IMLebanon

أمّا بَعد

 

كلّ عيد وأنتم بألف خير.

أمّا بَعد، بُعدان في خطاب السيّد حسن نصرالله البارحة. بُعدٌ لا يَعني معظم الشعب اللبناني لا من قريبٍ ولا من بعيد، لأنّه يتكلّم عن أشخاص لا يَحمِلون الهويّة اللبنانيّة وعن أُمورٍ تَحصل خارج الحدود اللبنانيّة المعترف بها دولياً، في جغرافيا إقليميّة واسعة تبدأ من إيران وأفغانستان واليمن والسعودية والعراق وسوريا وفلسطين ولا تنتهي بأميركا وروسيا وأوكرانيا. فيما شعبُنا عاجزٌ عن التنقّلِ بين بيروت وعكّار والشمال والجنوب والبقاع والجبل نظراً لعدم قُدرتِه على دَفعِ ثمن المحروقات. أمّا في البُعدِ اللبناني، فثلاثةُ مواقفٍ أساسيّة قالها السيّد نصرالله: «نريد رئيساً لا يطعن المقاومة في الظهر، لكي لا نصل إلى حربٍ أهليّةٍ في الداخل». «لا تنتظروا الخارج لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة». «كنت أقول دائماً لرئيس «التيّار الحرّ» النائب جبران باسيل «اذا كنتم تشعرون بالحَرَجِ بالتحالف معنا فأنتم غير مُلزَمين».

وعليه، نتّفق مع السيّد نصرالله أنّنا نريد رئيساً لا يطعن المقاومة في الظهر. نحن نريد رئيساً شفّافاً صادقاً جريئاً مع نفسه ومع كلّ القوى اللبنانيّة وخاصّة مع «حزب الله» فيطرح عليه الأسئلة الأساسيّة التالية:

هل لـ»حزبِ الله» مصلحة في قيام الدولة اللبنانيّة السيّدة، الحرّة، المستقلّة عن كلّ صراعات المحاور وعن التدخّل في شؤون الدول الأخرى قريبةً كانت أم بعيدة صديقةً أم عدوّة عربيّةً أم غير عربيّة؟ هل لـ»حزبِ الله» مصلحةٌ في قيامِ دولة قادرة على تسييج حدودها وضبط معابرها وفرض سلطتها على جميع أراضيها بقواها الذاتيّة؟ هل لـ»حزب الله» مصلحة في قيام دولة عادلة يسود فيها القانون بحيث يُطَبَّق على الكبير والصغير والمُقَمَّط في السرير؟ وهناك ألف هل وهل يجب أن تُطرَح على «الحزب» في السرّ وفي العلن فتكون الأمور واضحة وضوح الشمس فيُبنى على الشيء مقتضاه، ويُبنى على أجوبة «الحزب» كيفية الاستمرار في الشراكة معه في هذا الوطن.

عندما يقول السيّد نصرالله، لا تنتظروا الخارج من أجل انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، فلِمَن يتوجّه بهذا الكلام؟ للنواب الذين نزلوا عشر مرّات لغاية تاريخه واقترعوا لصالح المرشّح النائب ميشال معوض؟ هَل هؤلاء النواب ينتظرون الخارج؟ هَل هؤلاء النواب يتقاعسون عن القيام بواجبهم الوطني؟ هَل هؤلاء النواب يخالفون حرفيّة الدستور اللبناني؟ هَل هؤلاء النواب يُسيئون إلى من أوكلهم النيابة؟ هَل هؤلاء النواب يمنعون الدولة من إعادة الوقوف على قدميها؟

سماحة السيّد، أكثر من سبعين ورقة بيضاء وملغاة وبلا جدوى تُوضع في صندوقة الاقتراع ثُمّ يُهرّب النصاب، بسطوتكم المباشرة أو غير المباشرة على واضعي هذه الأوراق، وبدل أنْ تقولوا لها «كش»، اكسروا رجلها لكي لا يخرج هؤلاء من القاعة قبل أن يتمّ انتخاب الرئيس.

أمّا مِسْكُ ختامِ الكلمة فهو تحرير النائب جبران باسيل من قبضة يد السيّد نصرالله. سعادة النائب باسيل انت اليوم حُرٌّ مُحرّر. فأيّ رئيس تُريد؟ وأيّ دولة تُريد؟ وأي لبنان تُريد؟

أخشى أن يكون جوابك استنساخاً لمقولة لويس الرابع عشر في البرلمان الفرنسي، أنا لبنان ولبنان أنا.

(*) عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»