IMLebanon

عون يُعارض الـثـنـائي الشيعي بتسمية الـحريري ولا يُــريــد ميقاتـي

 

التباعد الإجتماعي عـطّـــل الـكــلام جواً … وبـيــع الــذهــب بالتداول

 

 

في ظل الجمود القاتل في البلاد على كل المستويات، يعبئ المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم هذا الفراغ بسلسلة نشاطات واتصالات داخلية لانقاذ ما يمكن انقاذه، ويستتبع حركته باتصالات خارجية حيث زار امس قبرص وبحث في ملف المهاجرين غير الشرعيين، كما زار العراق، وهناك زيارة لواشنطن في 14 تشرين الاول، ورغم انه لم يكشف عن تفاصيل الزيارتين، الا انهما يتعلقان بدعم لبنان بالفيول من العراق وملفات شائكة مع الاميركيين.

 

اما على صعيد الملف الحكومي الذي سيأخذ مساراً مختلفاً بعد اعلان الرئيس بري عن موعد بدء مفاوضات اطار الترسيم للحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، فلن يكون التأليف محكوماً بسقف المبادرة الفرنسية وشروطها مطلقا، علماً وحسب مصادر متابعة، ان «الفيتوات» المتبادلة بين الرئيس عون والثنائي الشيعي ورؤساء الحكومات السابقين ادت الى اعتذار مصطفى اديب وفتحت جروحاً لم تندمل بسرعة بين الاقطاب، وهذا ما عطل لغة الكلام حتى الآن، لا فوق الطاولة ولا تحتها، نتيجة الثقة المفقودة بين الاطراف الاساسية، حتى ان التباعد الاجتماعي بسبب «كورونا» ووجود الرئيس حسان دياب عرقل الحوار الصريح حول الحكومة والمفاوضات بين عون وبري جواً والاكتفاء بالعناوين فقط، وظهر ان الرئيسين ينتظران تحركاً فرنسياً لكسر الجمود المتوقع هذا الاسبوع، لكن الطريق ليست معبدة لحل سريع في ظل الهوة الواسعة بين طباخي التأليف الحكومي واختيار اسم الرئيس المكلف، فالرئيس عون لا يفضل الرئيسين الحريري وميقاتي وهناك «فيتو» على عودتهما، واذا صوتت الكتل النيابية على اسم الحريري او ميقاتي فانه في المقابل، سيتشدد بالتشكيل، علما انه من المستحيل ان يقترح حزب الله اسماً لا يحظى بموافقة عون، ومن المستحيل ان يدعو الرئيس الى استشارات لاختيار الاسم المكلف قبل التوافق المسبق كما حصل عند اختيار مصطفى اديب، كما نه لن يوقع على حكومة بشروط الحريري وميقاتي والسنيورة وليس عليها بصماته، فالدستور يعطيه هذا الحق وهذا ما بقي للمسيحيين في الطائف.

 

هذا من ناحية الرئيس عون، اما حزب الله فهو منحاز الى الحريري على حساب ميقاتي، لكن عون يبقى الحليف الاول ولن يزعجه بشيء، وربما يوافق على تمام سلام وغيره، لكن حزب الله ينتظر تحرك الفرنسيين والقوى السياسية ليبني على الشيء مقتضاه، لكنه لن يأخذ زمام المبادرة بالتحرك اولا، فيما المصادر المتابعة تؤكد ان تسمية ميقاتي تعني القطيعة الكاملة مع السوريين وقطع اي تواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية بسبب الانزعاج السوري الكبير من ميقاتي.

 

اما بالنسبة لسعد الحريري، فهو لا يريد ترؤس حكومة في هذا العهد او التعاون مع جبران باسيل، وابلغ الحريري هذا الموقف للفرنسيين، وكان رد عون بالمقابل، لن اوافق على حكومة برئاسة الحريري، اما التسريبات عن موافقة الثنائي الشيعي على اسم محمد بعاصيري بعد زيارة الاخير للرئيس بري البعيدة عن الاضواء، فتبين انها غير صحيحة رغم التسليف الذي قدمه بعاصيري ان حزب الله هو المكون الابزر على الساحة اللبنانية ويملك قاعدة جماهيرية كبيرة لا تسمح بتجاوزه، وفي المعلومات ان بري تجنب الملف الحكومي وانحصر النقاش مصرفياً وملف «بنك الجمال».

 

وفي ظل هذه الاجواء، فان اسم الرئيس المكلف لن يخرج عن الاختصاصيين وسيكون شبيها بمصطفى اديب او حسان دياب مع التداول بعودة طرح اسم سمير الخطيب المقبول من الجميع او خالد قباني او سمير الجسر.

 

اما النائب وليد جنبلاط الذي التقى اثناء وجوده في باريس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وجالا سياحياً مع عقيلتيهما، فانه ما زال مصراً على موقفه بتنازل الجميع من اجل الاسراع بتشكيل الحكومة للتصدي للمشاكل الحياتية وتدارك الامور نحو الاسوأ اقنصاديا، في ظل عدم قدرة المصرف المركزي على دعم المواد الاساسية مما سيفاقم الغلاء، وهو مقابل ذلك، ما زال يعمل على تحصين صمود الناس مالياً وصحياً في الجبل، مع حضه على العودة الى الارض، لان عهد البحبوحة انتهى مع التأكيد بان القدرة على الخروج من الازمة ما زالت ممكنة اذا تشكلت الحكومة سريعاً وجاءت المساعدات الدولية كما وعد الفرنسيون.

 

لكن المصادر المتابعة، تكشف عن العودة مؤخراً الى طرح ملف بيع الذهب والاستفادة منه، وهذا ما سيدخل الى خزينة الدولة اكثر من 10 مليارات دولار بالاضافة الى بيع املاك الدولة، لكن هذين الملفين هما موضع خلاف كبير، فيما المسوقون للطرح يضعونه على الطاولة بين الحين والاخر، لكن سها بال اصحاب هذا المشروع عن ان الطبقة السياسية قادرة على الاطاحة بهذا المبلغ بساعات نتيجة فسادها، وكما طارت المليارات منذ التسعينات حتى الان، فان هذا المبلغ يتبخر في 24 ساعة في دهاليز كبار القوم وتخسر الدولة كل ما لديها لان هذا الامر اذا تحقق تلزمه ادارة شفافة ونزيهة غير موجودة حاليا.