IMLebanon

الوطني الحرّ” يُهاجم ميقاتي: حمل الملف الرئاسي الى الفاتيكان ويستغلّ زيارته وكأنه الناطق بإسم المسيحيين… ومصادره ترّد 

 

لم تكن زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى الفاتيكان، محبّبة على قلب رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وبعض نوابه ومسؤولي تياره، خصوصاً انه التقى قداسة البابا فرنسيس، وحمل معه الملف الرئاسي وخلافات القيادات المسيحية الى حاضرة الفاتيكان، ليشرح الاسباب التي تحول دون إنهاء الملف الرئاسي على خير، عبر إيصال مرشح توافقي مقبول من اغلبية الاطراف، اذ ووفق ما نٌقل عن نواب ومسؤولين في “التيار الوطني الحر” إستياءهم الشديد، وقولهم في مجالسهم الخاصة: ” بأنّ ميقاتي يستغل زيارته الى الفاتيكان، وكأنه رأس الدولة والناطق بإسم المسيحيين”، معتبرين انّ زيارته ليست في محلها، وبأنها رسالة الى باسيل او بالاحرى تصّب في خانة النكايات له، لان ميقاتي حمل موضوع الرئاسة الى أكبر مرجع للمسيحيين في العالم، في الوقت الذي وصفه رئيس” التيار” بالطائفي، وبالتزامن مع السجال المتبادل والردود والخلافات، الامر الذي طرح جملة علامات استفهام حول التوقيت والخلفيات؟.

 

الى ذلك تنقل مصادر النواب العونيين المجتمعين في المجالس الخاصة، بأنّ ميقاتي عمل في الفاتيكان على تسويق ترشيح رئيس “تيار المردة ” سليمان فرنجية الى الرئاسة، بطلب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إنطلاقاً من ضرورة الإسراع في انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة فاعلة، في ظل الاوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة، والإنهيارات وإفلاس الدولة، لانه يعتقد انه عائد الى السراي في العهد الجديد، فيما حظوظه معدومة في هذا الاطار وفق المصادر المذكورة.

 

وعلى خط مغاير، تنفي مصادر مقرّبة من ميقاتي كل ما يُردّد في هذا الاطار، لان الاخير حمل الهم الرئاسي المطلوب حلّه سريعاً، وبعيداً عن الانقسامات والتناحرات، لانّ الوقت لم يعد يسمح بالمزيد من التأخير، ولم يحمل ملف الخلافات المسيحية كما يقول العونيون، خصوصاً انّ المسؤولين في الفاتيكان يعلمون كل شيء عن لبنان وفق التقارير التي تصلهم تباعاً، مستنكرة كل ما يقال خصوصاً من قبل باسيل، الذي يطلق الاتهامات بهدف كسب الشعبوية، وإعادة شعار” الدفاع عن حقوق المسيحيين ورئاسة الجمهورية”، فيما الواقع يناقض ذلك والجميع بات يعلم الحقيقة.

 

واوضحت المصادر المذكورة، بأنّ ميقاتي سلّم قداسة البابا رسالة تشير الى واقع الاوضاع الصعبة في لبنان، وكيفية معالجتها والحلول الممكنة، والتي يمكن للفاتيكان المساعدة في تحقيقها، من خلال الاتصالات التي يمكن ان يجريها قداسته مع عواصم القرار، للمساهمة في إنقاذ لبنان وإنتخاب رئيس بأسرع وقت، ولفتت المصادر الى انّ ميقاتي وجّه دعوة الى البابا لزيارة لبنان، ورؤية وجه التعايش المسيحي – الاسلامي فيه، كما تلقى من أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ووزير الخارجية الكاردينال بول غلاغير وعوداً بالمساعدة.

 

واشارت المصادر رداً على ما قيل حول التوقيت المشبوه للزيارة، الى انّ ميقاتي طلب الموعد من قداسة البابا قبل ثلاثة اشهر، أي لم يتخذ قرار السفر فجأة وإختار هذا التوقيت بالذات، بالتزامن مع الاتهامات التي وُجهّت له، من ناحية العمل على إفراغ الرئاسة والحصول على صلاحياتها والتصرّف بها، لذا اراد أن يبرّر للمرجعية المسيحية الاعلى في العالم، مدى مصداقيته ودوره في ظل الفراغ الرئاسي، وبأنه بعيد كل البعد عن الحسابات الطائفية التي يتهمه بها البعض.

 

ولفتت المصادر الى انّ الحقائق قيلت في بكركي، قبل مغادرة ميقاتي الى الفاتيكان، ولو كان هنالك ادنى شك بمواقفه، لإختلفت نتيجة اللقاء والعلاقة مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي بالتأكيد لن يقبل ولو إستشعر بسلبية تلك الزيارة الى الفاتيكان، لذا لم تعد تلك الاتهامات تنفع لانّ الحقيقية ساطعة، معتبرة بأنّ الزواريب الطائفية التي يستعين بها البعض، لم ولن تنفع اذ جربّها هؤلاء وخرجوا خاسرين من معركتهم.