IMLebanon

مسيلمة وجوبلز ونصر الله!

في قاموس الكذب يسجل التاريخ أسماء لافتة ومميزة برزت وتألقت وتميزت في هذا المجال حتى تحولت أيقونة ومضرًبا للأمثال بشكل أسطوري؛ فمن الشخصية التاريخية المجرمة «مسيلمة الكذاب» إلى وزير الدعاية أو الإعلام الألماني في العهد النازي «جوبلز» الذي عرف ببياناته الإعلامية الأسطورية المليئة بالدجل والكذب من أجل تمجيد الطاغية أدولف هتلر وصولا إلى زعيم عصابة حزب الله الإرهابي حسن نصر الذي تحول من سياسي يقاوم ضد إسرائيل إلى بندقية رخيصة مأجورة للدفاع عن مجرم يقتل شعبه بواجهة طائفية منفًذا بشكل واضح لمشروع طائفي وإقليمي يعتبر هو وعصابته إحدى أهم الركائز الأساسية فيه.

التاريخ دائًما ما يظهر لنا كيف يتمكن الدجالون من اصطياد القطيع المناسب الذي يسير خلفهم بانصياع تام مصدقين الشعارات المرفوعة ومؤمنين بالخطب المسموعة٬ إلا أنه مهما زاد بريقها ولمعانها واستمر الطرح العذب الجذاب فهو لا يزال يسمى دجلاً وخداًعا بامتياز.

المذهل هو وجود عدد لا بأس به ممن لا يزالون تحت تأثير الخداع التراكمي وما زالوا يصدقون مقولة إن حسن نصر الله «مقاوم» وهي أشبه بمقولة أن مسيلمة الكذاب نبي٬ ولا تفسير لذلك سوى أن أنصار حسن نصر الله أعمتهم الطائفية عن رؤية الحق٬ فبرروا وأوجدوا الأعذار تلو الأعذار له حتى وإن كان ظاهر أفعاله لا يمكن تفسيرها إلا تحت بنود الإجرام والعمالة. وأدى هذا الانصياع التام والتأييد الأعمى إلى تأصيل حالة من الشلل التام في لبنان٬ فلا البلد قادر على اختيار رئيس الجمهورية ولا هو قادر على إزالة النفايات من الأزقة والشوارع لأن كل شيء يهون أمام نصرة المقاومة «وسيدها» بحسب الشعارات التي يرددها أنصاره والتي تحولت إلى ما يشبه حبوب الهلوسة بامتياز عظيم.

بلد بأكمله يدفع ثمن الأكاذيب التي يرّوج لها زعيم عصابة خطف شعاًرا شريًفا وادعاه زوًرا وبهتاًنا. المقاومة الشريفة رحلت عن لبنان منذ زمن طويل لتستقر في فلسطين موقعها الحقيقي. كل دول العالم حينما تصاب بالأوبئة تجند نفسها وقواتها ومؤسساتها للخلاص منها٬ وكذب حسن نصر الله تحول إلى وباء مدمر على لبنان وذي آثار تطال مناطق وجيوًبا مختلفة حول العالم العربي٬ وبالتالي فإن فضح أكاذيبه بات مسألة إجبارية لا خيار فيها. سيسطر التاريخ عما قريب مشاهد السقوط المتتالي العظيم لمقاوم سابق وكاذب حالي٬ تقلصت شعبيته بالتدريج وانقرض احترامه عند الناس ليظل عبرة لتبيان أن حبل الكذب قصير.

أن يكذب المرء فهذا خطيئة بينه وبين نفسه وربه٬ ولكن أن يكذب على العالم ويذهب بالشباب إلى الموت من أجل الكذب فهذه خطيئة يتحملها الجميع بسكوتهم عنه.

لبنان يواصل قدرته على الإبداع والإبهار٬ فبعد أن كان منارة للعلم والفن والأدب والرياضة يدور الزمن ولا يستطيع أن يقدم للعالم سوى نماذج ساقطة مثل حسن نصر الله. إنها عجلة الزمان التي تدور.