IMLebanon

فرصة يجب ألاّ تضيع

صار لبنان مشهوراً بأنه ملك الفرص الضائعة بسبب الخلافات السياسية لأنّ كل فريق له رأي يختلف عن رأي الفريق الآخر… وهكذا ضاعت فرص كثيرة ليس من اليوم بل منذ الحرب الاهلية عام 1975.

 

اليوم عندنا مشروع النفط والغاز ووضعنا الاقتصادي صعب جداً، الموازنة معقدة منذ أشهر حتى يتوصلوا الى كيفية خفض النفقات، وهذا أمر يبدو بسيطاً ولكن في الواقع هو أمر صعب، حتى رئيس الجمهورية اعترف بذلك داعياً الجميع أن يضحّوا… إضافة الى الديون التي تجاوزت 80 مليار دولار، وخدمة الدين لا تكاد مداخيل الخزانة تسدّها.

 

الجديد اليوم ما قاله الرئيس نبيه بري إنّ الرؤساء الثلاثة متفقون على مسألة ترسيم الحدود، وهذا ما سمعه ساترفيلد منهم ومن وزير الخارجية.

 

المهم، أولاً، أن نبقى على هذا الاتفاق، وثانياً لا يجوز، تحت أي سبب من الأسباب، أن نضيّع هذه الفرصة، خصوصاً أنّ إسرائيل باشرت استخراج النفط والغاز من البلوك المختلف عليه، والأخطر إذا استمر الخلاف بيننا أن تستنفد إسرائيل هذه الثروة في منطقة الخلاف.

 

إنّ التاريخ العربي سيىء جداً في التفاوض مع إسرائيل، ومن دون الانتقاص من أحد نذكر أنّ العرب رفضوا القرار الاممي بتقسيم فلسطين.

 

ولاحقاً رفع بورقيبة شعار: «خذ وطالب» فواجهوه بالغضب العارم والتظاهرات في العواصم.

 

 

حتى عبدالناصر الذي أيّد مبادرة روجرز في حزيران 1970، أقام الفلسطينيون الدنيا عليه ولم يقعدوها واتهموه بالتفريط بالحقوق.

 

ومن اتفاق كامب دايڤيد الى وادي عربة الى أوسلو… نكتشف أنّ ما رفضناه بالأمس نتمنى اليوم أقل منه بكثير.

 

نتمنى على المسؤولين اللبنانيين أن يتعظوا ويتعلموا من التاريخ لأن أي اتفاق (طبعاً من دون أي تفريط بالحقوق) هو أفضل من الحال الراهنة.

 

وفي الموازاة، ليت الرئيس حافظ الأسد مشى باتفاق الجولان (وديعة رابين) فما كنا وصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم من قرارات إسرائيلية وتغطية واعتراف من أميركا باعتبار الجولان خاضعاً للسيادة الاسرائيلية.