IMLebanon

أسبوع مفصلي … إما ينجو لبنان … وإلا الإنـهيار

 

تتواصل الجهود الآيلة لتشكيل الحكومة إن لم يكن في الساعات المقبلة أو أقلّه الأسبوع الجاري، حيث تكشف معلومات مواكبة للإتصالات الجارية، بأن أجواء التفاؤل لخروج لبنان من معضلته تبدّدت في ظل عودة السجالات السياسية، وحالة الإنقسام السائدة بين المكوّنات السياسية، وذلك مردّه بحسب المعلومات الوثيقة، بأن هناك أجواء مغايرة كلياً عما حصل في الأيام الماضية، بمعنى أن صورة المنطقة تبدّلت جيوسياسياً عبر التطبيع «الإسرائيلي» مع بعض الدول العربية وربطاً بالعقوبات الأميركية على بعض الشخصيات اللبنانية، والحديث عن لائحتين جديدتين خلال الأسبوعين المقبلين، ما يؤكد بأن مسار الأوضاع في لبنان سيتأثّر إلى حدّ كبير بالأحداث التي تحصل في المنطقة من التطبيع إلى ما يجري في سوريا.

 

وتقول  المعلومات، ان زيارة الوفد الروسي الكبير إلى دمشق، والذي ترأسّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، رسمت خارطة جيوسياسية واقتصادية وأمنية تختلف بشكل كبير عن المرحلة السابقة، وصولاً إلى تفاعل التوتر بين باريس وأنقرة، والأمر عينه في الجزيرتين القبرصية واليونانية، وما يجري في العراق من عودة للتصعيد الميداني، فكل ذلك يترك تداعياته على الساحة اللبنانية والمبادرة الفرنسية ومسألة التأليف، وربطاً بهذه التطورات فإن الورقة الإصلاحية الشاملة التي عرضها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على المسؤولين اللبنانيين والحزبيين باتت معرّضة ليس فقط للتشويش عليها، وإنما تطييرها في حال لم تشكّل الحكومة في القريب العاجل ويصار إلى خطوات إصلاحية تنفّذ بسرعة قياسية قبل أن ينفجر الشارع بفعل أوضاعه الأمنية والإقتصادية الهشّة، والمرشحة بدورها للتفاقم في ظل إخفاقات الدولة والمسؤولين عن إيجاد السبل الناجعة في تأمين الحدّ الأدنى للناس.

 

وفي سياق متصل، وأمام هذه الوقائع، عقدت اجتماعات بالغة الأهمية بعيداً عن الأضواء في بعض المقار السياسية، ومن ضمنها عين التينة وبعبدا إلى مشاورات حصلت بين كليمنصو وعين التينة، بينما لوحظ غياب التشاور بين بعبدا ورئاسة مجلس النواب على خلفية حقيبة المال التي طالب بها رئيس الجمهورية بعد ما يقال ان «التيار الوطني الحر» لن يشارك في الحكومة، وإن شارك لن يحصل على حقيبتي الخارجية والطاقة، وعلى خلفية هذه الأجواء، فإن التعقيدات تصب في أكثر من مكان كما ترى المعلومات نفسها التي تعتبر أن

 

الحل يبقى مرتبطاً بما جرى خلال الإتصال الهاتفي بين ماكرون وبري، بعدما حصلت سلسلة قراءات واستنتاجات عن فحوى هذا الإتصال، ولذا، ثمة من يشير إلى عدم الكشف عن فحوى ما جرى بين الإليزيه وعين التينة، وهذا ما ستظهر معالمه خلال الساعات القليلة المقبلة، بمعنى أنه في حال لم تولد الحكومة اليوم أو غداً، فمعنى ذلك أن قرار الثنائي الشيعي بالتمسّك بحقيبة المال لا تراجع عنه مهما حصلت ضغوطات، وهذا ما تكشفه بعض الجهات اللصيقة بالرئيس بري.

 

من هنا، فإن البلد لا زال يرقص على حافة الهاوية في ظل أوضاعه الأمنية والسياسية والإقتصادية البالغة الدقة والخطورة في آن، وبالمقابل، فإن المبادرة الفرنسية لا تزال موضع تجاذب بين النجاح والفشل، فالتساوي هو سيد الموقف، وخصوصاً على خط أزمات المنطقة والصراع الدولي في الشرق الأوسط على الغاز والنفط وإعادة أكثر من عاصمة دولية رسم خارطة المنطقة، مما يعيق الحلول في لبنان، وبالتالي، أن باريس تدرك جيداً وضع لبنان وظروفه وخصوصيته أكثر من سواها أكان الولايات المتحدة الأميركية أو اي دولة أخرى، ولهذه الأسباب، فإن ماكرون يسعى للتعجيل بولادة الحكومة كي يجتاز لبنان التطورات المقبلة خوفاً من انحداره وانزلاقه أكثر مما هو عليه الآن من ترهل وانهيار على كل المستويات، بمعنى أن الأسبوع الحالي بالغ الأهمية ومفصلي على صعيد وضع لبنان الداخلي، فإما ينجو من خلال حكومة تدير شؤونه وشجونه في هذه المرحلة العصيبة، وإلا فإن الأوضاع ذاهبة باتجاهات خطيرة وبما لا يُحمد عقباه.