IMLebanon

لا أفق لخروج حوار حزب الله ــ المستقبل «بأيّ شيء» عون وجعجع سيُناقشان المشاركة المسيحية في الدولة

حال الترقب الذي فرضه العدوان الاسرائيلي الاخير على الموكب الامني لحزب الله في منطقة القنيطرة السورية، لم يلغ الاهتمام الداخلي بالحوارات الجارية داخلياً، وتحديداً بين حزب الله وتيار المستقبل وبين العماد ميشال عون وسمير جعجع عبر امين سر «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان والمسؤول الاعلامي للقوات ملحم رياشي، علماً أن اكثر من اجتماع عقده الاخير مع كل من عون وجعجع.

ماذا يمكن ان تنتج هذه الحوارات عموماً، وعلى مستوى العلاقة بين الاطراف المتحاورين.

في تأكيد لمصادر وزارية بارزة ان مناخات الحوار انعكست وتنعكس ايجاباً على الساحة الداخلية وتحديداً على مستوى تخفيف التوتر بين هذه الاطراف وعلى الصعيد الوطني العام. وهو الامر الذي يمكن ملاحظته في اجواء التهدئة التي دخلتها العلاقة بين حزب الله وتيار المستقبل وبين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، كما ان هذه الحوارات قد تساعد الى حدود معينة في انتظام عمل المؤسسات، بدءا من تحصين الاستقرار الداخلي وتأمين الغطاء السياسي للجيش والاجهزة الامنية للقيام بالدور المطلوب لحفظ الامن، بالاضافة الى مساعدة الحكومة في معالجة بعض الملفات.

وفي تقدير المصادر الوزارية ان حوار حزب الله ـ المستقبل انتج حتى الآن تنفيساً للاحتقان المذهبي وتوافق الحد الادنى على رفع الغطاء السياسي عن كل مخل بالامن، وبالاخص توحيد الجهود لدعم الجيش لكي يتمكن من مواجهة خطر المجموعات الارهابية، ولذلك تقول المصادر ان اي شيء يتحقق في الحوار بين الطرفين يعتبر انجازاً في ظل القطيعة التي كانت قائمة بين حزب الله والمستقبل في مرحلة ما قبل الحوار وما جرى التوافق عليه في آخر جلسة بخصوص دعم خطوات الجيش خاصة الخطة الامنية في البقاع مسألة اساسية ومهمة على صعيد الاستقرار الداخلي. وتضيف المصادر ان اي شيء يتم الاتفاق عليه يعتبر انجازاً في كل القطيعة التي كانت سائدة بين الطرفين في مرحلة ما قبل الحوار، وترجح المصادر ان تفضي الجلسات المقبلة من الحوار الى مزيد من النتائج على مستوى اداء الحكومة وتعزيز عمل المؤسسات.

كذلك ترى المصادر ان حوار العماد عون مع سمير جعجع هو ايضاً ينعسك ايجاباً على الصعيد الوطني العام وان كان هذا الانعكاس لا يقاس بما أدى اليه حوار حزب الله ـ المستقبل على صعيد تنفيس الاحتقان كما ان حوار التيار الوطني الحر ـ القوات ينعكس ايجاباً على الساحة المسيحية وعلى علاقة الطرفين وهو ما ظهر في اكثر من محطة في الاسابيع الثلاثة الاخيرة، وتتحدث المصادر عن وجود توجه جدي ونقاش مفصل حول عدد من القضايا، خاصة ما يتعلق بالمشاركة المسيحية في الدولة، بالاضافة الى قانون الانتخابات.

لكن مصادر مسيحية مطلعة على اجواء الحوارات بين التيار الوطني الحر والقوات، تقول ان الوصول الى توافقات حول بعض القضايا مدار بحث لا زال بحاجة الى مزيد من النقاش والتشاور، خصوصاً اذا كانت الرغبة لدى الطرفين الاتفاق على رؤية مشتركة حول هذه القضايا وبخاصة ما يتعلق بالملفات التي تمس الساحة المسيحية رغم ان الفريقين مصممين على الاستمرار في النقاش والانفتاح على بعضهما البعض.

وتنقل هذه المصادر عن بعض الشخصيات المسيحية من خارج الطرفين تخوفها من ان يؤدي هذا التوافق الى اضعاف دور هذه الشخصيات على الصعيد المسيحي وتحديداً المعارضين السابقين في حزبي القوات والكتائب وحتى على مستوى حزب الكتائب نفسه.

وبغض النظر عن كل ذلك، يبقى السؤال المركزي هل تفضي هذه الحوارات الى اخراج الملف الرئاسي من المأزق الراهن؟

في معطيات المصادر المسيحية ان لا افق لخروج حوار حزب الله ـ المستقبل «بأي شيء» بما خص الملف الرئاسي وكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلته مؤخراً كان واضحاً بهذا الخصوص عندما اكد ان الرد على اي طرح من المستقبل حول الرئيس التوافقي سيكون «ان المرشح التوافقي بالنسبة لنا هو العماد عون»، واما الحوار مع الاخير حول اي طرح آخر، وهو ما يعني ان هذا الحوار لن يفضي الى أي نتائج حول المرشح الرئاسي.

واما على صعيد حوار عون ـ جعجع، فترى المصادر ـ وفق معلوماتها ـ ان «الجنرال» يراهن على اقتناع رئىس حزب القوات السير بدعمه لرئاسة الجمهورية مقابل حصول الاخير على ضمانات ومن بينها قد يكون وعداً بدعمه للرئاسة في الولاية الثانية التي تأتي بعد ولاية عون.

اما جعجع ـ فتقول المصادر ـ فهو يراهن على احد امرين: اما قبول عون بالبحث عن مرشح توافقي وبالتالي التخلي عن طموحه الرئاسي وان يواصل التفاوض مع «الجنرال» للاشهر المقبلة، اي انه اذا حصلت التسوية الاقليمية يكون جاهزاً للسير بها او الانقلاب على الحوار اذا استحال حصول التسوية اقليمياً.

ولذلك ترى المصادر المسيحية ان كل هذه الحوارات هي نوع من تهيئة الساحة الداخلية تحضيراً للتفاهم الخارجي، ليكون الجميع جاهزاً لتسويق المخارج عندما تحصل التسوية، وتعتقد ان هذه التسوية قد تتبلور في الاشهر القليلة المقبلة، خصوصاً ان الاتفاق الاميركي ـ الايراني حول الملف النووي اصبح جاهزاً ولم يبق سوى عملية التخريج، من حيث حاجة الولايات المتحدة لتسويقه لدى حلفائها خاصة اسرائيل والسعودية وفرنسا. وتبدو المصادر جازمة ان لا مخارج للملف الرئاسي قبل التسوية، وان كانت معلوماتها ترجح حصولها خلال ثلاثة او اربعة اشهر، اذا لم يطرأ متغيرات كبرى في المنطقة وتحديداً احتمال حصول حرب شاملة بعد العدوان الاسرائيلي في القنيطرة، كما تلاحظ المصادر ان وفاة الملك عبدالله والترتيبات الجديدة التي بدأت تتظهر في المراكز الاساسية داخل السعودية ستنعكس هي ايضاً ليس فقط على لبنان انما على الوضع الاقليمي، وما اذا كان سيحصل تغيير في مقارنة السعودية للملفات الساخنة اقليمياً.