IMLebanon

متفائل ولكنه عاتب

خليل الخوري –

 

يقول الذين يزعمون أنهم «يتابعون» رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه لا يرى الى الأزمة الحكومية المتفاقمة على أنها آخر المطاف، وأنّ الأمور لن تتجمّد عند اللاتأليف، وأنّ الحكومة سترى النور في زمن غير بعيد.

 

ويضيفون: إن فخامته لم يتخلّ يوماً عن تفاؤله، ولن يتخلّى عنه. وهو يثق بقوّة في مستقبل لبنان، وبأنّ هذا الوطن عرف في تاريخه المديد صعوبات كبيرة وضغوطاً هائلة وعقبات كبيرة ولكنه تجاوزها باستمرار. صحيح أن ذلك لم يمرّ بسهولة وبساطة. ولكنه مرّ في النهاية وخرج لبنان من تلك كلها. وهو اليوم سيخرج منها معافى خصوصاً وأن أزمة تشكيل الحكومة لا تقاس بضخامة وخطورة الأزمات المشار إليها التي إجتازها هذا الوطن.

 

ويسهب هؤلاء في الكلام على الأسباب الموجبة العديدة التي ينطلق منها فخامته في تفاؤله. ويلخصونها بالآتي:

 

– لبنان وطن متجذر في التاريخ وليس إبن البارحة.

 

– الشعب اللبناني لديه قدرة استثنائية على التغلّب على الأزمات وتجاوز الصعوبات وعدم ترك العراقيل توقف عجلة طموحاته وآماله العريضة. وفخامته يثق بهذا الشعب الذي لم يخذله مرّة في المواجهات العديدة التي خاضها.

 

– الرئيس ميشال عون يثق بنفسه، ويؤمن بقدرته على التعامل مع التطورات والأحداث والمستجدات منطلقاً من «بوصلة ذاتية» أساسها وجدانه وإيمانه بربه ووطنه وشعبه. خصوصاً بقدرته على الصبر والتحمل.

 

 

(وبين هلالين: وفي هذا السياق أذكر، على صعيد شخصي، أنّ فخامته دعاني ذات زمن في أواخر الثمانينات الى قصر بعبدا حيث كان يجري إستشارات مع مواطنين معظمهم لا صفة رسمية لهم وكنت واحداً منهم، قبل قرار خطير جداً كان ينوي إتخاذه… وخطر لي يومذاك أن أسأله عن مواقف دول ومرجعيات إقليمية ودولية بعينها. وقد أجابني بوضوح وصراحة، فرأيت المشهد سوداوياً. ومن دون أن أقول كلمة أبلغني أنه أدرك بما شعرتُ به، قبل أن يقول: عندما تكون واثقاً من قرارك والشعب معك فلن يقوى عليك أحد. وأضاف: حتى لو خسرت آنياً فإنني أكون قد أقمتُ أساساً صلباً للمستقبل، وسينصفني التاريخ).

 

عود على بدء، ويقولون:

 

– إن الرئيس عون المتفائل عاتب كثيراً. ويسهبون في تفصيل أسباب العتب وموجباته والإطراف المقصودة به (…).

 

– وفخامته لن يستسلم للأزمة. يقولون. وهو يعرف أهمية الوقت بالنسبة إليه الذي يراهن المعرقلون على هدره من عمر العهد. ولكنه لايزال متمسكاً بأن الحكومة الآتية ستكون مجالاً لتحقيق إنجازات كبيرة. فالوقت المهدور حالياً ليس ضائعاً لأن أفرقاء العمل حول الرئيس منهمكون في إعداد الدراسات والإقتراحات والمشاريع التي تتناول شؤون الناس والتي من شأن الأخذ بها أن يسجل نقلة نوعية.

 

(…) ويختمون: ليست بعيدة اللحظة التي سيتخذ فيها فخامته القرار المهم.