IMLebanon

نواف سلام «إسم مطروح» لأجل التشكيل أم التأجيل؟

 

هناك من بدأ الحديث عن اعتذار الرئيس المكلف الجديد قبل تكليفه، على اعتبار أن شروط العهد ستبقى على حالها، وبحال كان ميقاتي الرئيس المكلف الجديد، فإنه لن يقبل أقل مما كان يمكن أن يقبله الحريري، هذا بحال وصلنا أصلاً الى خاتمة سعيدة للاستشارات النيابية الملزمة، خاصة بعد أن دخل نواف سلام اسماً منافساً، ويحظى بغطاء مسيحي.

 

بعد أن نفى التيار الوطني الحر في السابق ما يُقال عن تسويقه لإحدى الشخصيات السنية، تؤكد مصادر نيابية، ان التيار كان يسوّق لاسم نواف سلام في الخارج عبر السفير اللبناني في فرنسا، واليوم بات هناك شبه قرار بأن يسمّي التيار نواف سلام بالاستشارات النيابية، وهو ما يمكن قراءته بأنه دعوة صريحة لتأجيل الإستشارات. تجدر الإشارة إلى أن المعلومات تؤكد أنه حتى لحظة كتابة هذه السطور لا يزال القرار غير متخذ في هيئة التيار السياسية، ولكن بحال صحّت هذه المعلومات، فما الذي تعنيه هذه الخطوة؟

 

يرفض التيار الوطني الحر حشره في زاوية ضيقة ومحددة بالإطار الزمني لأجل التوافق حول شكل ومضمون الحكومة المقبلة قبل الاستشارات، وهو ما كان اشترطه ميقاتي، لذلك يحاول التيار البحث عن وسيلة لتأجيل الاستحقاق لأسبوع إضافي بغية التفاوض مع ميقاتي، وتُشير المصادر النيابية الى أن التيار، وإن كان يسعى للتأجيل، إلا أنه في الوقت نفسه يقف جدياً خلف اسم نواف سلام المدعوم من حزب القوات اللبنانية، ويسعى لتسويقه لدى أصحاب القرار في الدول الغربية، ويحاول الإيحاء أيضاً بأن سلام هو الأقرب للمملكة العربية السعودية.

 

بالنسبة الى ميقاتي فإن أوساطه تؤكد أن لا قرار نهائي بعد لديه، فهو لا يزال بانتظار بلورة الصورة والحصول على إجابات حول بعض الأسئلة، ولكنها تُشير في الوقت نفسه الى أنه لا يبحث عن غطاء مسيحي في التكليف، لكونه يفكّر وطنياً لا طائفياً، ولا ضير من المنافسة المشروعة بين المرشحين لرئاسة الحكومة، ولكن مشكلته الأساسية هي في مرحلة ما بعد التكليف إن حصل، مشددة على أن ميقاتي لن يدخل السباق بحال لم تكن الصورة واضحة لما بعد التكليف بحيث يكون التشكيل سريعاً.

 

أوساط التيار تتحدث عن عدم وجود «فيتو» من حزب الله على اسم نواف سلام، بشرط أن يتمكن الرجل من الحصول على التأييد السنّي، ولكن الحقيقة هي أن حزب الله يرفض سلام ويرفض شرطه الأساسي الذي أعلنه لقبوله أي تكليف وهو حصول حكومته على صلاحيات استثنائية، والمقصود بها هنا صلاحيات تشريعية، لذلك فإن اسم سلام لن يكون مقبولاً ما لم يتخلّ عن هذا الشرط أولاً، وما لم يقدّم لحزب الله ضمانات بشأن مشروعه وداعميه.

 

أعاد التيار الوطني الحر خلط الأوراق من جديد بعد النفحات الإيجابية والتفاؤلية التي سيطرت بالساعات الماضية على الملف الحكومي، لذلك ستكون نهاية الأسبوع حاسمة، وخيار تأجيل الإستشارات عاد للى الواجهة من جديد، علماً أن الساحة الداخلية لا تتحمّل أي تأجيل، ولكن يبدو من سياق المسار السياسي منذ عام حتى اليوم أن هناك من يدفع باتجاه الانفجار، وبالتالي لا استغراب من عرقلة تحدث قريباً، وشروط تعجيزية تُرفع، وسقوف مرتفعة تُبنى.