقاذ الوطن وإنهاء دويلة “حزب إيران” في لبنان.