IMLebanon

“نيرون لبنان” ومسرحية “بدل فاقد”

 

 

معظم توقعات أرصاد “الجيو- سياسية” الدولية تشير إلى أن فصل الربيع سيهلّ على “لبنان الحالي” بعد عدة أسابيع برياح ساخنة تحجُب الرؤية، وتُنذر بإشعال الحرائق في كل “ما تبقى من لبنان”، لتجعله يعيش في نيران “جهنم الأرض”، كما عاشتها روما في سنة 64م، حينما حرقها حاكمها الأمبراطور “نيرون” -أو “نيرو”- الذي حكم ما بين (٣٧/١١/١٥ – ٦٨/٦/٩م) … وهو كان عاشقًا لـ”الإلغاء والنرجسية”، وتعظيم ذاته “بغطرسة القوة”، و”العهر السياسي”، وميله إلى الإغتيالات السياسية ، حيث تحوّل حُكمه معها مع الوقت إلى وبال على الشعب الروماني.

 

وكانت أشهر جرائمه على الإطلاق حرقه ل “العاصمة روما” ما بين( ٦٤/٧/١٨ و ٦٤/٧/٢٣م) حين التهمت نيران غطرسته (التي دفعته إلى هذا الحريق، في محاولة منه لبناء “روما جديدة” على أنقاض “روما القديمة”، كما هو يريد، وليسكنها من يقولون له “السمع والطاعة”) ، في حوالى ستة أيام ، عشرة أحياء من جملة أحياء المدينة الأربعة عشر.. وهلك في هذا الحريق الآلاف من سكان روما، وتهدّمت المئات من مبانيها..!!

 

وبينما كانت النيران تتصاعد، وتهدّم الأحياء ومبانيها، والأجساد تحترق، وصراخ الضحايا يعلو عاليًا، محلقًا إلى سماء روما وخارجها بهدف إنقاذهم، كان هو يتفرّج على ما أجرمت يداه، جالسًا في برج مرتفع بناه خصيصًا في قصره، يلهو ويضحك ويُعربد متسليًا بمناظر “الحريق الجهنمي”، وبيده “القيثارة” -(لأنه كان يوهم نفسه بأنه بارع في اللعب عليها، ومنتشيًا بمناظر حريق “روما” الذي صنعته يداه.

 

ولكي يهرب “نيرون” إلى الأمام من اتهامات ما تبقى من “شعب روما” الذي زاد كرهه نحوه، صار يفتش عن “كبش فداء”، أو”بدل فاقد” -( ومعناها في معجم المعاني الجامع، “نسخة بديلة” عن “وثيقة مفقودة”)-، يضعه متهمًا أمام الشعب، فاختار طائفة “المسيحيين”، وكانت “المسيحية الحديثة” في الإمبراطورية الرومانية، هي “كبش الفداء”، فألصق بها تهمة حرق روما ، فألهى بذلك “الهرطقة السياسية” ما تبقى من “شعب روما” بإلقائه القبض على “المسيحيين” وتقديمهم للوحوش الكاسرة، أو حرقهم بالنيران، وهكذا فعل مع معتنقيها في كل أقاليم الإمبراطورية..!!

 

و”نيرون لبنان” يّحاول أن يجعل من أفلام “الكاوبوي” التي يؤلفها ويخرجها ويمثلها على الأرض من هو تابع له (cowboy – وهي تعني راعي البقر، وكان يتم اطلاقها على “رعاة البقر الأمريكيين”، ويتميزون بالملابس والجزمات الخاصة)، يُحاول أن يجعل من المقصودين من هذه الأفلام، هم “كبش الفداء”، ليحوّل الأنظار عن نفسه إلى أشخاص آخرين في حريق ما تبقى من “لبنان”..!!

 

إن هذا الحريق الذي تتزايد نيرانه يومًا بعد يوم، و الذي تتوقع أرصاد “الجيو-سياسية” الدولية في حال عدم إطفائه سيحرق ما تبقى من وطن كان أسمه “لبنان” بريح “صرصر عاتية”- وهي الشديدة العصوف، مع شدّة بردها -، أي التي ستتجاوز في الشدة والعصوف مقدارها، في فصل الربيع المقبل الذي سهيلّ بعد عدة أسابيع..!!

 

حمى الله تعالى ماتبقى من “لبنان – الرسالة” وهو يعاني من “المصيبة الكبرى” التي تعصف رياحها “الصرصر العاتية” : السياسية، و”الاقتصادية-المالية”(الغلاء والمجاعة)، والاجتماعية، والبيئية، و الصحية” به الآن، مع “نيرون اللبناني” في مسرحيته البحث عن “بدل فاقد”(ومعناها باللغة الإنكليزية Replacement of lost/ ومعناها بالفرنسية Remplacement de perdu).

 

و”نيرون لبنان” يّحاول أن يجعل من أفلام “الكاوبوي” التي يؤلفها ويخرجها ويمثلها على الأرض من هو تابع له (cowboy – وهي تعني راعي البقر، وكان يتم اطلاقها على “رعاة البقر الأمريكيين”، ويتميزون بالملابس والجزمات الخاصة)، يُحاول أن يجعل من المهددين بهذه الأفلام، هم “كبش الفداء”، ليحوّل الأنظار عن نفسه إلى أشخاص آخرين في حريق ما تبقى من “لبنان” وكأنه يُحاكي بذلك ” نيرون الروماني” الذي حرق “روما” ما بين ( ٦٤/٧/١٨م و٦٤/٧/٢٤م)، وجعل من أتباع الدين المسيحي الحديث في الإمبراطرية الرومانية “بدل فاقد” الذي كان يبحث عنه، بهدف تحويل أنظار ما تبقى من سكان روما عن جريمته في حرق “روما”..!!