IMLebanon

الحريري يعمل على تقريب وجهات النظر ولقاء بين فرنجية وباسيل

 

بعد السجالات والاتهامات السياسية المستمرة بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، اتت عبارة «بق البحصة» التي اطلقها رئيس الحكومة سعد الحريري لتسمية الاشياء بأسمائها، الاّ ان الاسماء بانت دون ان يعلنها الحريري.

فرغم رفع يافطات ضد اللواء أشرف ريفي حملت ابشع النعوت في منطقة الطريق الجديدة، رفعت في المقابل صوراً له في كامل شوارع طرابلس واظهاره زعيماً سنياً في وجه تيار المستقبل الذي انخفضت شعبيته هناك.

كما لم تغب الاتهامات عن النائب السابق فارس سعيد وفق ما ذكره الوزير غطاس خوري، إضافة الى الاتهامات القديمة – الجديدة للدكتور سمير جعجع بحيث يزداد التراشق الاعلامي بين «المستقبل والقوات اللبنانية»، مع الاشارة الى ان بعض مسؤولي الحزبين يعملون على إطفاء النيران المشتعلة بينهم، في حين ان صقور الفريقين يقومون من ناحية اخرى بإشعال الفتيل كلما همد. بحيث يستمر المقرّبون من الرئيس الحريري بإطلاق السهام على القوات التي تنفي علمها بكل الاخبار التي وردت عن الاساءة للحريري امام كبار المسؤولين السعوديين.

الى ذلك تشير مصادر «المستقبل» الى ان الرئيس الحريري تلقى اتصالات محلية وخارجية نصحته بعدم «بق البحصة» لان المرحلة تتطلب علاقة جيدة مع الحلفاء خصوصاً القدامى أي القوات اللبنانية وفي حال العكس فذلك سيخدم الخصوم .

هذا وتشير مصادر مقرّبة من الطرفين الى ان وزيراً قواتياً اتصل بالوزير غطاس خوري محذراً من نتائج أي اتهام سيوّجه الى الدكتور جعجع والقوات، لان ذلك سيقضي على العلاقة بينهما نهائياً. كما ان دبلوماسيين مقربين دخلوا على الخط ايضاً لتفادي المزيد من الخلافات وعدم ذكر إسم جعجع من ضمن الخائنين للحريري.

فيما ترى مصادر قواتية بأن الحريري يعمل على خط مصالحة باسيل – فرنجية كنوع من النكايات السياسية ضد القوات اللبنانية، التي تشهد فتوراً كبيراً اليوم مع «التيار الوطني الحر» وعلاقة مستقرة وعادية مع تيار «المردة»، في حين ان هذا لا يشكل بالنسبة لنا أي احراج او مضايقة لاننا مع توحيد الصف المسيحي والمصالحة الحقيقية مع كل الاطراف المسيحية.

في غضون ذلك تعتبر مصادر سياسية مراقبة بأن الوساطة التي بدأها رئيس الحكومة لمصالحة باسيل – فرنجية صعبة الترميم كثيراً، لان الجرّة إنكسرت بين الرجلين، وبالتالي فالتحالف القوي الذي كان سائداً على مدى سنوات قضى عليه فرنجية بثوان معدودة حين اعلن ترشحه للرئاسة، لان «التيار الوطني الحر» اعتبر تلك الخطوة حينها بمثابة الخيانة للعماد ميشال عون الذي كان مرشحاً في العلن منذ سنوات، فأتى فرنجية كي يزرع الخلاف عن قصد لانه يعرف مدى جديّة عون في ترشحه، وكان هو الحليف الاول لـ «التيار الوطني الحر»، ومع ذلك اعلن ترشيحه في عزّ المعركة الرئاسية، فحدث منذ ذلك الحين الشرخ الكبير خصوصاً مع الوزير جبران باسيل، وبالتالي فكل ما يُكسر لا يمكن ترميمه كما كان، وفي هذه الواقعة إنكسرت جرّات سياسية كثيرة ضمن قوى 8 و 14 آذار، بمعنى ان الثقة تخلخلت بين كل افرقاء التحالفات السابقة.

وختمت المصادر المذكورة بأن المطلّعين على العلاقة المتأزمة بينهما يؤكدون انه بات من الصعب جداً إستعادة مشهد الوحدة بينهما، لان الشعارات التي جمعتهما اصبحت في خبر كان، خصوصاً ان العلاقة محتاجة الى ثقة كبيرة متبادلة بعد مرورها بمطبّات عدة لم يسلم منها احد.  وما زاد في الطين بلّة تلك الهجومات على مواقع التواصل الاجتماعي بين انصار الطرفين والتي لم تهمد لغاية اليوم، مع التذكير بان «اللطشات» السياسية المتبادلة بين فرنجية وباسيل لم تنس ايضاً، معتبرة بأن مهمة الحريري لا شك ستكون شاقة، خصوصاً انه يجري المصالحة مع باسيل وليس مع عون، الذي يرسل كل خصومه الى باسيل حين يتعلق الامر بأي تفاهم سياسي مطروح.