IMLebanon

مسؤول «النصرة» في إدلب طلب من الدروز التبرّؤ من ديانتهم قبل 1/2/2015

قلق درزي شامل من إجراءات «النصرة» ضدّ دروز جبل السمّاق

هدم مقاميّ الداعي مُسلمة والشيخ صابر وفرض اللّباس «الشرعي» على النساء

يعيش دروز لبنان وسوريا وفلسطين والاردن بقياداتهم السياسية والدينية قلقاً حقيقياً جراء الانباء الواردة من جبل السماق في ريف ادلب عن طلب «النصرة» من الدروز التبرؤ من الديانة الدرزية واعلان اسلامهم «السني» وهدم المقامات، علماً ان عدد الدروز في هذه المناطق يتجاوز الـ 40 الف درزي.

وعلم ان وفد من فاعليات هذه المناطق زار لبنان والتقى القيادات الدرزية بعيداً عن الانظار وشرح لهم مطالب «النصرة» المتخمة» التي تقلقهم والاجتماع الذي عقد لوجهاء المنطقة مع ممثل «النصرة» ابو عبد الرحمن التونسي.

وعلم ان القيادات الدرزية في لبنان فتحت خطاً على المسؤولين الاتراك الذين وعدوا بالتوسط، لكن لم يظهر اي شيء ملموس على الارض. كما علم ان اجتماعاً اخر للفاعليات الدرزية عُقد في فلسطين المحتلة وتم تكليف الشيخ موفق ظريف الاتصال بدول خارجية للضغط على «النصرة» لوقف اجراءاتها كما قابلت فاعليات درزية في الاردن عدداً من المسؤولين للتدخل وانقاذ الاوضاع.

وقد عقد منذ اسبوع اجتماع في «جبل السماق» في ريف ادلب لممثلي القرى الدرزية وطلب منهم ابو عبد الرحمن التونسي مسؤول منطقة ادلب في النصرة التبرؤ من الديانة الدرزية والا قطعت رؤوسهم وقد نزل عدد من الموجودين عند رغبة مسؤول «النصرة».

وصدر بيان عن المجتمعين في جبل السماق هذا نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم، الاجتماع الاول لقرى الجبل «جبل السماق» في ريف ادلب، وحضر الاجتماع ممثلون عن قرى المنطقة وهم:

كفرمارس: حسان ناصيف، تلبيتا: عطا منصور، ككو: عطا مرعي، شندلايا: قاسم زيدان، قلب لوزه: احمد حسين، بنابل: محمود حمود، جدعين: فخرالدين محفوظ، عبريتا: زهير عباس، كفتين: مهنا شريف ويوسف شعبان، حضرة الاخوان: ناصيف شرباجي، بيرة كفتين: عمار قاسم، كفركيلا: ابراهيم النمر.

وحضر عن «جبهة النصرة»: ابو عبد الرحمن التونسي مسؤول منطقة ادلب، ابو حفص الحمصي المسؤول الشرعي للمنطقة، ابو محمد وابو خديجة اداريان.

وقد فرضت «النصرة» على ممثلي المناطق التبرؤ من الديانة الدرزية، والقول «انهم من اهل السنّة والجماعة» ونزل ممثلو المناطق عند رغبة «النصرة» بعد التهديدات وتم الاتفاق في الاجتماع بين ممثلي المناطق وممثلي «جبهة النصرة» وبالتحديد الشيخ ابو عبد الرحمن التونسي على التبرؤ من الديانة الدرزية، كالآتي:

– تطبيق شرع الله في المناطق «السابقة الذكر» وتم التركيز على الامور الآتية:

1- نبش المقامات الدينية وهدم ابنيتها وتسويتها بالارض.

2- تأمين اماكن للصلاة في جميع القرى «سابقة الذكر» التي لا يوجد فيها«مصليات» وتدريس القرآن والعقيدة والفقه فيها للشباب والاطفال.

3- فرض اللباس الشرعي على النساء خارج منازلهن.

4- منع ظاهرة الاختلاط في المدارس.

5- اختيار شخصين عن كل قرية لتنظيم الامور الخدمية والانمائية ومراقبة المخالفات بوجود مشرف من قبل جبهة النصرة.

6- يبدأ العمل في هذه الاجراءات قبل موعد الاجتماع المقبل.

ملاحظة: كل فرد مقيم في منطقة الجبل والقرى المذكورة يخالف هذه الامور يعرض نفسه للمخالفة الشرعية والتعزيز.

7- تحديد الجلسة الثانية في1/2/2015 صلاة الفجر.

وعلم ايضا ان مسؤولي «جبهة النصرة» قاموا بفك حجرة الداعي مسلمة في جب السماق في اعالي البلدة وكذلك حجرة الشيخ جابر.

وافيد ان دروز جبل العرب في السويداء اجروا اتصالات مع القيادات الدرزية في لبنان لمعالجة الملف، وان تركيا هي الدولة الوحيدة القادرة على ذلك، ولم تتدخل حتى الآن. وقد عقد العديد من مشايخ الطائفة الدرزية في لبنان سلسلة اجتماعات وذكر ان النائبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان اجريا سلسلة اتصالات بعدد من السفراء العرب والاجانب في بيروت للتدخل.

وقد رفعت «الصلوات» في العديد من المقامات الدرزية في لبنان وسوريا وفلسطين والاردن من اجل حماية دروز ادلب.

وصدر عن الشبكات الاعلامية للطائفة الدرزية حول العالم بيان استنكرت فيه «قرار مجلس «جبهة النصرة» بهدم الاضرحة والمقامات الدينية لطائفة الموحدين الدروز والازيديين والشركس في ادلب وريفها».

واستغرب البيان «ممارسات «جبهة النصرة» لان المذهب الدرزي هو كأي مذهب اسلامي ولا يحق فرض اي مذهب آخر على اهله بالسيف وبالاغتصاب». واضاف البيان «اذا كان الدروز في ادلب قد استجابوا لحملة «التسنين» التي طالتهم، فهذا لا يلغي قدسية هذه الاضرحة الشريفة لكل دروز العالم وليس من حق أحد هدمها او المساس بها».

وتابع البيان «ان هذا التطور الخطير الذي لحق بأخواننا في جبل السماق يمس كل موحد حول العالم، فلا حدود تفرقنا ولا اعتبارات سياسية تمزقنا ولا أفكار حزبية تحكمنا، بل تجمعنا راية التوحيد وحفظ الاخوان مستخدمين كل القدرات التي بحوزتنا ابتداء من جبل الكرمل في فلسطين مروراً بالجليل والجولان ولبنان والاردن وسوريا».

واكد البيان «نحن امة لا تركع للظالم، لا تعتدي على احد ولكننا نحمي ارضنا وعرضنا ومقدساتنا لانها جزء من كرامتنا».

ووجه البيان رسالة واضحة الى «جبهة النصرة» ولكل جهة تريد ان تنتهك الاعراض والمعتقدات الدينية والسيادة الفعلية لهذه الطائفة «اننا سنقف لها بالمرصاد وجوابنا سيكون واضحا في الزمان والمكان على بساط الارض متجاوزين كل الاعتبارات السياسية، اما من يدعم الارهاب الديني والاقتصادي ضد الابرياء من بين البشر وخاصة ابناء الطائفة الدرزية سيرى الويل بتلقينه درساً من اجندته السياسية في فلسطين وسوريا ولبنان تحديداً».

واخيراً اكد البيان «اننا لم ولن نتفاوض مع المشركين بالله بل سنضربهم بيد من حديد في كل مكان وزمان، رسالتنا واضحة ولن يتم تكرارها الى جميع الحكومات والجماعات المتصارعة «لا تختبرونا».

وحسب ما نقل مواطنون دروز من ادلب، فان ممارسات «النصرة» لا يمكن وصفها ولا تليق ببني البشر ويرفضون كل من يعارضهم الرأي عبر استخدام القوة، ضد الدروز والشركس والايزيديين ويطبقون اجراءات نفذها العثمانيون عندما حكموا سوريا ولبنان، والخضوع للوالي، وآمر المنطقة كالركوع والخشوع وغيرهما.