IMLebanon

آخر سنة في جهنم؟  

 

 

تفصلنا أيام قليلة على بدء السنة السادسة من أسوأ عهد في تاريخ لبنان، وصاحب العهد نفسه هو الذي أجاب عندما سُئل: الى أين نحن ذاهبون؟ فأجاب بسرعة البرق وكأنه واثق من كلامه: «ذاهبون الى جهنم»، ونسيَ «وبئس المصير»..

 

كان يمكن أن نجيب على هكذا كلام: «لماذا لا تذهب أنت وصهرك وجماعتك الذين فشلوا فشلاً ذريعاً في الحكم، وفي التاريخ الى جهنم»، ولِيُتْرَك شعب لبنان يعيش بأمان وسلام.

 

أفقرتم الشعب اللبناني، وأصبح الشعب بفضلكم وبطريقة حكمكم فقيراً جداً بعدما كان غنياً. لقد عاش 30 سنة بعد الحرب الأهلية وبعد مجيء الرئيس الشهيد رفيق الحريري أفضل أيامه. عاش 30 سنة في استقرار مالي لم يشهده تاريخه إلاّ فترة ما قبل الحروب.

 

أتى الشهيد الحريري من المملكة ووظّف كل علاقاته مع دول العالم، من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب. بقينا 30 سنة في استقرار مالي بالرغم من الحروب الاسرائيلية، ومن التعطيل الذي بدأ بعد اغتيال شهيد لبنان وشهيد الوطن..

 

حكومات باتت تحتاج الى سنة لتتألف بسبب الجنرال وصهره الساقط مرتين في الانتخابات، وإصراره على توزيره في الوزارات التي يختارها من وزارة الاتصالات الى الطاقة الى الخارجية..

 

لم ينجح يوماً في أية وزارة تسلّمها، وكانت حجته الدائمة «ما خلّونا نشتغل»، كلام سخيف لا يقبله المنطق ولا العقل.

 

تعطيل عامين ونصف العام لانتخاب فخامته رئيساً، لأنّ «الحزب العظيم» الذي أعلن منذ ولادته أنه جندي في ولاية الفقيه، وأنه يريد أن يصبح لبنان دولة إسلامية تابعة للحرس الثوري ولحكم الملالات في إيران.

 

المصيبة إننا كنا بلداً من أنجح البلدان، مزدهراً سياحياً، وكان بلدنا أهم دولة في العالم العربي، وكان السواح العرب يتمتعون بقضاء إجازاتهم في ربوعه الخلاّبة.

 

كان الانسان بحاجة الى واسطة ليحصل على غرفة في فندق. المطاعم والمقاهي مليئة بروّادها. كل هذا وللأسف تغيّر لأنّ الحزب يريد أن نكون مثل إيران… ويكفي أنّ سعر صرف «التومان» -العملة الإيرانية- تدنى، إذ كان كل دولار يساوي 3 تومان فأصبح كل دولار بفضل حكم الملالات يساوي 35 ألف تومان.. ولا ننسى أنّ الشعب الايراني يعيش حالة من الفقر بسبب فشل النظام الجديد، حيث أصبح 50 مليون مواطن من أصل 80 مليوناً يعيشون تحت خط الفقر، وتقدّم الدولة لهم مساعدة شهرية بقيمة 20 يورو.

 

من قال لكم إنّ الشعب اللبناني يرغب بأن يكون شعباً فقيراً يحتاج الى مساعدات على جميع الأصعدة؟ حيث أصبح «يشحد» الدواء ولا يجده، وينتظر 4 أو 5 ساعات من أجل 20 ليتراً من البنزين، والمستشفيات تعطلت بسبب نقص مادة المازوت.

 

لقد ساعد مصرف لبنان الشعب اللبناني لمدة سنتين من خلال دعم الدواء والبنزين والمازوت… ولكن للأسف فإنّ نصف الدعم ذهب الى سوريا حين كانت هذه المواد تهرّب إليها.

 

نعود الى ما قاله فخامته، إنّه في السنة الأخيرة سيفعل ما لا يستطيع أن يفعله أحد، فنقول له: عندما يتسلم الحاكم الحكم يكون صاحب برنامج عمل يبدأ به ولايته. فبالله عليك يا فخامة الرئيس لقد مضت 5 سنوات على ولايتك فماذا فعلت؟؟؟

 

طبعاً أخذت شعبك الى جهنم… فهل تظن أنّ مواطناً واحداً يمكن أن يثق أو يصدّق ما تقول؟ طبعاً لا.

 

وهناك مثل يقول: يللي بدّو يجرّب المجرّب بيكون عقله مخرّب.

 

لو كان هناك أي أمل في عهدك الجهنمي لكنت قد فعلته، فماذا تنتظر بعد خراب البصرة..؟

 

يا فخامة الرئيس، هناك مثل آخر يقول: اسأل «مجرّباً ولا تسأل حكيماً».

 

الشعب جرّبك وأعطاك فرصة خمس سنوات، لكنك فشلت، أنت «شاطر» في التعطيل، «شاطر» في عدم التوقيع على المراسيم لمصلحة الوطن.. خذ مثلاً: لماذا لا توقع على مرسوم التعيينات القضائية؟ وهل يصدّق أحد أنه لـ«عيون» قاضٍ واحد تعطّل مرسوم التعيينات؟ فهل لأنّ صهرك العزيز رفض أن يُنْقَل أحد القضاة من مكانه، لأنّ الصهر «يستخدمه» للاعتداء على الناس قانونياً؟

 

فخامة الرئيس،

 

لا شك بأنّ ما قاله الدكتور سمير جعجع بأنّ مجيئك الى قصر بعبدا دمّر البلد صحيح. خاصة وأنك في المرة الأولى، دمّرت المنطقة الشرقية، بحروبك العبثية، ومن خلال حربي التحرير والإلغاء.

 

أما في المرّة الثانية، فالجميع ارتكبوا خطأ فادحاً بتأييدك للوصول الى منصب رئاسة الجمهورية، بدءاً بالدكتور جعجع وانتهاء بالرئيس سعد الحريري وغيرهما. لقد ظنّ الجميع أنك تعلمت من «المرة الأولى»، فراهنوا على انك ستبني البلد، وسيكون عهدك من أفضل العهود.

 

أجل… لقد أخطأ الجميع… لأنك لا تجيد إلاّ الحروب العبثية، ولا تتقن سوى سياسة النكد والتدمير، ومعك صهرك الذي هو نسخة طبق الأصل عنك.

 

فلماذا يا فخامة الرئيس بقي البلد بالرغم من الانهيار المالي والاقتصادي 13 شهراً من دون حكومة؟

 

وما هذا العُذْر الذي تقول فيه إنّ التشكيلة التي قدمها لك الرئيس الحريري ليست دستورية ولا ميثاقية؟

 

ولماذا لا تحدّد أين عدم الميثاقية وعدم الدستورية في التشكيلة؟

 

أنت تعطّل كل شيء من أجل صهرك، أما مصلحة شعبك فهي في آخر اهتماماتك.

 

كلا يا فخامة الرئيس، لو سكت الشعب فإنّ سكوته لن يكون دائماً، فسيأتي اليوم الذي يحاسبك الشعب فيه.. وبالتأكيد سيكون الحساب عسيراً.