IMLebanon

نجمة داوود و”استدعاء” رجّي

 

 

جاءت الحسناء الأميركية مورغان أورتاغوس إلينا. غادرتنا أورتاغوس بعد “لقاءات رائعة” مع المسؤولين. ستعود أورتاغوس. ثم تغادر مجدداً وحملة جمهور الممانعين ونخبهم على ما حملته في عنقها الجميل لن يتوقف: نجمة داوود. ففاضت أنهر التعليقات المتّسمة بالسطحية والعنصرية والسخف.

 

 

 

لا. ليست كل التعليقات سخيفة. فبعضها ذو قيمة “ابيستمولوجية” ورفع النقاش إلى مرتبة عالية كتغريدة البحّاثة نجاح واكيم وهذا نصّها: “عندما تتعمّد المبعوثة الأميركية لبس حلي عليها نجمة إسرائيل بشكل ظاهر عند لقائها المسؤولين اللبنانيين، فهي لا تتعمد إهانة هؤلاء فقط، بل إهانة لبنان أيضاً وعندما يقبل هؤلاء استقبالها فإنهم يقبلون الإهانة لهم ولوطنهم” وختم واكيم تغريدته بنفحة شعرية من مخزون أبي الطيب المتنبي “من يهن يسهل الهوان عليه/ ما لجرح بميت إيلام”.

 

 

 

تجاوز حقد المفكر الناصري الفذ ارتباط النجمة السداسية بأقدم الديانات السماوية الثلاث، وتجاهل أن الطائفة الإسرائيلية (كم ترد التسمية في لوائح الشطب) من الطوائف اللبنانية وأعتقد أن الناقد جوزف طرّاب صوّت للأستاذ نجاح في انتخابات العام 1992، كما أن الاهتمامات القومية والتصدي اليومي لإمبريالية لم تُتِح لواكيم أن يقرأ أي كتاب يتعلق بيهود يثرب ونجران وحضرموت ومصر والمغرب والجزائر وتونس وسورية ولبنان.

 

 

 

ماذا كنت تتوقع أخ نجاح أن تضع مورغان في عنقها الجميل مجسّماً لخفرع؟ ترى لو وضعت النجمة التساعية (ترمز إلى البهائيين) كنت رضيت عليها؟ المرة المقبلة أنصحها بأيقونة مار متر أو “قلبي ومفتاحو” لتفادي هذا المد الشعبوي.

 

 

 

هذا من جهة، من جهة ثانية، صوّب الممانعون، بحماسة قل نظيرها، على ما وصفوه “استدعاء” نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط وزير خارجية لبنان إلى عوكر.

 

 

 

في هذه المرحلة تفتقد الخارجية إلى عنفوانية وزير من وزن فوزي صلوخ. لو دعت السفيرة الأميركية فوزي إلى غداء يجمعه مع مسؤول أميركي في السفارة لجاوب عنه علي حسن خليل “اللي عاوز التاني يجي لعندو” والفريق المستنكر الاستدعاء “المذل” للوزير يوسف رجّي، هو نفسه من كان نوابه ووزراؤه ومسؤولوه “يفقعون” رحلة من بيروت إلى عنجر لسماع بهدلة يلقيها عليهم البروفيسور “أبو يعرب” أو خليفته “أبو عبدو”.

 

الحملة على رجّي، حلقة من مسلسل لا يقل سخافة عن مسلسل نجمة داوود، ربما فات مدّعو الكرامة الوطنية الزائدة أن خمسة وزراء “استدعتهم” أورتاغوس إلى مقر إقامتها على عشاء، ثم استدعت وزير المال الدكتور ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد على ترويقة. غداً تطلع رواية تقول إن الثمانية التقوا في المندلون (ضبيه) صدفة و”عزموا حالن” على فنجان قهوة بعوكر!