IMLebanon

ميقاتي ضد «الارتجال» الرئاسي: عون مستفز للشارع السني!

لا يخفي الرئيس نجيب ميقاتي قلقه الكبير من إمكان أن يحسم الرئيس سعد الحريري موقفه بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، معتبرا أن الاطلالتين التلفزيونيتين لكل من عون ووزير الخارجية جبران باسيل تظهران التحضير لتمهيد الطريق أمام الحريري للاعلان عن هذا الترشيح، مؤكدا أنه ضد الارتجال في الاختيار الرئاسي، لأن التقلب بين شخص وآخر يؤكد عدم مراعاة المواصفات المطلوبة للمرشح الرئاسي، وعدم وجود أي إستراتيجية ضمن هذا الاطار.

ويشير ميقاتي الى أن عون «يشكل استفزازا للشارع السني، خصوصا أن علاقته به دائما متوترة»، وأن قليلا من الهدوء المرحلي لا يلغي سنوات من العنف الكلامي ضد السنة ورموزهم.

ويبدو ميقاتي كرئيس حكومة سابق، متجها نحو استقطاب كل معارضي وصول عون الى الرئاسة في الطائفة السنية، الأمر الذي قد يضع الحريري في مأزق صعب للغاية، في ظل التململ الحاصل في كتلته النيابية من خيار ترشيح عون.

يُبلغ ميقاتي زواره أن «تكتل التغيير والاصلاح» طلب موعدا لزيارته، مؤكدا أنه سيستقبله على الرحب والسعة، وسيكون معه صريحا، بأن علاقته مع «التيار الوطني الحر» جيدة، وأنه يلتقي معه على بعض الثوابت، لكن الانتخابات الرئاسية شيء آخر، فهي تعني لبنان ومستقبله ومستقبل أولادنا وأحفادنا الذين نريد أن يكملوا حياتهم فيه.

يعبر ميقاتي بلغة سياسية عن رفض مبطن لانتخاب عون للرئاسة، لكن ما لا يقوله ميقاتي صراحة أمام الملأ، يعبر عنه بحرية تامة في جلساته المغلقة، وكان آخرها أمس في منزل توفيق سلطان الذي أقام حفل غداء تكريميا على شرف وزير الأشغال غازي زعيتر.

يرى ميقاتي أن الحريري ليس مضطرا لانتخاب عون لكي يصل الى رئاسة الحكومة، داعيا الى استشراف العلاقة بين عون والحريري بعد ستة أشهر من إتمام هذا الاستحقاق في حال حصل، مذكرا أن الحريري كان منتصرا في الانتخابات النيابية، وفي ذروة قوته الشعبية، وشكل حكومة وحدة وطنية، وبعد ذلك تم الانقلاب عليه بالطريقة التي نعرفها جميعا، فكيف به اليوم وهو يواجه كما هائلا من الأزمات.

ويقول ميقاتي: إن عون يضعنا اليوم أمام خيارين، فاما أن تنزلوا الى مجلس النواب وتنتخبوني رئيسا، وإلا سوف يكون الشارع خياري، وليحصل ما يحصل، وليذهب البلد، فاذا لم يصل بعد الى الرئاسة ويتعاطى معنا بهذه الفوقية، فكيف إذا أصبح رئيسا؟

ويشدد ميقاتي على أن خياره سيبقى النائب سليمان فرنجية طالما أن الأخير متمسك بترشيحه، مؤكدا أن العلاقة معه ممتازة، وأنه كان ولا يزال يشكل بعدا عروبيا يحتاجه لبنان، مشيرا الى أن فرنجية يعي أهمية الوجود الاسلامي والسني في المنطقة ويحترمه أكثر من عون.

ويلفت ميقاتي الانتباه الى أن أولى مزايا وصفات الرئيس العتيد يجب أن تكون تمسكه بالصيغة اللبنانية، لأننا مقبلون على مرحلة تفتيت للأنظمة، وإذا وصل الى الرئاسة اللبنانية مرشح عنده «نفس تفتيتي» فساعتها سيوضع لبنان في «المولينكس»، مشيرا الى أن هذه المزايا تنطبق على الكثير من الكفاءات المسيحية التي لها باع طويل في العمل العام، وهؤلاء قد يشكلون خيارا له في حال قرر فرنجية العزوف عن الترشيح، وعندها سيكون لكل ساعة ملائكتها.

ورأى ميقاتي أن المؤشرات توحي باستمرار المراوحة قبل انجاز الاستحقاق الرئاسي، في ظل تداخل العوامل الداخلية المعقّدة مع الاعتبارات الخارجية المرتبطة بتطورات المنطقة وتعقيداتها».