IMLebanon

فخامته قَلَب.. الطاولة ليبقى في بعبدا.. 

 

كل الكلام عن إعادة تشكيل حكومة، أو ترميم الحكومة، أو إجراء بعض التعديلات سقط أمام ما يطالب به رئيس جمهورية الظل، الطفل المدلل والصهر الفاشل.. إذ نستطيع القول إنّ المطالب المطروحة ليست جديدة لكنها كانت قد طرحت سابقاً، ورفضها رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي وهي:

أولاً: زيادة 6 وزراء دولة يختارهم رئيس الظل، لأنّ فخامة الرئيس نائم وهو غير قادر على ايجاد الوقت لبحث الأمور الصغيرة، فهو متروك من أجل الأمور المصيرية والتاريخية.

ثانياً: يطلب رئيس الظل إعطاءه وزارة الداخلية لأنّ الوزير الحالي بسام مولوي يرفض أن يوافق على مرسوم التجنيس الذي يرغب تمريره، وهذا المرسوم الجديد سوف يمنح الجنسية لـ5000 شخص و300 طلب آخر ينتمون الى الطائفة العلوية الكريمة. وهذا المرسوم مخصّص لتحصيل ثروة مالية كبيرة يضمن فيها -كما أقنعوه- كل مصاريف الحياة عند انتقاله الى الرابية، وأنّ هذه المبالغ كما يُقال تؤمّن العيش الكريم الى «ولد الولد»، وكما تعلمون فإنّ أموال فخامته التي حصّلها يوم كُلّف برئاسة حكومة عسكرية عام 1988 من قِبَل فخامة الرئيس أمين الجميّل -كما نشرت صحيفة فرنسية لو كانار اون شينه صورة عن شيك بقيمة 5 ملايين دولار من حسابه في بيروت في بنك بيروت للتجارة فرع الحازمية الى حساب زوجته في باريس- وتكرّرت عدّة مرات.

والأنكى من ذلك ان الدعوة التي أقامها عليه المغفور له الرئيس الياس الهراوي، لم تُفَعّل لأنّ الوساطات اشتغلت، وكما تعلمون فإنّ تدخل السياسة في القضاء منع الكثير من القضايا المهمة من الوصول الى كشف الكثير من الحقائق، لذا تمّ إقفالها.

ثالثاً: التعيينات في مصرف لبنان بإقالة الحاكم الاستاذ رياض سلامة وتعيين انطوان شقير المدير في القصر الجمهوري مع بعض المراكز في الفئة الأولى في الدولة لتكون ضمانة لرئيس الظل كي يحكم بعد ذهاب فخامة الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا الى قصره الجديد في منطقة الرابية.

وللذين يحبّون أن يتذكّروا فإنّ تاريخ فخامة الرئيس ميشال عون حول تمسّكه بالسلطة ليس جديداً، بل هو قديم… عمره يعود الى عام 1988 أي منذ 34 سنة يوم عُيّـن رئيس حكومة عسكرية لإدارة البلد حتى تأمين إجراء انتخابات رئاسية، وكان قد رفض كل الوساطات لتخليه عن قصر بعبدا… وكانت الطريقة الوحيدة التي فهم بها فخامته هي عندما شاهد طائرة الـ»سوخوي» السورية في سماء قصر بعبدا، ركب السيارة الأولى التي شاهدها أمامه تاركاً زوجته وبناته الثلاث، وكان هروبه بالبيجاما الى السفارة الفرنسية في مار تقلا.

اليوم يبقى السؤال موجهاً لفخامته وإلى رئيس الظل الذي هو في الحقيقة الرئيس الفعلي الذي يدير الأمور… هل حقاً ان فخامته يريد أن يترك قصر بعبدا؟

وهل يريد أن تتشكل حكومة أو يريد ان يبقي على وضع حكومة مستقيلة، ولم يقرّر بعد مصيرها خاصة وأنّ مجلس النواب كان بعد الاستشارات التي أجراها فخامة الرئيس قد أجمع على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بإعادة تشكيل حكومة، لكن كما حدث معه عندما توجّه رئيس الحكومة المكلف الى قصر بعبدا.. وقدّم له تشكيلة حكومية رفضها فخامته… كما هي العادة بحجة الاسطوانة نفسها بأنها غير دستورية وغير ميثاقية.

اليوم نعيش في ظل رئيس غير موجود، وهناك رئيس ظل تبيّـن أنه على خطى فخامته سائر، بمعنى أوضح العمل على البقاء في قصر بعبدا حتى تأتي طائرة «سوخوي» سورية، ولكن للأسف فإنّ الرئيس بشار الأسد أسقط كل طائرات الـ»سوخوي» من حسابه…

الشعب اللبناني اليوم يقف أمام «رحمة ربّه» خاصة بعد أن أخذنا فخامته الى جهنم، التي كانت من بنات أفكاره وعظمته.