IMLebanon

الوطني الحر: لقاء بكركي كان حافلا بالنوايا السيئة تجاهنا

 

 

المردة: «شطارة» باسيل لا يعني انه يستطيع التشاطر على حزب الله

 

عاد الثلث المعطل ليطفو على كل الاحاديث السياسية، واذا كانت القمة العربية التي تعقد في لبنان قد حجبت الضوء الى حد ما عن عملية التأليف لبعض الوقت نتيجة السجال السياسي الذي حصل بين الرئاستين الاولى والثانية على خلفية الملف الليبي ومشاركة سوريا، فالارجح عودة الخلاف حول الثلث الضامن في مجلس الوزراء مجددا مع انتهاء القمة العربية ليعود الاشتباك السياسي حيث تتوقع اوساط سياسية ان يكون المشهد السياسي تقريريا في مصير الاستحقاق الحكومي مطلع الاسبوع المقبل مع انتهاء اعمال القمة.

 

وكانت التطلعات اتجهت الى بكركي لتحقيق اختراق ليتبدد المناخ التفاؤلي، فبكركي وحدها ليست قادرة الا على الحث واطلاق الصرخة للتأليف وقد بدت قمة بكركي بعيدة عن اجتراح الحل الحكومي في ظل الانشقاق بين القيادات المارونية المجتمعة تحت سقف الصرح،وبدل ان تتحول قمة بكركي الى قمة مصالحة مارونية، فان الهجوم العنيف لرئيس تيار المردة على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بسبب تمسك الاخير بالثلث الضامن لمعركة الرئاسة اخذ القمة المارونية بعيدا عما سعت اليه بكركي فحصل الاشتباك الذي بدا فيه واضحا ان التيار الوطني الحر تلافى الانزلاق الى حيث اراد ان يوصله فرنجية بعدما تبين لباسيل ان رئيس تيار المردة يحظى بدعم القوى والاحزاب المسيحية التي التفت حول موقفه بتأييد غير معلن لموقف فرنجية من محاولة التيار خطف او تأمين الشرعية المسيحية للثلث الضامن.

 

ولم تخف قيادات قريبة من المردة ما وصل صداه الى الجميع بان رئيس التيار حاول ان يأخذ القمة المارونية الى مكان آخر لتأييد ودعم الرئاسة والتيار الوطني الحر في ما يعتبره الثلث الضامن للمسيحيين في وجه الثنائية الشيعية، فيما الواقع والثابت ان رئيس التيار يتطلع الى مكاسب «شخصية» ومعنوية والى اهداف رئاسية بحتة وخاصة به، وهذا ما دفع فرنجية لقول ما قاله في حضرة القيادات المارونية ليسمع الجميع حيث من خلال معرفة المردة وحلفاء 8 آذار فان الحصول على الثلث المعطل لا يكون بالتضامن المسيحي وحده وخلق حالة مسيحية متشنجة خصوصا ان ولادة الحكومة وانقاذ العهد الرئاسي يحتاجان فقط الى صوت واحد لتتشكل الحكومة، عدا ذلك فان الثلث الضامن لن يكون العبور اليه سهلا، فاذا كان رئيس التيار يعتقد نفسه سياسيا «شاطرا» فلا يعني ذلك انه سيكون «شاطرا» على حزب الله الذي يتطلع الى تمثيل حلفائه في الحكومة ولن يتراجع عن هذا المطلب.

 

باعتقاد القيادات القريبة من المردة لم يسع الى استفزاز التيار او التهجم عليه بل ان رئيس التيار حاول ان يقول الامر لي في بكركي وان يمرر تعليمة ما في القمة ليتضح ان احدا من القوى المسيحية والمجتمعين لم يجاريه في الطرح، فالتيار اختلق قضية الثلث المعطل وهو الكفيل بالخروج منه خصوصا ان حزب الله ليس بوارد التراجع عن تمثيل «اللقاء التشاوري».

 

بالنسبة الى تكتل لبنان القوي فان مداخلة فرنجية في بكركي بنظر العونيين كانت بهدف حكومي وليس لمصلحة المسيحيين ولقلب التضامن الماروني مع الرئاسة الاولى وكانت حافلة بالنوايا السيئة تجاه التيار ورئيسه ورئاسة الجمهورية وتجاه القمة المارونية مجتمعة.

 

وفق اوساط سياسية مطلعة فان ما بعد القمة العربية يشكل محطة مصيرية في موضوع الحكومة والاشتباك الراهن، فالحكومة تجمدت عند تمسك التيار بالثلث الضامن والحريري بحكومة ثلاثينية وحزب الله بتمثيل اللقاء التشاوري. وبالتالي وبعد ان اعلن اللواء عباس ابراهيم توقف مبادرته، فان المبادرة الوحيدة المطروحة لن تكون الا من خلال رئاسة الجمهورية، فالتنازل عن وزير واحد او الثلث الضامن من شأنه ان يسهل ولادة الحكومة وينقذ العهد.