IMLebanon

الطريق مسدود  

 

 

لا نقول هذه العبارة، لأننا متشائمون.. لكننا لسنا متفائلين، بكل صراحة خلال 5 سنوات، رأينا البلاد تتراجع يومياً، على جميع الأصعدة، وكما يقولون: إنّ المشكلة الحقيقية هي في «الرأس» فإذا كان «الرأس» الذي يعطي أوامر إلى بقية أعضاء الجسم مُعَطّلاً، فمعنى ذلك أنّ الجسم سوف يتعطّل. وهذا ما يحدث منذ خمس سنوات كما ذكرنا.

 

من ناحية ثانية، عندنا مشكلة حقيقية هي أنّ هذا الجسم له رأسان: رأس «منتخب» ورأس متسلّط على الحكم، لذلك فإنّ هذا الجسم يعاني من كثرة «الأوامر» وقلّة العقل.

 

خمس سنوات والأمور في البلاد الى تراجع يومي، لأنّ فخامة الرئيس عنده همّ وحيد، هو القضاء على «الطائف». ومن أجل ذلك فهو مستعد أن يخالف كل الأنظمة والقوانين التي يستعملها حين لا يريد أن يسهّل أمور الحكم، مخترقاً الدستور، والأمثلة على ذلك كثيرة، تبدأ بأنه كان يعيّـن صهره في أي وزارة يرغب بها، حتى ولو فشل هذا الصهر، وهنا نعني فشله الأول في وزارة الاتصالات…

 

انتهى من وزارة الاتصالات بتحويلها من وزارة مربحة الى تراجع بحوالى 500 مليون دولار سنوياً، مع العلم أنّ تلك الوزارة هي أهم وزارة تعطي أموالاً لصندوق الدولة.

 

انتقل بعدها الى وزارة الطاقة ورغم الوعود، بتأمين الكهرباء 24/24 فقد كلّفت هذه الوزارة الخزينة 65 مليار دولار خسائر، بسبب سوء الإدارة، وبسبب أنّ الوزير يرفض البواخر، ثم يعقد اتفاقاً لاستئجار باخرتين بدل الواحدة، ويرفض الصندوق الكويتي، وكأنه حريص أكثر من الصندوق على الأموال… ولو قبل الصندوق بإعطاء معاليه «كادو» لكان من الممكن أن يُسْمَح للصندوق بتأمين الكهرباء. وللعلم فقط فإنّ شروط الصندوق كانت:

 

1- 5 سنوات سماح بدون فائدة.

 

2- تقسيط على مدى 25 سنة.

 

3- فائدة 2٪ فقط.

 

وبالعودة الى فخامته، وللأسف الى العهد الفاشل، فيكفي قوله عندما سألوه: إلى أين نحن ذاهبون؟ فأجاب: ذاهبون الى جهنم.. فهل يوجد رئيس في العالم يمكن أن يقول هذه العبارة المخيفة للشعب؟

 

وبالعودة أيضاً الى تعطيل الحكم وهو سِمَة العهد، فيكفي المعاناة التي عاناها الرئيس سعد الحريري لسنة كاملة، ولم يسمح له بتشكيل حكومة،

 

أولاً لأنّ الصهر غير موجود.

 

ثانياً: يريد فخامته إعطاء الثلث المعطّل للصهر والأهم، طالما ان الصهر غير موجود فمن غير المسموح أن يكون الرئيس الحريري رئيساً للحكومة.

 

لو تركنا قصة الخمس سنوات من الفشل، وقلنا: لنفتح صفحة جديدة فربما يكون هناك أمل… ولكن يبدو، كما يقول المثل «لا طلعت على ماكرون ولا نزلت على الميقاتي» إذ يبدو أنّ الرئيس ماكرون قد قزّم دور فرنسا كدولة عظمى، حين جاء الى لبنان ووعد بتشكيل حكومة خلال اسبوع ففشل فشلاً ذريعاً ولم يستطع أن يفعل شيئاً. بل ان سمعة فرنسا صارت «بالارض»… اما بالنسبة للرئيس ميقاتي الذي طلب من الوزير قرداحي الاستقالة لأنها ورقة بيد الرئيس ماكرون ويريد أن يعطيها له ليقوّي موقفه التفاوضي مع ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان فيبدو أنّ هذه الورقة كانت «كذبة كبيرة»، إذ ان الرسالة أو البيان الذي صدر نتيجة اللقاء كان بشروطه أصعب مما كان انتظار دولته الذي كان يراهن على تدوير الزوايا، ولا أعلم بأية زاوية سيبدأ بها.

 

على كل حال، يكفي أن يقرأ دولته ما جاء في جريدة «عكاظ» السعودية، ليعلم مدى الفشل الذي ينتظره.

 

لذلك أقول إنّ الطريق مسدود لمدة 330 يوماً أي الى نهاية العهد، فأعود وأنصح الرئيس ميقاتي أن يستقيل ويقعد في منزله يعد الدولارات التي جمعها، أفضل من أن يعد الناس وهو غير قادر على القيام بأية خطوة، والأهم ان الفشل ينتظره يومياً.