IMLebanon

خطاب نصرالله اليوم خارطة طريق المرحلة المقبلة في المنطقة حسابات محور المقاومة ومفاوضات الأسرى… وسيناريوهات العدو

 

 

تترقب الاوساط السياسية والشعبية في لبنان والمنطقة خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم. ويجمع المراقبون على انه سيكون خطابا مهما واستثنائيا، نظرا للظروف الخطرة الراهنة وللتطورات المتدحرجة، جراء تزايد وتيرة العدوان الاسرائيلي على غزة وتداعياته، ليس في غزة فحسب وانما في المنطقة.

 

ويجب التسجيل اولا، ان احدا لا يستطيع التكهن بما سيعلنه السيد نصرالله في خطابه المنتظر، لكن من المؤكد انه سيتضمن عناصر بالغة الاهمية سترسم خارطة التطورات المقبلة.

 

في المراحل والاوضاع العادية، ان صح التعبير، تميزت خطابات واطلالات السيد نصرالله دائما بمواقف تتضمن عناصر جديدة ومؤثرة. لكن خطابه اليوم يكتسب اهمية كبيرة يدركها الحلفاء والاعداء، نظرا للاحداث الضخمة الجارية في المنطقة، وللدور الذي يؤديه حزب الله في منظومة المقاومة الاقليمية للكيان الاسرائيلي وللمشروع الاميركي في الشرق الاوسط.

 

يتبرع بعض المحللين في اطلاق التكهنات حول مضمون خطاب الامين العام لحزب الله قبل اطلالته المرتقبة اليوم، لكن كل ما قيل لا يستند الى المعطيات اللازمة التي يمكن ان تساعد في التحليل والتكهن حول هذا الخطاب، خصوصا ان ما سيقوله نصرالله ليس مجرد موقف من حدث، بقدر ما هو اجندة عملية لمواجهة كل التطورات المحتملة في فلسطين ولبنان والمنطقة.

 

ولأن الجواب عن السؤال حول مضمون خطاب السيد نصرالله غير ممكن مسبقا، فان الواقعية تفرض الاكتفاء بقراءة التطورات الاخيرة، ومعرفة ما جرى في الايام الماضية من تحركات واتصالات ووقائع، خصوصا بعد بدء العدو الاسرائيلي عدوانه البري على غزة ودخوله الى بعض المحاور.

 

ووفقا لمعلومات مصدر سياسي مطلع، فان الايام القليلة الماضية شهدت اتصالات ومشاورات مكثفة على ارفع مستوى بين اطراف محور المقاومة، وشملت مسؤولين سياسيين وعسكريين وامنيين، وان متابعة دقيقة ومفصلة جرت وتجري بين هذه الاطراف بشكل يومي، لتطورات المواجهة البطولية التي تخوضها المقاومة في غزة لجيش العدو الاسرائيلي، الذي دفع بقوات مؤللة ومجوقلة ضخمة في دخوله الى بعض المحاور بغطاء جوي وبحري كبير، وبمساعدة مستشارين عسكريين اميركيين حضروا الى كيان العدو لهذه الغاية.

 

ووفقا للمصدر فان الاجواء المحيطة بهذه الاتصالات تفيد بان الحسابات القائمة تأخذ بعين الاعتبار “الهستيريا” التي تحكم تصرف “الحكومة الاسرائيلية” ورئيسها نتنياهو بعد الصدمة الكبيرة التي تلقاها العدو جراء عملية طوفان الاقصى. لذلك فان ما يحكم سياسة العدو اليوم ليس العدوانية فحسب، بل الانتقام والاجرام بكل وجوهه، وبدعم اميركي وغربي سافر.

 

ويقول المصدر انه استنادا الى اجواء الاتصالات، ان هدف العدو الاسرائيلي اجتياح غزة او الجزء الاكبر منها، من اجل التخلص من حماس وباقي فصائل المقاومة، لكنه يدرك صعوبة المواجهة البرية، التي برهنت ايامها الاولى انها ليست نزهة، وستكون مهمة مكلفة جدا وفاشلة. لذلك فانه يدرج في حساباته انه في حال لم يتمكن من تحقيق هذا الهدف في فترة معينة، سيعمل على سيناريو آخر يرمي الى تحقيق ضربة قوية ومؤثرة للمقاومة في غزة، ومحاولة تحرير عدد من الاسرى “الاسرائيليين” بمساعدة اميركية لوجستية وربما عسكرية مباشرة.

 

وفي موازاة ذلك، تجري مفاوضات ناشطة مباشرة وغير مباشرة بمشاركة الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وقطر وتركيا ومصر وايران لتحقيق هدنة او وقف اطلاق نار مؤقت لبضعة ايام، من اجل تبادل الرهائن المدنيين “الاسرائيليين” بمعتقلين فلسطينيين، بمن فيهم الذين اعتقلوا مؤخرا في الضفة الغربية. ويؤمل ان يؤدي ذلك الى فتح الباب لوقف اطلاق نار دائم يمهد للدخول في مفاوضات تسوية حول الوضع في غزة.

 

ووفقا للاجواء التي تسربت حتى الآن، فان هذه المفاوضات تجري بوتيرة متسارعة توازي وتيرة المعارك البرية. ويخشى ان يُقدم نتنياهو على خطوات اكثر تهورا ويدفع باتجاه الضغط من اجل توسيع رقعة الحرب باتجاه الشمال نحو الحدود اللبنانية، لذلك فان كل الحسابات واردة في المرحلة القريبة المقبلة.

 

ومما لا شك فيه ان ما رشح من معلومات حتى الآن من اجواء التحركات السياسية في المنطقة والمفاوضات حول الاسرى والرهائن، والوقائع الميدانية والحسابات العسكرية، تشكل جزءا من العناصر التي يأخذها السيد نصرالله في خطابه اليوم.