IMLebanon

سباق بين ميشال عون وجبران باسيل على الفشل  

 

 

قضيّة محورية وأساسية، تتداولها الأوساط السياسية اللبنانية كافّة، هي مسألة السباق المحموم بين الرئيس ميشال عون وبين صهره جبران باسيل… هذا السباق الذي لا يمكن تسميته إلاّ بـ»الفشل».

 

وَلْنَعُدْ بالذاكرة الى الماضي… الى مرحلة الشعارات والمبادئ التي ردّدها ورفعها عون يوم تسلّم رئاسة الحكومة من الرئيس أمين الجميّل والتي كانت مكلفة بمهمة وحيدة، هي إجراء إنتخابات رئاسية… فما الذي فعله الرئيس عون؟

 

لقد فعل كل شيء، ليبقى هو في قصر بعبدا، غير مكترث بالمبادئ والنصوص الدستورية القانونية التي حملته الى رئاسة الحكومة.. فالدستور ينص على أن تكون كل حكومة قد اختيرت مناصفة بين المسلمين والمسيحيين… فما الذي حدث؟ بعد تشكيل حكومة عون استقال منها كل الوزراء من الطائفة الإسلامية والذين كان ميشال عون اختارهم، وظلّ الوزراء المسيحيون وحدهم…

 

إن «نِصْفَ الحكومة» تلك، ضربة للميثاقية والدستور… إذ تخطى عون باستمرار حكومته «البتراء» كل القوانين والأعراف، وعطّل الدستور ليظل قابعاً على كرسي الرئاسة في قصر بعبدا. أضف الى هذا كله، ما فعله عون حين أبدل اسم القصر الجمهوري في بعبدا باسم «قصر الشعب».

 

هذه واحدة… أما الثانية فلا يمكن نسيان عنترياته، يوم تحدّى المرحوم الرئيس حافظ الأسد، مهدّداً بـ»كسر» رأسه… يومذاك تحدّى أيضاً أميركا وإسرائيل… فماذا كانت نتيجة تهديداته العنترية؟ وماذا كانت نتيجة تصريحاته أيضاً بأنه باقٍ في قصر بعبدا مهما حصل؟ وبأنه سيكون آخر مدافع يذود عن حياض القصر؟

 

النتيجة باتت معروفة… فعند إطلاق أول رصاصة هرب الجنرال ميشال عون «بالبيجاما» الى السفارة الفرنسية، لأنّ الوقت داهمه، ولم يعد قادراً على الانتظار لارتداء ملابسه. هرب الجنرال تاركاً زوجته وبناته الثلاث وجنوده، من غير أن يعلمهم بأمر هروبه..

 

وتقول أوساط مطلعة، إنّ سقوط «جيش ميشال عون» لم يستغرق أكثر من 47 دقيقة، لأنه لم يعطِ أوامره بالإنسحاب.

 

هذه المعركة كانت كلفتها باهظة جداً: أربعة آلاف قتيل وجريح… فإذا أضفنا إليها خسائر معارك الجنرال ضد «القوات اللبنانية»، لعرفنا هول الفاجعة، وضخامة الكارثة علماً بأنّ أعداد الذين هجروا كانت أكثر من 400 ألف مواطن مسيحي. فكيف يجوز لرجل هجّر أكثر من 400 ألف مواطن مسيحي، وتسبّب بانهيار البنى التحتية، وساهم في عملية التفكك الاجتماعي أن يكون ناجحاً في حياته؟

 

وهل يمكن بعد ذلك كله، تصديق ما يقوله اليوم ويدّعيه من المطالبة بحقوق المسيحيين؟ وهل أنصف المسيحيين الذين هُدّمت بيوتهم فأعاد إعمارها؟ وهل عوّض عن الشهداء والقتلى من الجيش ومن المدنيين؟

 

إنّ الدمار الذي أحدثه عون بسبب قراراته المتسرّعة المتهوّرة، ومواقفه المتحدّية لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام. فالأجيال لا تنسى، وذاكرة لبنان لا يمكن «إيقافها» عن إعادة صوَر المآسي التي ألـمّت باللبنانيين.

 

هذا بالنسبة للرئيس عون، أما في العدد المقبل صباح الاثنين، فإننا سنستكمل الحديث عن الفشل مركزين على الصهر العزيز، ليتبيّـن لكل ذي فكر سليم أنّ جبران باسيل ليس سوى نسخة عن الجنرال عون، بأفكاره التدميرية، وشعاراته الجوفاء… وأنّ عقل الرئيس عون وعقل صهره جبران، متماثلان، هدفهما تدمير البلد ليظل كل واحد منهما على كرسيّه.

 

ويحق لنا هنا أن نقول: إنّ هناك سباقاً بين الرئيس عون وصهره جبران باسيل على الفشل.