ألا يستدعي كل ما حصل بعد “طوفان الأقصى” اعادة النظر بالخيارات والمشاريع والقناعات والايديولوجيات؟
اذا كان كل ما تخلّل هذه الفترة من سقوط واقعي مادي ملموس لكل الشعارات والأوهام لا يستدعي مراجعة، فمتى تتم مثل هذه المراجعات لدى المجتمعات؟
• ان أكثر مرة تعرّضت فيها اسرائيل منذ نشوئها في العام 1948 ل”خطر وجودي” ربما هي لحظة الهجوم المباغت لعناصر حماس على غلاف غزة والدخول الى أراضي اسرائيل وقتل وخطف عدد من أبنائها والاتيان بهم الى غزة
• عندها لم تحرّك ايران ساكناً لا بل تبرّأت من العملية ولم “تُفتح الجبهات” ولم “تتوحّد الساحات” في التوقيت المناسب أيضاً، وهذا ما يطرح سؤالين:
هل هذا عجز؟
او عدم ارادة وقرار ؟
وفي الاجابتين يتطلّب الأمر مراجعة!
• انغمس حزب الله الذي كان يقدّم نفسه تحت شعار “قوة الردع وتوازن الرعب” في حرب الاسناد على غزة وكانت النتيجة دماراً شاملاً لغزة على رؤوس أبنائها، قضاء كامل على قيادات حماس…فهل تمكّن الحزب من اسناد غزة؟!
• تحرّكت بعض فصائل المحور من الحوثيين وغيرهم ، فأصبحوا بحاجة لمن يسندهم في حرب “اسنادهم”!
• استدرج انغماس حزب الله في الحرب على غزة، اسرائيل الى حرب مدمرة على لبنان، فقتلت كبار قياداته بدءاً من أمينه العام السيد حسن نصرالله وخلفه هاشم صفي الدين وكبار مسؤوليه العسكريين والأمنيين وقضت على جزء كبير من بنيته..واحتلّت ولا تزال تحتل جزءاً من الأراضي اللبنانية…فأين “قوة الردع وتوازن الرعب”؟
• كلّ ما سبق، لم يدفع ايران الى التدخّل، الى أن تمّ ضربها بالمباشر من قبل اسرائيل، مما اضطرّها للدفاع عن نفسها…وماذا كانت النتيجة:
القضاء على تهديدها النووي، وعلى تهديد صواريخها البالستية بعد أن أنهت اسرائيل أذرعها الاقليمية أو أنهكتهم الى حدّ كبير
كل ما جرى يستدعي مراجعة موضوعية هادئة، ذاتية، نقدية، وهذه المرة المراجعة المطلوبة ليست على قاعدة ترف النقاش او الفكرة مقابل الأخرى، بل على قاعدة الوقائع التي خلّفتها الأحداث مقارنةً بما سبقها من ايديولوجيات وشعارات واوهام!