IMLebanon

الترشيحات والتحالفات تنبىء بمجلس نيابي متوازن  

 

على وقع تطورات دولية – اقليمية – داخلية (لبنانية) مأزومة ومفتوحة على العديد من الاحتمالات، جراء مجموعة أزمات من بينها ما استجد مؤخراً، من أزمة النزاع الحدودي البري والبحري بين لبنان والكيان الاسرائيلي ومصير الثروة النفطية اللبنانية وتعثر اجاد الحلول العادلة التي تحفظ للبنان حقوقه كاملة وغير منقوصة.. وعلى الرغم من تعدد السيناريوات التي أحاطت وماتزال تحيط بهذه المسألة، فقد كرت سبحة الترشيحات للانتخابات النيابية والمقررة في السادس من ايار المقبل.

 

فبعد تسجيل «الحزب التقدمي الاشتراكي» ترشيحات «اللقاء الديموقراطي» في دوائر جبل لبنان (الشوف – عاليه – بعبدا) وبيروت والبقاع الغربي (راشيا)، سيطل رئيس مجلس النواب نبيه بري عي الرأي العام ويعلن في مؤتمر صحافي في مقره في عين التنية ظهر اليوم الاثنين، أسماء مرشحي حركة «أمل» في كل المناطق حيث للحركة وجود، على ان تليه طلّة اعلامية للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله، ليعلن من خلالها السادسة والنصف مساء اليوم، أسماء مرشحي الحزب وكتلة «الوفاء للمقاومة»، في ما تبقى الانظار مشدودة الى الرابع والعشرين من آذار المقبل، ليحسم «التيار الوطني الحر» أسماء مرشحيه، والى كتلة «المستقبل» التي يتحضر الرئيس سعد الحريري لانجازها في أقرب وقت ممكن («خلال أيام»).. وقد وضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة، يتمسك بها وهو يدرك صعوبة المرحلة المقبلة، يتمسك بها وهو يدرك صعوبة المرحلة التي يمر بها، وعلى العديد من المستويات.. كما يدرك أهمية هذا الاستحقاق، ويراهن على ان يكون «نقطة تحول في حياتنا البرلمانية..» خصوصاً على «مستوى تجديد الطاقم النيابي..» و»المستقبل يستعد لخوض الانتخابات في كل مكان..».

حسم الرئيس الحريري خياراته، وهو يكرر رفضه أي تحالف مع «حزب الله»، كما «لا يقبل ان يضعه أحد في علبة طائفية او مذهبية ويقفل عليه ويرمي المفتاح.. فنحن تيار عابر للطوائف والمذاهب والمناطق.. وسننزل الى الانتخابات بلوائح لـ»المستقبل» وبمرشحين من كل الطوائف..».

يدرك الجميع صعوبة الوصول الى ما يتطلع اليه كل فريق، خصوصاً وأن الرئيس الحريري، أعلن وبكل صراحة، ومن دون أي خجل او تردد: «ليس لدينا مال للانتخابات»؟! واضعاً جمهور «المستقبل» في بيروت والجنوب والشمال والجبل والبقاع أمام امتحان بالغ الأهمية..

خيار التحالفات أمام المستقبل مفتوحة على مداها باستثناء التحالف مع «حزب الله».. الامر الذي يشكل تحدياً كبير، وسيكون، إذ نجح في ادائه نموذجاً يحتذى به، وسيكون اللبنانيون عموماً أمام واقع جديد وغير مألوف.. خصوصاً وأن معركة «المستقبل» الحقيقية ليست مع «حزب الله»، بل في بيئة او بيئات ليس للحزب فيها تأثير يذكر، على نحو ما هو عليه في الشمال (طرابلس – المنية والضنية) الامر الذي يشير الى ان حسم «المستقبل» تحالفاته لن يكون في وقت قريب وان كانت بينة في خطوطها العريضة..

تحالف «حزب الله» وحركة «أمل» تام ونهائي وكامل.. أما تحالفات «المستقبل» فماتزال خاضعة للمفاوضات، وان كانت شبه محسومة مع «التيار الوطني الحر»، الذي هو أيضاً حليف لـ»حزب الله» في العديد من المناطق اللبنانية..

يعطي «حزب الله»، على ما دلت عليه كلمة السيد نصر الله الأخيرة في «ذكرى الشهداء القادة» أهمية لافتة لموضوع الانتخابات، تماماً كما وللقضية المتعلقة بالصراع مع العدو الاسرائيلي، على الحدود البرية والبحرية والثروات النفطية للبنان في مياه الجنوب.. وهي قضية (معركة) غير قابلة للنقاش.. وقد أطال السيد نصر الله مديحة بالقانون الانتخابي الجديد، الساري المفعول، والذي هو في رأيه «مفخرة سياسية وأهم انجاز سياسي في العقود الماضية.» وقد حسم تحالفاته مع حركة «أمل» ومع «التيار الوطني الحر» ووصفه بأنه «تحالف متين وصامد، والعلاقة لا تهتز..» من دون ان يقفل البيان في وجه خيارات «التيار» مع القوى والاحزاب والتيارات الأخرى، حيث تقتضي الحاجة والمصلحة مشيراً الى أننا «نحن وهم نأخذ راحتنا ويمكن ان نتحالف في دوائر ونتنافس في أخرى..» تماماً كما ومع الحزب التقدمي الاشتراكي، «فالأمر مفتوح للنقاش».

الخيار الوحيد، غير المفتوح للنقاش، بالنسبة لـ»حزب الله» هو ان «لا تحالف مع «القوات اللبنانية..» أما بالنسبة الى «تيار المستقبل» فهو يستجيب لموقف الرئيس الحريري، وسائر قيادات «المستقبل» الذين يشددون على ان التحالف مفتوح على الجميع إلا مع «حزب الله»..

حتى الآن، الامور مضبوطة، والخيارات منطقية، والجميع يدرك أهمية الاستحقاق وضرورة تمريره، بعيداً عن «الكباش اللبناني – الاسرائيلي»،  ولبنان لا يحتمل سياسة كسر هذا الفريق او ذاك، «لاسيما وان القانون النسبي يعطي لكل فريق حجمه ولا أحد يمكنه كسر الآخر.. او الغاءه.. والمفاجآت قد تحصل في طي التحالفات المعلنة وغير المعلنة وكثيرون يسلمون، بأن هذه التحالفات ليست مقفلة بالشمع الاحمر، وليست منزلة، «ومن الممكن ان نجد تحالف قوى سياسية في دائرة، ويتواجهون في قوى أخرى..» وقد اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في العديد من مواقفه الاخيرة، أنه «لن يكون هناك غالب ومغلوب في الانتخابات المقبلة وسنصل الى مجلس نيابي فيه توازن..» مشدداً على التحدي الأكبر مع العدو الاسرائيلي، مشدداً على أنه «اذا دخل الاستفزاز الاسرائيلي الكلامي حيز التنفيذ فستكون هناك حروب جديدة..»؟!