IMLebanon

الجنرال … وقلّة الوفاء!!!  

 

 

هناك صفات عند الناس تستطيع أن تفاخر بها، منها: الكرم والصدق والإخلاص والوفاء والمحبّة… كما ان هناك صفات مكروهة لكنها موجودة، وهي نقيض كل الصفات الايجابية التي ذكرتها في البداية، منها: قلة الوفاء، البخل والكذب وعدم الإخلاص والخيانة والطعن بالظهر.

 

كنت سأكتفي بذكر القليل من تلك الصفات، ولكن بعد التصريحات العنيفة التي يقودها الجنرال عون ضد حليفه السابق. ارتأيت أن أذكّره بتاريخه، ومن يُعرف تاريخه يمكنك أن تقرأ مستقبله.

 

بالعودة الى اتفاق «كنيسة مار مخايل»، والظروف التي أدّت الى ذلك الاتفاق. بصراحة… «الحزب العظيم» وبعد اغتيال مستقبل لبنان وباني لبنان الحديث دولة الرئيس رفيق الحريري شهيد لبنان وشهيد العروبة، شعر «الحزب العظيم» انه مكشوف مسيحياً، وأنّ هناك إجماعاً مسيحياً على التخلص من سلاحه، لأنه يهدّد المجتمع اللبناني، رغم ان «الحزب العظيم» كان يعتبر أنه يحمي لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية، خصوصاً بعد الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 من لبنان من دون قيد أو شرط، طبعاً باستثناء «مسمار جحا»، وأعني هنا: مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ومنطقة الغجر..

 

هنا أراد الحزب أن يقْسِم الخط الوطني والإجماع اللبناني على الصعيد المسيحي وعلى صعيد الطائفة السنّية، وثلث أهل الشيعة… فكان لا بد من اتفاق «كنيسة مار مخايل».

 

من ناحية الجنرال كانت عينه على الرئاسة، فتاريخه مع هذا الحلم لم يتوقف عند أي مبدأ… فهو مستعد كي «يمشي مع عزرائيل» ليصل الى كرسي الرئاسة.. وهكذا حصل… إذ بعد تعطيل الدولة والبقاء سنتين ونصف السنة من دون رئيس، لأنّ «الحزب العظيم» أراد الجنرال، وهذا ما كان يردّده دائماً السيّد حسن نصرالله.. وهكذا حصل الجنرال على لقب فخامة الرئيس، وكما يقولون «لعنة الله على تلك الساعة التي أوصلت البلاد الى عهد جهنم» كما قال الجنرال «بعضمة لسانه» على حد القول الدارج.

 

على أي حال، ما كاد العهد ينتهي من دون أن يقوم السيّد نصرالله بالتمديد للجنرال، حتى قامت «قيامة» الجنرال وفك عُرى «اتفاق كنيسة مار مخايل»، لأنّ الحزب لم يقف «على خاطر» الجنرال ويمدّده له..

 

من جهة ثانية، هناك مشكلة الصهر المدلل، طفل الأنبوب، المكروه من كل الناس، والذي لم يتبق في الجمهورية شخص واحد يحبّه.. والصهر خائف من الجميع لأنه يعلم ماذا ارتكب من موبقات، وحان وقت الحساب، ومهما تكن صورة الرئيس المقبل فلا بد له من محاسبته، أقله في موضوع الكهرباء، فهو أهدر 65 مليار دولار ولا توجد كهرباء… طبعاً إضافة الى الأموال التي حققها من عمولات و»زعبرات»… و»كل شي في وقته حلو».

 

على أي حال، انتهى عهد الجنرال ولم يعد عنده أي مقومات يمكن أن تخدمه، فهو في أيامه الأخيرة وهناك سيحين وقت الحساب.

 

وسواء شاء أم لم يشأ الجنرال وصهره طفل الأنبوب، فسينتخب قريباً رئيس جديد للجمهورية، وستكون الكلمة الأولى في هذا الموضوع لإيران شاء من شاء وأبى من أبى..

 

والأهم من هذا كله، أنّ الرئيس الجديد سوف يقوم في أوّل عمل له بمحاسبة العهد الذي سرق أموال الشعب من «البنوك»، والمصيبة ان الجنرال اليوم يعيش في قصره في منطقة الرابية.. هذا القصر الذي كلف الملايين مع ثمن الأرض التي دفعها الجنرال من «إرث والده ومن رواتبه من الجيش»!!!

 

إنّ الصهر «الطفل المعجزة» فزادت أملاكه التي اشتراها بسبب تربعه على عرش الوزارات الثلاث التي تولاها: وزارة الاتصالات، وزارة الكهرباء والطاقة، ووزارة الخارجية، وملفاته الأخرى التي لا تحصى ولا تعد، وإذا كان أحد يظن أنه سجل قسماً كبيراً من الأملاك بأسماء أقربائه فهذا لا يعفيه من المحاسبة.

 

ولا يسعني إلاّ أن أردّد «لا تقل يا أوّلتي بل قل يا آخرتي».