IMLebanon

سقوط مشروع العدو “موكيد 2024” على أرض لبنان 

 

لم يشعر الشعب “الاسرائيلي” في تاريخه بمثل الخطر الذي يشعر به اليوم، ففي 7 تشرين الأول الماضي دخلت “اسرائيل” مرحلة جديدة لم تكن تتخيل دخولها، وهي ما جعلت الشعب “الاسرائيلي” باغلبيته الساحقة مؤيداً للحرب، وراغباً أيضاً بالحرب على لبنان، ربما لأنه لا يدري نتيجة حرب كهذه.

 

تكشف مصادر مطلعة على عمل المقاومة أن “الاسرائيليين” يهربون من خوفهم الناتج من عملية طوفان الأقصى باتجاه الرغبة بالحرب، ظناً منهم بأن النصر سيكون حليف “اسرائيل”، بحيث يمكنهم استعادة الشعور بالأمن الذي كانوا ينعمون به، ولكن جنرالات جيش العدو يدركون أن أماني الشعب لن تتحقق، وأن انتصاراته منذ 60 عاماً أصبحت من الذكرى وحسب.

 

يطالب أبناء المستعمرات الشمالية، ومعهم جزء من الاعلام “الاسرائيلي”، بحرب واسعة النطاق في لبنان، تحقق لهم “النصر المطلق” المشابه للنصر الذي حققته “اسرائيل” على العرب في العام 1967 ، عندما قام الجيش “الاسرائيلي” بحرب استباقية، حيث اطلق عليها “عملية موكيد” التي دمرت قوة الجو بالجيوش العربية المصرية والاردنية والسورية في أيام قليلة، حيث تم تدمير أكثر من 70 بالمئة من مجموع الطائرات، التي كانت تابعة للجيوش العربية المواجهة لـ “إسرائيل”، وتم تنفيذ هذه العملية بمجملها في الساعات الست الأولى للمعارك في حرب حزيران، ولكن هل يمكن تنفيذ حرب استباقية اليوم ضد لبنان؟

 

هذا ما يتمناه الشعب “الاسرائيلي”، ولكن الوقائع كما تكشفها المصادر مغايرة للأمنيات “الاسرائيلية”، حيث تؤكد أن المقاومة في لبنان مستعدة للحرب، وجزء من استراتيجيتها التي بدأت بتنفيذها في 8 تشرين الأول الماضي، هو إفشال أي مخطط “اسرائيلي” لضربة أو حرب استباقية تتخيلها “اسرائيل”، وتقوم على توجيه ضربات جوية كثيفة ومتزامنة لمئات الاهداف في بنك الاهداف “الاسرائيلي”، تتضمن نقاطاً عسكرية ومخازن ومنصات، وأنفاقا على طول الحدود، وأيضاً اغتيالات لشخصيات عسكرية وسياسية بالغة الاهمية في حزب الله.

 

هذه الصورة التي رسمتها العدو لنفسه عندما يتخيل حرب استباقية على لبنان، تؤدي الى انهيار المنظومة العسكرية والسياسية للحزب، ولكن المصادر تؤكد أن مثل هذه الضربة غير ممكنة ومستحيلة، والمقاومة تعمل اليوم بالشق الدفاعي وكأن الحرب قائمة، بينما في الشق الهجومي تعمل وفق مقتضيات الميدان.

 

وتكشف المصادر أنه مذ بدأت عمليات الاغتيال في لبنان، وبدأت تتضح شيئاً فشيئاً القدرات “الاسرائيلية” التكنولوجية، بات قادة المقاومة وكوادرها يتعاملون وفق مبدأ أن الحرب قائمة، وكذلك الأمر بالنسبة الى انتشارهم وإعادة التموضع وتوزع المراكز المعروفة، وهو ما يعني انتهاء الحلم “الاسرائيلي” بتكرار عملية “موكيد”، التي شنتها “اسرائيل” عام 1967 في بداية الحرب على لبنان بنسخة 2024.

 

هذه العملية التي يعتبر “الاسرائيلي” أنها بحاجة الى قيادة حكيمة وشجاعة للقيام بها، أفشلها التدخل العسكري للمقاومة في 8 تشرين، وتؤكد المصادر أن هذا الأمر هو من بركات عملية طوفان الأقصى على لبنان، إذ أنه بالإضافة الى كون الحرب كشفت التقدم “الاسرائيلي” والتسلح المتطور في السماء، فهي ساهمت في إفشال أي مشروع مشابه لما قامت به “اسرائيل” في العام 1967.

 

لا يعلم الشعب “الاسرائيلي” أن جيشه حالياً غير قادر على فتح الحرب مع المقاومة في لبنان، ولا يعلم أن الاستنزاف الحالي للجيش يجعل الحرب أصعب، ولكنه سيعلم بالتأكيد أن الحرب المقبلة اذا وقعت، ستكون كابوساً لم يشاهد مثله مسبقاً، تقول المصادر.