IMLebanon

من الفكرة إلى المشروع  

 

طبيعيّ أن يكون الحياد موضع خلاف بين اللبنانيين، والأصحّ بين القيادات، التي يتحرّك معظمها وفقاً لمصالح ذاتية آنية، إلا أنّ إحدى مؤسسات إستطلاع الرأي أجرت عملية إحصاء شملَت آلاف المواطنين في مختلف المناطق فكانت النتيجة أنّ أكثرية كبرى أيّدت الحياد (78،5%). واتّخذ الإستطلاع صفة السرية المشددة للإعتبارات المعروفة.

 

طبعاً هذا لا يُقدّم ولا يؤخّر في شيء بالنسبة إلى إقتراح غبطة البطريرك بشارة الراعي. فالقرار عمره ما كان للمواطنين في لبنان.

 

وفي معلومات أكيدة أنّ حصاة الحياد التي ألقى بها البطريرك الماروني آخذة دوائرها في التفاعل، خصوصاً أنها تُركّز على «الحياد الإيجابي» أي على حق لبنان في الدفاع ضد أي إعتداء. كما أنها (مثل سويسرا وسواها من الدول التي اعتمدت الحياد منذ قرن وقرنين من الزمن) تُشدّد على تنمية وتعزيز وسائل الدفاع المشروعة خصوصاً لجهة تعزيز القوات المسلحة عدّة وعديداّ، وبالذات الجيش.

 

والدوائر العديدة التي رسمتها حصاة الحياد في بركة المياه الداخلية قد اتّصلت بالبركة الخارجية. وفي المعلومات أنّ ثمّة تأييداً دولياً لهذا الإقتراح الذي يحظى بدعم دوائر الفاتيكان وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وسواها من البلدان الفاعلة. إذ بقدر ما يفترِض الحياد توافقاً داخلياً يقتضي أيضاً تأييداً دولياً. فلا بدّ من الإعتراف الدولي كي يُصبح الحياد مضموناً من هيئة الأمم المتحدة.

 

في هذا السياق ستتولّى بكركي، بسيّدها مباشرةً، أو عبر مُكلَّفين منه، المُضيّ في هذه الفكرة إلى أبعد مدى. ويُجرى، حالياً، إعداد مشروع متكامل حتى إذا ما تمّ إنجازه إنتقل الحياد من فكرة طُرحت في عظة ذات قدّاس أحد، إلى بنودٍ مُدوَّنة تُراعى فيها سلسلة إعتبارات أوّلها وأهمّها قاطبةً صون الوحدة الوطنيّة، ثمّ تحديد موجبات الحياد الذي يقي لبنان الشرور كافةً بدءاً من شرّ العدو الإسرائيلي.

 

ولدى بكركي، كما عرَفنا، قرارٌ بتجاوز الحملات الجانية التي استهدفت غبطة البطريرك، وإستعدادٌ لطرح المسألة على النطاقين الداخلي والخارجي. فالتوافق في «الشركة» الوطنية الداخلية هو الأساس.

 

خليل الخوري