IMLebanon

نواب المعارضة و«التغيير» استمرّوا في «التخبيص» ولم يفلحوا سوى بالورقة البيضاء

المشهد الحكومي باق على وقع «مكانك راوح».. والفراغ الرئاسي المرتقب وغياب الحلّ

 

بـ 54 صوتاً عاد الرئيس نجيب ميقاتي الى السراي من جديد، لكن من الباب الصغير غير المدعوم بما فيه الكفاية، لتنافسه الاوراق البيضاء بـ 46 صوتاً، في المقابل سجّل المنافس الثاني له السفير نواف سلام 25 صوتاً، حالت دون إيصاله الى رئاسة الحكومة، من قبل الفريق المعارض و»نواب التغيير» و»المستقلين» والحراك المدني، في ظل اسئلة بقيت من دون اجوبة مقنعة، عن سبب عدم الاتفاق على إسمه، او على اي إسم آخر يصّب في خانة «التغيير»؟ الامر الذي اكد تخبّط هؤلاء ، على الرغم من الاجتماعات المفتوحة التي سُجلّت على مدى ايام على الخط المعارض وتوابعه، من دون التوصل الى موقف موحّد، وعلى الرغم من وصول هؤلاء النواب «المعارضين» و»التغييريين» «على ضهر» شعارات «رفض المنظومة الحاكمة وإيصال شخصيات قادرة على الانقاذ»، بعدما اكدت التجارب فشل اهل السلطة على مدى عقود من الزمن، والتي بقيت في اماكنها لغاية اليوم، كما اتت النتيجة لتزيد من خيبات الامل لدى الناخبين، الذين إنتظروا من ممثليهم في المجلس النيابي المزيد من الانتفاضات، التي ستؤدي بهم الى الخلاص من الوضع السائد، والانهيارات التي تتوالى يومياً، إلا انّ ساعات الاجتماعات الليلية المفتوحة، والتي جمعت كل مَن ينادي بخروج المنظومة لم تصل الى المبتغى المطلوب، لتعطي الغلبة للورقة البيضاء التي لا تقدّم ولا تؤخر، بل تزيد العقبات لا اكثر، لانها لم تستثمر في المكان الصح.

 

الى ذلك، افيد بأنّ السفير نواف سلام لم يتلق الدعم من المملكة العربية السعودية، وإلا لكانت صبّت الاصوات في خانته من قبل اغلبية المعارضين، فيما اشارت مصادر ديبلوماسية عربية الى انّ السعودية لا تعارض عودة ميقاتي لترؤس الحكومة مجدداً، لأنه يحظى بتأييد اغلبية النواب السنّة، كما يحظى بدعم مصر والاردن والامارات.

 

وعلى خط آخر، وفي المعلومات، افيد بأنّ نواف سلام تلقى نصيحة من بعض السياسيين والمقرّبين بعدم خوض المعركة الحكومية، لانّ المرحلة الصعبة التي يعيشها لبنان، وفترة الاربعة اشهر المتبقية من ولاية الرئيس ميشال عون، لن تسمحا له بتحقيق أي إنجاز، معتبرين انه من الافضل التريث مهما كانت الاسباب، كما انّ بعض النواب السنّة ابدوا إستياءً من حلفائهم المعارضين لانهم إمتنعوا عن تسميتهم، بحيث توقعوا ان ينالوا بعض الاصوات بعد وعود تلقوها، فضلاً عن أنّ بعض الشخصيات السياسية والاقتصادية التي طرحت للتكليف الحكومي، وصلت الى لبنان منذ ايام وفي توقيت الفجر، لكن المستجدات التي ظهرت في اليومين الاخيرين قلبت كل المقاييس وايقظتهم من الحلم الموعود، إضافة الى انّ البعض إمتنع عن المشاركة او تسمية سلام تحت أسباب غير مقنعة، وهي استحالة تشكيل حكومة خلال الأشهر القليلة المتبقية من العهد، لكن في حال وجدت الارادة فكل شيء قابل للتحقيق، وفق ما ترى مصادر سياسية مراقبة لما جرى، في اطار الاستشارات النيابية يوم امس.

 

في غضون ذلك، بدا مشهد عودة ميقاتي هزيلاً جداً مع هذا العدد القليل من الاصوات، في ظل تحديات في المرحلة المرتقبة غير البعيدة، والتي ستظهر في العلن عبر الخلافات المنتظرة على الحقائب الدسمة والمحاصصة وشكل الحكومة، التي إفتتحت بعض الكتل منذ اكثر من شهر معاركها على التسمية التي ستطلق على الحكومة الجديدة، بدءاً بحكومة الوحدة الوطنية والاختصاصيين وحكومة الانتخابات الرئاسية، والى ما هنالك من تسميات لم يتم الاتفاق على أي منها، ما ينبئ بإشكالات قريبة جداً، ستبقى في مكانها حتى إشعار آخر، بالتزامن مع عمل بعض الاطراف السياسية على إبقاء الحكومة ضمن مقولة «مكانك راوح» لأسباب ومصالح شخصية، بالتزامن مع إقتراب الاستحقاق الرئاسي، ووقوع الفراغ الذي يتحدث عنه الجميع، والذي يبدي البطريرك الماروني بشارة الراعي خوفه منه، مع تحذيرات يومية من ديبلوماسيين غربيين وعرب، من وقوع لبنان في فوضى عارمة، في حال وقع الفراغ الذي لا يحمد عقباه في هذه الظروف الخطرة.