IMLebanon

نصرالله يهدد

 

لا يوجد مواطن عربي في البلدان العربية كلها إلاّ وفرح بخطاب السيّد حسن نصرالله وأخذ رشفة انتعاش، وتنفّس الصعداء على أمل أن يكون هذا الكلام صحيحاً، وحتى إن لم يكن دقيقاً… على الأقل أعطانا جرعة أمل بأن نقلنا من مرحلة الخوف من أي عمل عسكري إسرائيلي ضد بلدنا الحبيب لبنان.

 

ولم تلبث هذه الفرحة أن اختفت وعاد بدلاً منها بعض الخوف وذلك عندما أعلنت إسرائيل أنّ سلاح طيرانها دمر قافلة أسلحة حديثة للقوات الايرانية في سوريا وأنّ إسرائيل كانت قد أبلغت القوات الروسية بالغارة قبل دقيقة واحدة من حدوثها، وهذا الإعلان يأتي في سياق مخالف لما درجت عليه إسرائيل بعدم الإفصاح عما تنفذه من أعمال عسكرية وغارات وضربات.

هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية نعود الى تهديدات السيّد حسن بأنّ “حزب الله” موجود في سوريا ولن يغادرها إلاّ عندما تطلب القيادة السورية منه.

وهذا شيء عظيم! ولكن عندنا سؤال بسيط: أين هي القيادة السورية لتقرر؟ وماذا لو طلبت سوريا رسمياً من “حزب الله” أن يسحب قواته منها… ولكن قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني رفض هذا الطلب؟!. فماذا سيفعل “حزب الله”؟ وهل هناك من يستطيع أن يجيب؟!. طبعاً كلا!

وما يضحك فعلاً أنه بينما يتباهى السيّد حسن نصرالله بصواريخه ودقتها وأهميتها، وبدلاً من أن تطلق هذه الصواريخ على الطائرات الاسرائيلية فإنها انطلقت لتسقط طائرة روسية متطورة جداً من نوع (إيل-20) وعلى متنها 15 مهندساً وخبيراً روسياً يعملون في قاعدة حميميم الروسية العسكرية في سوريا.

ولو عدنا الى تاريخ الإعتداءات الاسرائيلية على سوريا وعلى الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وإلى العمليات التي قامت بها ضد أهم شخصيات في المقاومة من “حزب الله” لتساءلنا:

1- من قتل عماد مغنية وماذا عن التحقيق وأين وصل؟

2- من قتل مصطفى بدر الدين وبأي ظروف والمكان الذي قتل فيه قرب مطار دمشق الدولي؟

3- من قتل مجموعة من خيرة مقاتلي “حزب الله” في الجولان بينهم جهاد مغنية نجل عماد؟

4- ومن قتل “عميد الأسرى” المحرر سمير القنطار في بلدة جرمانا؟

كنا نتمنى أن يكون كلام السيّد حسن نصرالله صحيحاً… ولكن عندما نرى ما تنفذه إسرائيل يومياً تقريباً من إعتداءات على الجيش السوري وعلى القوات الايرانية وعلى مجموعات من “حزب الله” في سوريا نسأل أنفسنا: كيف للسيّد أن يهدّد ويتوعّد الاسرائيليين؟ وماذا فعل ضد الإعتداءات الاسرائيلية على سوريا؟ وليس هو لوحده بل معه الروس الذين تعرّضوا بدورهم للإعتداء يوم أرسلت إسرائيل طائرات من دون طيار إلى قاعدة حميميم؟ وكم من المرات تكرر هذا المشهد خلال السبع سنوات المنصرمة؟ لا أحد يجيب! ثم بعد هذا كله يبدأ إعلام الحزب الإلهي يهدد إسرائيل بالويل والثبور وعظائم الأمور وبأنه سيلقنها درساً لن تنساه خصوصاً أنّ المهمة أنجزت وأصبحت دقة الصواريخ بفاعليتها ستربك إسرائيل وتهدّد وجودها!

عوني الكعكي