IMLebanon

ماذا فعل العرب لغزّة؟  

 

 

هذا سؤال بسيط… لكنه كبير بمغزاه… نبدأ بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي بشكل عام… الجواب هم لم يفعلوا شيئاً. أما لماذا؟ فبكل بساطة، البعض يدّعي أنّ «حماس» هي من جماعة الإخوان المسلمين.. وهناك مشاكل بين الدول العربية والأنظمة فيها وبين الإخوان المسلمين، خصوصاً ما جرى في مصر يوم استولى الإخوان المسلمون على الحكم في مصر وتسلّم محمد مرسي الحكم هناك في 30 حزيران 2012. وبالرغم من ذلك نسأل: لماذا تم الخلط بين الإخوان المسلمين و«حماس» في غزّة؟

 

الشعب المصري رفض حكم الإخوان بالرغم من انهم نجحوا في الوصول الى الحكم عبر الانتخابات، ولكن ظروف مصر في ذلك الوقت كانت مختلفة، خصوصاً ان الشعوب العربية كلها وقعت تحت نظرية «الشعب يريد تغيير النظام»، ولم يكن هذا الشعار مرفوعاً في مصر فقط بل امتد الى ليبيا حيث طار الرئيس معمّر القذافي وقُتل بطريقة شنيعة.

 

وفي تونس تسلم الإخوان الحكم أيضاً.

 

أما في سوريا، فإنّ الرئيس بشار الأسد استغل وجود 2000 عنصر من الإخوان المسلمين في السجون السورية و2000 عنصر من الإخوان في العراق، فاتفق مع رئيس الحكومة العراقية نور المالكي وأُفرج عن الإخوان في كل من العراق وسوريا، حيث بدأت هنا مرحلة جديدة وهي مرحلة «داعش» أو كما اطلق عليهم لاحقاً IsIs. وهكذا تحوّلت التظاهرات التي كانت سلمية لمدة 6 أشهر الى تظاهرات عسكرية، خصوصاً بعدما استعمل بشّار جميع أنواع الاسلحة ضد شعبه. وهنا بدأت الثورة السورية في 15 آذار (مارس) عام 2011 واستمرت حتى صار الوضع على ما هو عليه اليوم لتأكل الأخضر واليابس، وتهجّر 12 مليون مواطن سوري الى خارج سوريا، وقتل النظام 1.500.000 (مليون وخمسماية ألف مواطن)، وأصبحت سوريا مقسّمة الى: سوريا التركية، وسوريا الروسية، وسوريا الأميركية، وسوريا الإيرانية، وسوريا حزب الله وبقايا سوريا في دمشق واللاذقية وطرطوس فقط.

 

على كل حال، لم تكن الحال في العراق أفضل، بل قام تنظيم داعش بالسيطرة على الموصل حيث كان يوجد في البنك المركزي هناك 5 مليارات دولار، وفيها جيش كامل العدد والعدة. فاستولت «داعش» على المنطقة لتقوم بحرب جديدة في العراق، ولتزيد حجم الدمار الذي كان حصل جراء الاحتلال الاميركي وثم الاحتلال الايراني.

 

على كل حال، نعود الى دول الخليج لنسأل سؤالاً بسيطاً: ألا يمكن لتلك الدول أن تهدّد بقطع النفط ولو لفترة قصيرة مثلاً؟ وهذا ما حصل عام 1973 يوم حرب 6 أكتوبر المجيدة، وكيف عانت دول العالم من انقطاع النفط، وكيف ارتفعت أسعار النفط من دولارين للبرميل الى 20 دولاراً في نهاية عام 1974.

 

هذا أولاً… وماذا عن التطبيع خصوصاً انني لا أرى أنّ هناك أي مصلحة أو أي فائدة من التطبيع ضمن الظروف الحالية، وما يجري داخل فلسطين وبالأخص في غزّة.

 

يا عرب، هل تعلمون ان عدد القتلى في غزّة وصل الى 30 ألفاً، وعدد المفقودين أكثر من 50 ألفاً، وعدد الجرحى 60 ألفاً..؟ بمعنى آخر ان %10 من الشعب الفلسطيني داخل غزّة قد قُضي عليه. كذلك فإنّ %70 من مباني وبيوت ومحلات ومستشفيات وجامعات ودوَر العبادة من كنائس تاريخية ومساجد في غزّة، كلها أزيلت ولم يبقَ منها إلاّ بعض الآثار.

 

كل هذا والعرب يفكرون بأنهم قد يلجأون الى وقف التطبيع… أمام هول المصيبة لا يمكننا إلاّ أن ننعى الأمة ونقول: اللّه يرحم غزّة واللّه يرحم العرب حيث سيُقال في يوم من الأيام: كان هناك أمة عربية.

 

وقبل أن أنهي لا بُدّ من أن أتوقف عند التهديدات التي يطلقها رئيس الحكومة الاسرائيلية الموعود بأنه إذا توقفت الحرب فإنه سيذهب الى السجن.. أي ان مصلحته هي إبقاء الحرب. ومن هنا نرى انه لا ينفذ ما طلبه الرئيس الأميركي جو بايدن بالرغم من القول إنّ هناك أكثر من تهديد من بايدن شخصياً لنتانياهو.

 

أما من الجانب المصري.. فالمعلومات قليلة ولا يمكن لأحد أن يحسد مصر على موقعها وموقفها مما يجري في غزّة، أي على حدود مصر، وإنّ التهديدات المصرية بالتوقف عن العمل على اتفاقية «كامب ديڤيد» كلام جدّي، والأمور لا تزال معقّدة واللّه أعلم ماذا سيحصل مع رئيس حكومة مطلوب للعدالة وهو يقتل الناس كي لا يدخل السجن.