IMLebanon

لا« فيتو» على ترشيح عون ولا.. رئاسة قريباً !

بعد أكثر من ربع قرن من الخلافات والتحالفات المتناقضة، قرر حزب القوات والتيار الوطني أن يجلسا على طاولة حوار ويفتحا ملفات شائكة ومعقدة في زمن «الطاولات المستديرة» «وموضة» الحوار الرائجة في البلد هذه الأيام .

المتابع لمسار المواقف والتصريحات السائدة بين الطرفين في الأشهر الأخيرة على خلفية قضايا جوهرية مثل رئاسة الجمهورية ومن هو الممثل الشرعي للمسيحيين ,مرورا بالوضع الحكومي وآلية العمل فيها وصولا إلى موقف التيار من مشاركة حزب الله في سوريا ومن الأزمة السورية ككل لا يتوقع أن تتطور دينامية الحوار بينهما لتصل إلى «إعلان نوايا» الذي بات وشيكا جدا وربما هو الذي سيمهّد للقاء تاريخي بين الجنرال والحكيم في وقت ليس ببعيد .

الحوار هادئ وجدي ومنتج على ما يشيع المقربون من الجانبين، لكن في الوقت نفسه، يذهب كل واحد الى الحوار بمسلّماته وثوابته، مراهناً على «الصورة» والقدرة على اجتذاب الآخر أو جمهوره او على أقل «خجلا» من الحوار السني -الشيعي الذي يجريه حزب الله وتيار المستقبل والذي ظهرت مفاعيله الإيجابية على الأرض ونفّست الإحتقان السائد بين الجمهورين .. وإنطلاقا من ثوابت الطرفين !

بنفس السياق يذهب التيار الوطني وحزب القوات إلى الحوار كلٌ متسلح بأجندته ومواقفه من الثوابت التي لاتزال لغاية الأن عالقة عند نقطة الرئاسة فـ »القواتيون» يقولون إنهم مع محاولة تنظيم الاختلاف وإخراج العلاقة مع «التيار الوطني الحر» من موقع الاشتباك الدائم، وترطيب الأجواء وتهدئة الشارع المسيحي، أما في الشقّ الرئاسي، فإن القوات تحاول إقناع عون بتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وبالانسحاب المتبادل من المعركة، وعندها «لتأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها ولينزل النواب الى المجلس وينتخبوا من يرونه أهلا للرئاسة، حتى لو انتخب عون في هذه الحالة.. فسيكونون أول المهنئين.

مصدر مقرب من الدكتور جعجع ومطّلع على سير الحوار يقول: حاولنا مقاربة ملف رئاسة الجمهورية في نقاشنا الأولي ولكن يبدو أننا لانزال نملك رأيا مختلفا بهذا الملف ففضلنا تأجيله لما بعد إعلان النوايا كونها مرحلة مهمة لخلق أرضية مشتركة للثقة بين الطرفين بعد ما يقارب ثلاثة عقود من الخصومة الكاملة .ويضيف المصدر نفسه :نحن في القوات اللبنانية لانملك عقدة الرئاسة ولا نحتكر المنصب لسمير جعجع فقط لإنه من غير المجدي للمسيحيين وللبنان أن يُختزل منصب الرئيس على شخص معين فقط، وبهذا الإطار لم نطلب ان يتنازل الجنرال عون عن الترشح ولكن طلبنا أن يكون ترشحه وفق آليات دستورية وطنية وبإنتاج لبناني وصناعة وطنية حتى ولو كان نتيجة ذلك وصول مرشح من 8 آذار للرئاسة، وهذا الموقف قلناه قبل سنة ولكن للأسف بعض أفرقاء في 8 آذار عطّلوا هذا الطرح وحاولوا ربطه بمسارات إقليمية تجعل موضوع إنتخاب رئيس جمهورية غير وارد على الأقل في المدى المنظور .

ويرى المصدر نفسه أن هذا الربط بين ملف رئاسة الجمهورية وبين التطورات الإقليمية في المنطقة وتحديدا في الأزمة السورية غير مجد، كما أن إنتظار تقدم النظام السوري على الجبهة يبقى مسألة كرّ وفرّ قد تستغرق هذه العمليات سنوات وهو ما نشهده حاليا في درعا وحلب من تراجع لقوات النظام على هذه الجبهة .

ويختم المصدر: نحن مستمرون بالحوار لأنه رطب الأجواء على المستوى الشعبي ولن نوقف الحوار رغم الإختلافات ونحن نريد رئيس صناعة وطنية وبهذا الإطار لا يوجد فيتو على أي مرشح حتى ولو كان الجنرال عون. المهم أن يجري هذا الإستحقاق، ولو أننا نراه مؤجلا لإشعار آخر ..

أما رأي الطرف الأخر في الحوار فقد عبّر عنه قيادي في التيار الوطني الحر عندما إعتبر بأن مقولة « لنفتح الترشيح وننزل ونصوت »إنما هو شبيه بلعبة «الباندوا» البهلوانية والتي يخرج الساحر من قبعته أرنبا !

نحن في التيار الوطني يتابع المصدر , نتعاطى بجدية ومسؤولية كبيرة بالموقع الأول في الدولة اللبنانية والمفروض أن يتسلمه الأكثر تمثيلا في الشارع المسيحي والذي يمكن ان يعيد لهذا الموقع هيبته وبهذه المواصفات يكون الجنرال عون هو الأجدر .. ويتابع القيادي العوني لو تأكدنا أن الدكتور جعجع هو الأكثر تمثيلا مسيحيا .. كنا ذهبنا لإنتخابه بلا تردد . المشكلة التي نحاول تصحيحها موجودة منذ ربع قرن وهي تتعلق بصحة وفعالية التمثيل والمشاركة المسيحية في السلطة .

أما عن الحوار مع حزب القوات يقول القيادي فإن الليونة بالمواقف ظهرت من خلال «إعلان النوايا» الذي سيصدر قريبا وهي مرحلة متقدمة جدا بعدما طوت صفحة خلافات عمرها 30 سنة من الصراع والتنافس نأمل أن تندرج على ملف الرئاسة الذي سيكون الطبق الثاني في لقاء الحكيم والجنرال قريبا بعد الإعلان عن «حسن النوايا».

الكثير من الهواجس المسيحية ترافق مسار الحوار العوني – القواتي , وخاصة عندما يكون أقطابها مرشحين لمنصب واحد ,فتغدو التنازلات «عزيزة ومكلفة».

فهل يكون العماد عون المرشح التوافقي وبلا… «فيتو»؟ هذا ما ستجيب عنه الفترة المقبلة.