IMLebanon

«لائحة البيارتة»: بيان وزاري؟!

جاء اعلان «لائحة  البيارتة» للانتخابات البلدية في العاصمة بمستوى الحدث السياسي،  بعدما اقترن ولاول مرة ببرنامج اعماري – انمائي كان لا بد منه لافهام الناخب انه سيكون امام حال ادارية وسياسية ستؤدي الى جعل العمل البلدي في بيروت بمثابة برنامج القصد منه التعهد بعمل  مستقبلي لا يحتمل التأويل، ان لجهة القيام بما هو مطلوب للدلالة على اهمية العاصمة، او لجهة القول صراحة ان المجلس البلدي يتعهد لست الدنيا بيروت بأن يعيدها عاصمة الثقافة والعلم وعاصمة التاريخ والسياحة ومستشفى العرب وجامعتهم وذاكرتهم.

في برنامج عمل «لائحة البيارتة» الكثير من المشاريع التي من الواجب اخذها في الاعتبار من استحقاق ديموقراطي مدني انمائي يعني جميع ابناء العاصمة بلا استثناء ومن تعايش وانفتاح وتنوع لتبقى نموذج الاعتدال كما تبقى منارة لهذا الشرق، لاسيما ان المشاريع التي اعلنت اللائحة تبنيها تؤكد مجموعة احوال تكفل ان تكون بيروت نظيفة وخضراء كنقطة اولية في برنامج عمل اللائحة مع تركيز على فرز النفايات من المصدر وانشاء مصانع حديثة لحل نهائي لنفايات بيروت، اضف الى ذلك تأهيل المسابح الشعبية وتنظيف شواطئ بيروت، بما في ذلك زيادة المساحات الخضراء عبر انشاء حدائق عامة وفتح ابوابها للعموم وغرس الاشجار على جانبي الطرق وانارة الشوارع خصوصا في الطريق الدائري للعاصمة وتطويره وتخصيص مساحات خضراء في المشاريع الجديدة وتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في الحدائق العامة.

هذه المشاريع وسواها تضمنها برنامج عمل المجلس البلدي الجديد لتكريس مجموعة حلول جديدة لازمتي الكهرباء والمياه في نطاق بلدية بيروت، مع الاخذ في الاعتبار ان الحلول موجودة لكنها تحتاج الى ترجمة بما في ذلك اختيار الحل الانسب منها بيئيا واقتصاديا.

الذين اطلعوا على برنامج عمل لائحة البيارتة لا شك انهم لاحظوا تفكيرا في كل شيء، مثل حل ازمة السير وانجاز وتطوير البنى التحتية من شبكة خطوط مياه الامطار والمجاري ومياه الشفة وشبكة الالياف البصرية لتطوير خدمة الاتصالات والانترنت، وازالة العوائق والوشم الخرسانية التي تمنع وقوف  السيارات او تقطع الطرق داخل احياء بيروت او تعرقل سير الناس على الارصفة، بما في ذلك انشاء مواقف جديدة للسيارات على العقارات غير المشغولة واستحداث خطوط باصات ونقل عام تناسب شوارع بيروت لتسهيل عملية انتقال المواطنين داخل العاصمة وتخفيف زحمة السير اسوة بالمدن والعواصم المتقدمة.

والذي تمعن في قراءة بيان «لائحة البيارتة» لا شك انه لاحظ مشاريع صحية ومدرسية ورياضية ونظافة  من الصعب ترجمتها في حال كانت الامور من النوع الاداري المألوف مثل دعم الاندية والجمعيات الرياضية التي بوسعها تحدي مثيلاتها في العالم، الامر الذي يتطلب تفاهما مركزيا مع الحكومة والبقية الباقية من المؤسسات الرسمية التي تقع ضمن العاصمة كي لا يقال ان تكبير حجم المشاريع التي اتى بيان «لائحة البيارتة» من الصعب، بل من المستحيل تنفيذه بوسائل تقليدية صرف، خصوصا ان ما لحظته اللائحة من مشاريع وتطلعات يتطلب اموالا باهظة لا بد من تأمينها في اسرع وقت على امل تحسين وضع العاصمة العصرية؟!

كل شيء في بيروت يحتاج الى تطوير اداري واقتصادي، اقله كي يكون عمل وانتاج في المستقبل المنظور ما يعني ضرورة انشاء خطوط ساخنة تتلقى الشكاوى والمراجعات على مدار الساعة، وتخصيص اكثر من يوم في الاسبوع لاستقبال المواطنين من دون موعد مسبق من قبل رئيس المجلس البلدي وكبار مساعديه من خلال «سياسة الباب المفتوح» وتخصيص مراقبة اعمال الورش القائمة في العاصمة بزيارات ميدانية تحدد مسار اعمالها وتحضير الاجهزة الفنية والادارية لتكون حاضرة لان تسمع اي اقتراح يمكن ان يفيد العمل البلدي ومواجهة اية عرقلة طارئة او مقصودة.

ومن اهم ما قيل في المناسبة، هو كلام الرئيس سعد الحريري الذي ارتجله للقول ان «لائحة البيارتة» هي لائحة مناصفة ما يعني انها ستكون امام تحد اداري وانمائي – اقتصادي، طالما ان جميع من ينتمي اليها هو من الذين يمثلون احزابا وبيوتات قادرة على التوافق لاعمار بيروت وانمائها في وحدتها وكرامتها، ما يؤكد تكريس المناصفة التي لا بد منها لترجمة تطلعات ابناء العاصمة بما فيها من كفاءات واشخاص تمثل كل الاحزاب ما يعني صراحة ان امور هذه اللائحة «لائحة البيارتة» مغطاة شعبيا وسياسيا بشكل لا يحتمل اي تأويل يمكن ان يعرقل مسارها الاداري والانمائي والاقتصادي؟!

الخلاصة ان كل ما ورد في هذا التحليل هو من تفكير اللائحة التي عليها ان تعرف انها ملتزمة امام اهل العاصمة بترجمة كل ما اشارت اليه وركزت عليه سيكون مجلس بلدي ناجحا ومتطورا وملبيا لتطلعات البيارتة؟!