IMLebanon

الحياد يتفاعل بين الداعمين والصامتين… فهل الحوار مّخرج ورهان زمني لإسقاطه؟

 

المطران صيّاح لـ«الديار»: البطريرك لن يتراجع عن طرحه ولحوار مع الثنائي الشيعي

 

الإستعانة الدائمة بمقولة «الاقلية والاكثرية» إستقواء فارغ… وتخوين الراعي معيب!!

 

لا يزال طرح البطريرك الماروني بشارة الراعي بإلتزام الحياد يتفاعل ما بين الداعمين له، الذين ابدوا كل تأييد لسيّد الصرح، فأموّا الديمان للتعبير عن تأييدهم للطرح، على ان يقوموا بخطوات عملية لترجمة صرخة الراعي كما وعدوا، لان لبنان دفع وحده ثمن قضايا الشعوب القريبة والبعيدة وحروب الآخرين، وقد آن الآوان لوضع حدّ لكل هذا التدمير الذي يعيشه ، بسبب تداعيات تلك القضايا عليه.

 

اما المعارضون فيلتزمون الصمت لانه الافضل في هذه الظروف، وفي طليعتهم الثنائي الشيعي، فيما على الخط الوسطي برز تأييد للحياد من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون، لكن مع طاولة حوار لمناقشته من قبل كل الافرقاء، وأيده بذلك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي زار الديمان مع وفد من التيار، فكانت الخطوة إيجابية لانها رسمت بدورها خطاً وسطياً، لا يعمل على «زعل» الراعي ولا على «زعل» الثنائي الشيعي ، الذي ووفق اوساط مطلعّة على موقفه، إعتبرت بأن مصير هذا الطرح مرتبط بمسار طويل من النقاش، ولا يمكن البت به في ظل هذه الظروف الضاغطة والخطرة على لبنان من كل النواحي، مما يعني ان البعض يراهن على الوقت لإسقاط هذا الطرح، لذا إختار الحوار مَخرجاً، لانه يعرف سلفاً ان مصيره سيكون كسابقاته اي التأجيل كالعادة.

 

للاضاءة على هذا الملف أجرت « الديار» حديثاً مع المطران بولس صيّاح، الذي أكد مضيّ البطريرك الراعي في طرحه حتى النهاية، لانّ تراجعه غير وارد، وهذا الكلام سمعه صيّاح من البطريرك تحديداً، اي ان الرهان على تغييّر رأيه لن ينجح، لافتاً الى التأييد الكبير الذي يحظى به، والدليل الزيارات السياسية والوفود التي زارت الديمان ولا تزال، لان إلتزام الحياد ينقذ لبنان.

 

ورداً على سؤال حول وجود معارضين للطرح كالثنائي الشيعي وعدم وضوح نهائي في موقف التيار الوطني الحر، قال:» التيار أيد الحياد مع ضرورة الجلوس حول طاولة حوار، كما يحق لأي كان ان يعارض ، لكن لا يحق له فرض رأيه على احد، فنحن نقدّس الحريات، لذا لكل فريق حريته من دون ان يتحكّم بالآخر».

 

وعن لقاء البطريرك ورئيس الجمهورية وكواليس ما جرى، اشار المطران صيّاح الى ان الرئيس ميشال عون ليس ضد الحياد، لكنه رأى انه يحتاج الى تفاهم وطني وقوانين، ونحن نعرف ذلك ونذكّر بأن الحياد كان من صلب كيان لبنان منذ تأسيسه، اذ كان جزءاً دائماً من البيانات الوزارية ما بين العام 1943 والعام 1980، لافتاً الى ان الجميع يعرف كيف بات وضع لبنان حين اصبح خارج الحياد، فهدفنا الحفاظ على لبنان التنوّعي، والحياد عن الصراعات الاقليمية والدولية وكل هذا يفيد حزب الله، كما سيكون هدفنا الدفاع عن القضايا المحقة اي قضية فلسطين، والحياد لا يعني اننا مع اسرائيل ومع الباطل ضد الحق، سائلاً :» كيف سنحصل على المساعدات والمال والاستثمار وموارد السياحة مع مجيء السيّاح في ظل هذا الوضع الصعب؟، لذا علينا ان نكون مستقلين عن كل تلك الصراعات.

 

واعتبر صيّاح بأن للثنائي الشيعي الحق بالرفض، لكن لنتحاور ونناقش، لانّ البلد في وضع يرثى له، وهو بدأ بالتدهور منذ توقيع إتفاقية القاهرة في العام 1969، مع الاشارة الى اننا لسنا ضد القضية الفلسطينية، لكننا نناشد بالحياد بهدف تأمين الاستقرار والسلام، وبتواجد السلاح بيد الدولة فقط كي نحمي وحدتنا، لان الوقت حان لتحقيق ذلك.

 

وحول الانتقادات وتخوين الراعي وإطلاق تسمية «راعي العملاء»، قال:» من المعيب جداً تخوين البطريرك وإتهامه بالعمالة لانه دعا الى الحياد، للاسف يطلقون دائماً عبارات التخوين حين لا يتوافقون مع الرأي الاخر»، مؤكداً بأن صلابة البطريرك معروفة، وحين يقتنع بأمر ما يسير به حتى النهاية، فليس لديه مصالح فهو حرّ، والبطريركية كانت ولا زالت تحمل لواء الدفاع عن لبنان وإستقلاله.

 

وعن قول المفتي الجعفري احمد قبلان» نحن الاكثرية وهم الاقلية» في معرض ردّه على الراعي، إعتبر صيّاح بأن لا علاقة لهذه المقولة بالميثاق والوفاق الوطني ولا بالمنطق، يستعينون بها دائماً في حين انها إستقواء فارغ، من دون قاعدة ميثاقية وطنية، وفي لبنان يوجد دستور وقوانين».

 

ورداً على سؤال حول إعتبار البعض بأن جهة خارجية طلبت من الراعي طرح الحياد، لفت الى ان لا احد يُملي على البطريرك ماذا يفعل ويقول، فهنالك مؤيدون لطرحه وابرزهم الفاتيكان ودول اوروبية، والمسألة تحتاج الى الصدق والاخلاص وعندها يحّل كل شيء بطريقة التفاهم، فالحياد غير موّجه ضد فريق بل يخدم كل اللبنانيين، والاكثرية قالت نعم لبكركي في موقفها، فحتى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الداعم لحزب الله ايدّ طرحنا، سائلاً:» هل يقبلون بتحالف المسيحييّن مع اي دولة غربية ؟.

 

وعن موعد سفر البطريرك الى الفاتيكان، اجاب: «تاريخ الزيارة لم يُحدّد رسمياً بعد، لكن على الارجح سيكون في مطلع ايلول المقبل، لان الفاتيكان يقفل ابوابه في شهر آب».

 

وحول إمكانية ان يكون إنقاذ لبنان على يد بكركي، آمل صيّاح ان يكون كذلك، لان بكركي تحترم الجميع ونحن لا نفرض رأينا على احد، فلبنان لطالما تغنّى بالانفتاح وبعبارة لا للشرق ولا للغرب، فالمسلم كان خائفاً من المسيحي ان يأخذه نحو الغرب، والمسيحي كان خائفاً من المسلم ان يتجه به نحو الشرق، فدعاه المسيحي الى الابتعاد عن الطرفين والاتجاه نحو بلد علماني، فالاديان كلها متساوية في لبنان، ولكل منها الحق بممارسة امورها التي تفرضها عليها الاحوال الشخصية.

 

وختم: «حين إبتعد لبنان عن الإلتزام بالحياد بدأ يتراجع ويتدهور وضعه، وفي الماضي كان يطلقون عليه تسمية «سويسرا الشرق» التي تميزت دائماً بحيادها كدولة».