IMLebanon

جواهر وعواهر… ويا ساتر!  

 

 

ما سمعناه البارحة من على شاشة التلفزيون، لا يمكن إلاّ التوقف عنده.. إذ إنّ هناك كثيراً من الأمور التي تحتاج الى كثير من الصدق، خاصة وأنّ بعض المتحدثين يظنون أنّ الناس يصدقون ما يقولونه فقط، لأنهم كما يُقال «أولاد عيلة» طبعاً، ولكن أية «عيلة»؟ لا أعرف.

 

وينطبق الكلام الذي قيل أمس على القول: «اسمع كلامك يعجبني أرى أفعالك أتعجب»…

 

المحطة الأولى: يتحدث أحدهم عن عملية استيراد النفط ومشتقاته، وقد أعجبني كلامه.. ولكن لو قيل هذا الكلام منذ 75 سنة… لكان فعلاً كلاماً جديراً بالتقدير، لكن هناك معلومة مهمة هي ان لبنان في الخمسينات أنشأ مصفاة في الزهراني، حيث كانت شركة «التابلاين» السعودية، تضخ النفط الخام من المملكة العربية السعودية الى لبنان، وكانت مصفاة الزهراني تكرّر النفط فيُنقل الى السوق اللبناني حسب الحاجة ومن بعدها، يُصدّر الباقي الى الخارج..

 

كذلك كانت هناك مصفاة ثانية في طرابلس، وهي مصفاة I.P.C، حيث كان العراق يضخ النفط الخام فيأخذ لبنان حصته، ثم يُصدّر الباقي الى الخارج.

 

منذ 75 سنة وبعد أن ضُرِب الخط ولغاية اليوم، ليست هناك أية مساعٍ لإعادة هذين الخطين.

 

فإذا كنا فعلاً نريد أن نستفيد من أهم مورد، وهو مصفاة تكرّر النفط وتجني الأرباح وتكون خطوة  متقدمة لنا، خاصة وإننا نترقب استخراج النفط والغاز من البحر في لبنان.

 

ولكن يمكن أن يكون هذا «البعض» يريد أن يدخل في تجارة النفط والمازوت، خاصة بعد استيراد بعض البواخر من إيران… والله أعلم ماذا ينتظر لبنان من هذه المخالفة التي يحاول الكثيرون التهرّب منها، لكنّ «الخير قادم».

 

المحطة الثانية:

 

الفساد… الفساد… ثم الفساد… فأن تأخذ من زعيم 20 مليون دولار أميركي لقاء…..

 

وأن تأخذ من زعيم آخر 10 ملايين دولار أميركي لقاء….

 

كل هذا حصل.. زد عليه ان هذه الشخصية المميزة التي تريد أن تحاسب الناس تملك حصة في أحد البنوك «باسمه» ويملك حصصاً أيضاً بأسماء أولاده واشترى بـ»تراب الفلوس» مزرعة مهمة جداً ثمنها، مئات الملايين من الدولارات بعد أن أجبر صاحبها على بيعها… كل هذا وصاحبنا يتقاضى راتباً قدره 2000 دولار شهرياً… فعلاً الله يوفقه لقد كان يعمل ليلاً ونهاراً…

 

المحطة الثالثة:

 

هذه المحطة تحتاج الى مجلدات… كي نستطيع أن نفسّر ألغازها، وماذا يريد صاحبها.. يتحدث عن الكهرباء وعن الهدر في الكهرباء، والمصيبة انه يضع الملامة على الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي استطاع عام 1994 أن يحقق للبنانيين كهرباء 24/24. طبعاً معروف كيف أُقْصيَ المرحوم جورج افرام عن الوزارة، وكيف اسْتُبْدِل بالمرحوم الوزير إيلي حبيقة… ومنذ ذلك الوقت وإلى حين تسلم «التيار الوطني الحر» عام 2005 الوزارة، أي من 1994 الى 2005، فالمحطة الأولى معروف من المسؤول عنها، اما المرحلة الثانية فَبَطلها الصهر العزيز ثم سكرتيره ثم سكرتيرة السكرتير ثم «دكتورٌ» من الجامعة، ذنبه انه مُقَرّب من الصهر…. وهنا المصيبة إذ بلغت الخسائر في الكهرباء 65 مليار دولار، والمصيبة أنه يقول «ما خلوني اشتغل»… هذا أولاً…

 

ثانياً: يتحدث الصهر عن عدم التجاوب مع فخامة الرئيس وعن الميثاقية، وعن الدستور، فأية ميثاقية وأي دستور؟ اسمح لنا أن نقول الحقيقة وأنت تعرفها تمام المعرفة.. عندما اتفق الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبعد الموافقة الاميركية جاءتكم الأوامر بأن تشكلوا حكومة، وهكذا ولدت الحكومة ايها الصهر العزيز…

 

ثالثاً: يتحدث الصهر عن 5 مليارات كشفتها القاضية «غبّ الطلب». وهنا اسمح لنا أن أهنئك على هذا الإنجاز… فلماذا لا تظهره الى العلن؟ وتحاسب المسؤولين عنها خاصة وإنّ الاميركيين يتابعون بكثير من التدقيق أية عملية تبييض أموال، فماذا تنتظر إذ يمكن أن يساعد ذلك على شطب اسمك من لائحة العقوبات..

 

رابعاً: تتحدث عن التدقيق الجنائي، وهذا شيء عظيم… فبالله عليك لماذا لم يبدأ هذا التدقيق منذ عام 1988، يوم اغتصب عمّك العزيز الحكم، وكان يجبي أموال المنطقة الشرقية، فأين ذهبت تلك الأموال؟ إذ يُقال إنها تبلغ 85 مليون دولار استطاع المرحوم الرئيس الياس الهراوي استرجاع 40 مليون دولار منها والباقي موجود باسم العم واسم عائلته في باريس.

 

من ناحية ثانية تتحدث عن أسماء أوروبيين عندهم معلومات عن مصرف لبنان… هذا الكلام نسمعه منذ ثلاث سنوات، ويبدو أنك بحاجة الى 300 سنة أخرى لتستوعب الأمر.

 

المحطة الأخيرة والتي هي الأهم، فهي أنّ معالي نائب رئيس المجلس صوّب كلام وزير سابق أراد أن يتهم جميع النواب بأنهم حوّلوا أموالهم الى الخارج بين عامي 2019 و2020، وتحدّاه أن يعطي إثباتات لاتهاماته.. وهنا حسم دولة الرئيس نبيه بري كعادته المشكل بأقل خسائر ممكنة…

 

أعتذر عن عدم تكملة الكلام اليوم ولكن يمكن أن أعود الى الموضوع، إذا تبيّـن لي أنّ هناك حاجة الى العودة إليه.

 

شكراً دولة الرئيس على رحابة صدرك وشكراً لأنك أوضحت قضيّة الكهرباء في المجلس النيابي في قصر الاونيسكو الموقت.

 

أهم ما حصل في الاونيسكو أنّ دولته يملك الجرأة أن تُبَث جلسات المجلس النيابي الكريم على التلفزيون وهذا بحد ذاته تحدٍ للجميع… حقاً هكذا يكون الرؤساء…