IMLebanon

إلاّ الجيش  

 

يدفع جيشنا ضريبة قاسية وهو يفرض الأمن، خصوصاً الأمن الإجتماعي من خلال المداهمات التي ينفذّها لمكافحة مافيات المخدّرات التي يفتقد رؤساء وأعضاء عصاباتها الى أدنى المشاعر الوطنية والإنسانية والأخلاقية.

 

وقلّما سيّر الجيش قوّة لإلقاء القبض على مجرمي تلك العصابات والمافيات من دون أن تتعرّض الى كمين يتعامل المشاركون فيه مع هذه القوة بإجرام لا حدود له، وبنيران كثيفة.

وكثيراً ما يحدث هذا الإجرام في منطقتي بعلبك – الهرمل حيث الأرض وعرة المسالك، وحيث اعتاد المجرمون أن يسلكوها. وبالتالي فهم خبراء فيها.

ولو شئنا تعداد شهداء الجيش وجرحاه جرّاء تلك الكمائن لبلغ الرقم إرتفاعاً مؤلماً. فبقدر ما يسعى الجيش الى تحييد المدنيين عن عملياته، بقدر ما يتصرّف أعضاء العصابات بوحشية نافرة… كما حدث ليل أول من أمس الإثنين – أمس الثلاثاء خلال مداهمة أوكار تاجر المخدّرات حسام علوه الذي ينشط في جرود مرجحين (الهرمل) قاعدة لعملياته الإجرامية… وقد كمن مسلحوه لعناصر الدورية وأطلقوا عليهم النيران «بقصد القتل»، فاستشهد الرقيب قاسم وهبي (من عرسال) وأصيب ستة عسكريين آخرين بإصابات مختلفة.

معروف أن تجار المخدّرات، خصوصاً على مستوى العصابات والمافيات هم مجموعات من فاقدي الضمير. و«مهنتهم» هي القتل، إن لم يكن بالرصاص فبالسموم المخدّرة التي أضحت المدارس والجامعات سوقاً لترويجها من دون أي رادع أو حساب. وقد بات الأمر يدعو الى علاج جذري من دون أدنى شك. فليس مسموحاً بأي شكل من الأشكال أن يُسمح لهذه الحفنة المجرمة من العصابات أن تتمادى في غيّها وفي ممارساتها، خصوصاً في الإساءة الى منطقة يعتبر سكانها بأكثريتهم الساحقة أنهم إبتلوا بهذه النماذج  الوحشية من المنسوبين اليهم في الهوية والمنشأ، بينما هي بعيدة عنهم في القيم كلها.

قبل أيام معدودة كان قائد الجيش العماد جوزاف عون يزور المنطقة ويتحدث بصراحة مباشرة عن أهميتها بالنسبة الى لبنان عموماً والى الجيش خصوصاً. ويشير الى أنّ أعداداً كبيرة من ضباط ورتباء وعناصر الجيش ينتسبون اليها. ويؤكد حرص الجيش عليها حرصاً ثابتاً. ولكن، كما يبدو، إن جماعة العصابات والمافيات هم في واد آخر!

وليت العشيرة الكريمة التي ينتمي اليها المجرم الكبير وأفراد عصابته المغرّر بهم من دون أدنى شك تسارع الى تسليمه ومجموعته الى الجيش ليمثل أمام القضاء العادل، لأن الجيش لن يتراجع أمام هذه الأنماط المجرمة. وليت العشيرة المحترمة لم تستخدم كلمة «اغتيال» التي وردت في بيانها. فهذه الكلمة أقل ما يُقال فيها إنها مرفوضة كي لا نستخدم تعبيراً آخر.

وأحر العزاء الى الجيش قائداً وضباطاً  ورتباء وعناصر…

وليرحم اللّه الشهيد، والشفاء للجرحى الأبطال.