IMLebanon

«أم المعارك» في قب الياس: هل يربح المستقبل؟

حالما أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق دعوة الهيئات الناخبة الى الإنتخابات البلدية، وحدّد الثامن من أيار المقبل موعداً لإنتخابات البقاع، عادت الحركة الى عجلات الماكينات الإنتخابية في قرى البقاع الأوسط، وبدأت اجتماعات العائلات ومفاتيحها الانتخابية.

المشهد الأكثر حماوة في بلدة قب الياس، كبرى البلدات البقاعية والثانية بعد زحلة، وسط تباين واضح بين قواها وفعالياتها حول شخصية رئيس البلدية العتيد وقدرته على تخطي الإنقسامات، وعلى إرضاء العائلات في مجلس بلدي مؤلف من 18 عضواً (عدد الناخبين 12 الفاً، 31% منهم مسيحيون، و69% سنّة).

ويغذي هذا التباين عجز تيار المستقبل عن إيجاد مرشح قوي، أولاً لغياب عامل المال، الذي كانت له الكلمة العليا في الدورات السابقة، وثانياً لفقدانه أحد أبرز مرشحيه رئيس البلدية الراحل فياض حيدر، ما يجعله يدور في حلقة مفرغة لإيجاد شخصية تستطيع إطاحة النقابي الشيوعي جهاد المعلم، الذي يواجه حالياً معركة لإقصائه عبر احراجه بصيغة التوافق «المطاطة».

ويقرّ خصوم المعلم بأنه أقوى المرشحين ويتمتع برصيد كبير في أوساط جمهور المستقبل والعائلات، وهو كان قد خاض الانتخابات السابقة ضد تحالف جمع تيار المستقبل والعونيين والقوميين، وخرق مع اربعة آخرين لائحة التحالف. قوة المعلم حدت بمنسق تيار المستقبل في البقاع الأوسط، إبن البلدة، أيوب قزعون الى تزكية ترشيح ضرغام توما (نائب رئيس البلدية ويتولى شؤونها بعد وفاة حيدر) لرئاسة البلدية.

وبحسب مصادر مستقبلية، فإن الأمين العام للتيار أحمد الحريري أكّد أن «لا فيتو على توما»، رغم أن هذا الترشيح يخالف العرف المعمول به بإسناد رئاسة البلدية الى سنيّ، ومنصب نائب الرئيس الى مسيحي. وأدى ذلك الى بلبلة واسعة وسط فعاليات البلدة وإثارة نقمة واسعة على تيار المستقبل. أحد الفعاليات قال لـ «الأخبار»: «لسنا ضد المسيحيين، وقد قبلنا أن يتولى ضرغام رئاسة البلدية بعد وفاة الرئيس فياض حيدر، رغم أنه صاحب خمّارة، لكنّ إعادة ترشيحه تعني أن البلدة فرغت من النخب». وشبّه أحد الوجهاء قزعون بـ «الاستخبارات السورية، إذ يريد الكل تحت أمره». وزاد طين المستقبل بلة ضعف الحضور المالي وغياب الشخصية المطواعة لمنسقه، ما يجعل معركة قب الياس «أم المعارك في البقاع» بالنسبة الى التيار الذي يجد نفسه أمام خيارين: إما أن يترشح قزعون شخصياً، أو السير قدماً في ترشيح توما مناصفة مع مرشح مسلم، وبهذا يضرب العرف، الذي تعدّه الفعاليات والعائلات خطاً أحمر. ويقول مصدر مستقبلي إنه، في الخيار الاول، يحاول قزعون إبعاد كأس الترشح عنه «لأن خوضه معركة غير مضمونة النتائج سيمثّل موتاً سياسياً له». أما السير في ترشيح توما، المعروف بقربه من القوات اللبنانية، فهدفه الاصطياد في مياه تحالف القوات والتيار الوطني الحر. ولذلك يحاول تيار المستقبل إرضاء المعترضين بترشيح منسق التيار في البلدة ظافر مرعي، على أن يتولى رئاسة البلدية لثلاث سنوات، مقابل ثلاث أخرى لتوما، إلا أن هذا الطرح أثار إعتراضات واسعة بين عائلات البلدة، ودفع ببعض فعالياتها الى ترشيح رجل الأعمال طارق حمزة، المقرب أصلاً من تيار المستقبل. ومعلوم أن الود مفقود بين حمزة وقزعون، ما قد يأخذ المعركة في إتجاه لا يرغب به تيار المستقبل، لأن حمزة سيغرف من صحن العائلات التي يعوّل عليها «الأزرق»، وبالتالي ستكون لائحة المعلم المستفيد الأكبر.