IMLebanon

الانتخابات البلدية في موعدها؟

كما في كل استحقاق انتخابي، نيابي أو رئاسي أو بلدي، بات اللبناني يسارع الى الشك والتساؤل هل سيجري الاستحقاق في موعده أم لا؟ وهل يتم إلغاء الاستحقاق او التمديد للفائزين؟

لكن الخبر الإيجابي الذي كان اللبنانيون على موعد معه أمس هو أنه تم إقرار ونقل الاعتمادات المالية لإجراء الانتخابات البلدية، من المالية الى الداخلية! فحتى الآن ستجرى الانتخابات البلدية في أيار، في موعدها.

لكن فليسمح لنا تجار السياسة ببضعة أسئلة:

– لماذا يمكنهم إجراء انتخابات بلدية ولا يمكنهم إجراء انتخابات نيابية؟ طبعا لا أحد يلمح الى إلغاء الانتخابات البلدية أو عدم إجرائها، لكن ما يجب فعله هو إجراء النيابية أيضاً وعدم افتعال أحداث أمنية كما في سنة ٢٠١٣ للتمديد للمجلس مرة ثالثة، واستعمال الحجة الأمنية ذريعة للوصول الى هدفهم، وهو السيطرة على البلاد لمدة أربع سنوات إضافية من دون إجراء انتخابات. ولعلهم باتوا أعجز اليوم عن توظيف الذريعة الأمنية، خصوصاً بعدما ثبت منذ التمديد أن الجيش قادر تماماً مع القوى الأمنية على ضبط الأمن والاستقرار ومواجهة كل طارئ، وليس هناك قدرة على اللجوء مجدداً الى هذه الذريعة.

– السؤال الثاني لتجار السياسة: لماذا لا يتّفقون على قانون نيابي جديد، علماً أن الاستحقاق النيابي سيكون في السنة المقبلة ولم يعد الوقت يسمح بمزيد من المناورات والتهرب، وقد اتفقوا على إجراء انتخابات بلدية، والأهم أنهم بدأوا يتفقون في ما بينهم، وبعضهم من كان في 8 آذار يتفق مع من هو في 14 آذار. فالكتائب يغازل “حزب الله”، والحريري يدعم فرنجيه، وجعجع وعون يتحالفان، ويحكى عن تفاهمات يجري إعدادها سراً وبعيداً من الأضواء بين خصوم الأمس وحلفاء اليوم، بما يكمل التوافق على المصالح السياسية التي جعلت الخصم يرشح خصمه للرئاسة ويصبح حليفه. فلماذا والحال هذه لا يتحول هذا الغزل الرئاسي الى اتفاق على قانون جديد للانتخاب؟

– السؤال الثالث لتجار السياسة: لماذا تم إقرار الاعتمادات المالية لإجراء الانتخابات البلدية ولم يتم تثبيت متطوعي الدفاع المدني؟ وإذا كانت الحجة التي أعلنت أن لا أموال كافية، فكيف ستجرى الانتخابات البلدية؟ وهل هذه خطوة شكلية لن تؤدي الى إجراء انتخابات بلدية، فنقع في تمديد جديد ينسف آخر استحقاق ديموقراطي للبنانيين؟

كل هذه الأسئلة برسم تجار السياسة الذين لم يتركوا أي منطق سياسي طبيعي لتحالفاتهم ولقراراتهم ولعملهم السياسي حتى أصبحنا نعيش في جمهورية جنون وفوضى، ولا نمتلك أي رؤية أو معطيات نبني على أساسها فكرة أو رؤية سياسية. وأصبحنا في وطن زعيم يقول لزعيم: أتسلّى معكم وليس بكم. باتوا يعترفون بأنهم يتسلون بالناس وبالبلاد وبمستقبلنا من دون خجل!