IMLebanon

مفارقات اجتماع بكركي؟!

كان بعد ناقص  الطائفة المارونية  عموما  وبكركي خصوصا، طلب المساعدة وعلى المكشوف من سفراء الدول الكبرى بما في ذلك السفراء العرب للسماعدة في انتخاب رئيس الجمهورية الشاغرة كرسيه منذ سنتين تقريبا وفيما لم تعرف نتائج اللقاء الديبلوماسي العالي المستوى في بكركي على مدى اربع ساعات، غير ان مصادر  مطلعة  قالت  صراحة  ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اسهب في شرح المشكلة الرئاسية وما يعترضها من عقبات سياسية  عائدة الى تأخر انعقاد جلسة الانتخاب (…)

وفي المعلومات ايضا ان السفراء الذين حضروا الاجتماع الى جانب القاصد الرسولي ومسؤولي الاتحاد الاوروبي نصحوا بضرورة الابتعاد  عن اية مداخلات من خارج المؤسسات وبعيدا من السياسيين اللبنانيين الذين يعود لهم وحدهم حق التدخل  في هذا الملف  الحساس، اضف الى ذلك ان معظم الديبلوماسيين الاجانب اجمعوا  على ضرورة صرف النظر عن طلب اية مساعدة غربية كي لا تتطور الامور الى حد وضع المسؤولين امام حال صعبة من شأنها اقحام المزيد من التدخل الغريب، بحسب ما يتردد عن تدخل سوري وايراني في هذا الموضوع ما قد يؤدي الى المزيد من التعقيد!

كما ترددت معلومات عن اجماع السفراء العرب والاجانب عن ضرورة صرف النظر عن اثارة مخاوف سياسية طالما بقي اللبنانيون  بمنأى  عنها، ما يزيد من التوتر المخيم على الشارع اللبناني لجهة من هو مع هذا المشروع او ذاك، خصوصا انه يكفي القول ان حزب الله المدجج بالسلاح غير الشرعي يعمل لما فيه مصلحة المرشح الرئاسي العماد ميشال عون، اضافة الى الخشية من ان تتطور الامور باتجاه استخدام السلاح في معركة الرئاسة حيث ثمة خوف   من تطور  الاكور باتجاه التحرك الشعبي السلبي، مع العلم ان المرشح ميشال عون لا يملك ميليشيا لكنه في حال اتكل على ميليشيا حزب الله لا بد من ان يطرأ ما يشغل بال الجميع  حياله (…)

ومن الان الى حين ظهور نتائج بوادر التدخل الديبلوماسي في معركة رئاسة الجمهورية هناك من يجزم بأن حزب الله سيستفيد من اجتماع بكركي للقول ان البطريرك الراعي يجيش بعض السفراء لما فيه مصلحة المرشح فرنجية، فيما ترى اوساط مطلعة ان السفراء الذين حضروا اجتماع بكركي اذكى من ان يتورطوا في عملية سياسية بحجم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، مع الاخذ في الاعتبار تطور الصراع السياسي الى ما ليس منه بد في مجال المناكفة  القائمة  بين الاحزاب اللبنانية المتناحرة التي يكفيها ما هي  فيه من تمزق سياسي  ومناطقي وحزبي ومذهبي غير خاف على احد؟!

وما يقال عن حماسة زائدة لدى الديبلوماسيين العرب بعكس ما ظهر  من تصرف لدى الديبلوماسيين الاجانب  باستثناء قلة من هؤلاء  الذين يبحثون عن دور لهم في العهد  الرئاسي الجديد (…)

وما يثير الاستغراب ان الذين دأبوا على تغطية اخبار بكركي من المقربين الاعلاميين، غابوا  تماما عن تغطية الاجتماع الديبلوماسي لاسباب وصفت بأنها على علاقة واضحة بين بعض السفراء وبين مؤسسات اعلامية قريبة من الحال السياسية العامة في لبنان، جريا على عادة ما سبق حصوله في مناسبات شبيهة  بالاختناق السائد بعض اوساط المقربين من الذين يخوضون المعركة الانتخابية من غير  حاجة الى اخفاء ذلك عمن له علاقة بالديبلوماسيين مباشرة او غير مباشرة!

من هنا تبدو مفارقات اجتماع بكركي على شيء من الحساسية السياسية والاعلامية  حيث هناك اجماع على ضرورات القصد من اللقاء الديبلوماسي الطارئ بحسب ما هو مطلوب بالحاح في هذه المرحلة؟!

ومن غرائب الصدف ان الجميع يبحثون عن ملء الفراغ الرئاسي، من غير ان يجدوا في انفسهم الشجاعة الكافية لسؤال المعنيين عما يمنعهم من حضور جلسة انتخاب الرئيس التي تحددت في الثامن من شهر شباط الجاري، وكأن الامور بحاجة الى حسم من خارج المؤسسات المعنية، خصوصا مجلس النواب الذي يعاني الامرين جراء عدم وجود رئيس للجمهورية، اضف الى ذلك ان الامور ذات العلاقة لا تحتاج الى من يرشح نفسه حيث هناك مرشحان من العيار الثقيل وهما قادران على تحريك المجلس  بقدراتهما الذاتية ومن خلال حلفائهما المؤهلين لان يعقدوا جلسة مكتملة النصاب الا في حال كانت رغبة للاستمرار في متاهة الفراغ الرئاسي؟!