IMLebanon

عندما لا يحتاج «الثنائي» الى خصم يستهدفه ! ميقاتي يدرك حجم كرة النار بين يديه.. والآتي أصعب 

 

 

«قامت الدني ولم تقعد»، بعد تصريحات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المثيرة للجدل، إنما هل فعلا صُعق اللبنانيون بعد كلام ميقاتي، وكانوا يظنون الوضع لاقتصادي أفضل؟ اعتاد اللبنانيون ردات الفعل فقط، على وسائل التواصل والإعلام، وهذا ما لن يؤثر في أي قرار، وسيكون كزوبعة في فنجان فقط لا غير.

 

على الرغم من الحملة الكبيرة التي تعرّض لها رئيس الحكومة بعد إقرار مشروع قانون الموازنة العامة في مجلس الوزراء، إلا أن أوساطا نيابية مقربة من ميقاتي تؤكد أن ما قام به هو مصارحة اللبنانيين بالواقع الذي وصلت إليه أوضاع الخزينة العامة، نظراً إلى أنه لم يعد من الممكن الاختباء وراء الحقائق التي يعرفها الجميع، لا سيما أن لبنان في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، الذي يطلب الذهاب إلى إصلاحات مقابل تقديم أي مساعدة.

 

وتشير المصادر الى أن ميقاتي كان يعلم منذ اليوم الأول لاستلامه الحكومة أنها كرة نار بين يديه، وكان يعلم أنه سيصل الى وقت يصارح فيه اللبنانيين بقسوة الأيام المقبلة، حيث سيترافق أي اتفاق مع صندوق النقد مع اجراءات قاسية جدا، كاشفة أن «المزيد من هذه الإجراءات آتٍ ولن يكون أقل قساوة على الشعب اللبناني».

 

على صعيد متصل، توضح الأوساط نفسها أن المواقف السياسية من الموازنة كانت متوقعة، خصوصاً أن القوى السياسية تذهب إلى هذه السياسة عادة كي تقول أمام جمهورها أنها لم تكن معنية بما جرى إقراره، حتى ولو كانت ممثلة في الحكومة، الأمر الذي من المتوقع أن يحصل أيضاً في المجلس النيابي، إلا أنها ترى أن هذا الأمر يصب في خانة المواقف الشعبوية التي يحتاج اليها الجميع قبل موعد الإنتخابات النيابية المقبلة.

 

في الجهة المقابلة، الجميع ينتظر الخطوات التي قد يذهب إليها الثنائي الشيعي، بعد إعلانه أن الموازنة والتعيينات أقرت من دون التصويت، بينما كان لدى وزراء حزب الله و»حركة أمل» ملاحظات على الملفين، حيث من الممكن أن يطلب الوزراء إعادة مناقشة الأمر على طاولة مجلس الوزراء، إلا أن بعض المعطيات توحي بأن هذا الأمر مستبعد، حيث المرجح أن ينتقل النقاش إلى المجلس النيابي، وبالتالي التعبير عن موقفهما هناك.

 

وترى مصادر نيابية في فريق 8 آذار، أن ما حصل داخل الجلسة معيب جدا، إنما يتحمل وزراء الثنائي مسؤوليته، فإما هم حاضرون ويملكون موقفاً، وإما هم غير قادرين على إبداء الرأي وفرض انفسهم، معتبرة أن ميقاتي أراد التخلص من حمل الموازنة لأجل التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ورميه على المجلس النيابي الذي بات واضحاً أنه لن يصل الى نتيجة بشأن الموازنة قريباً.

 

وتتوقف المصادر عند التبريرات التي أطلقتها مصادر الثنائي عبر وسائل الإعلام، معتبرة أنها تفوق الحدث الأساسي لناحية ضررها، ولعلّ مشكلة الثنائي هي في كيفية التعاطي مع جمهوره، وخلال شهرين فقط اوقع جمهوره في حيرة وضياع بسبب تبدل المواقف، عندما عاد الثنائي الى الحكومة، وما حصل في الساعات الماضية، إذ يبدو أنه على أبواب الإنتخابات النيابية، لا يبدو أن الثنائي بحاجة الى خصم يستهدفه، فهو يقوم بالمهمة من تلقاء نفسه.