IMLebanon

تسوية الساعات الأخيرة سقطت …. فهل يمرّ الإستحقاق النيابي؟

 

 

الى صناديق الاقتراع يتطلع اللبنانيون بكل اطيافهم، وفق الجدل القائم والنقاشات الحامية داخل كل بيت حول تأثير الاقتراع من عدمه، وسط الخوف المسيطر من اعمال امنية، بشر بها كثيرون، وازدادت سيناريوهاتها خلال الساعات الماضية، لتضفي جوا من عدم الارتياح الواضح في حركة الشارع .

 

وفي هذا الاطار، ثمة نقاش بين اكثر من جهة داخلية حول نوع المعركة القادمة، بعد انجاز الاستحقاق الانتخابي، في حال مر يوم الاحد على “خير وسلام”، في معرض الحديث عن الدفاع عن اسباب القرار الحاسم باتمام استحقاق الخامس عشر من ايار، حيث يقول دعاة هذا الفريق بان تركيبة المجلس النيابي العتيد وتوازناته ليست ذات اهمية، وسط اقرار الجميع بان البلد محكوم بالشراكة، وان اختل ميزانها احيانا، وهو ما اكد عليه اكثر من مرة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالاته الاخيرة.

 

وفقا لهذا السيناريو، فان المعركة هي معركة رئاسة المجلس التي ستكون بالتأكيد جزءا من التسوية الكبرى، وهو ما قد يفسر “امتناع” غلاة معارضي حزب الله عن “كسر” المرشحين الشيعة في اكثر من منطقة، على غرار جبيل او حتى في احدى دوائر الجنوب. فالرئاسة الثانية، وشاغلها للفترة القادمة، سيكون من ضمن سلة تشمل الرئاسات الثلاث، حيث المطلوب وفقا لمصادر ديبلوماسية ان يعود التوازن الذي كسر مع وصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، ما جعل السلطات الدستورية كاملة “خاضعة” للحزب او على الاقل من اصحاب “خياراته”.

 

من هنا، تكشف المصادر نقلا عن ديبلوماسي رفيع في خارجية دولة فاعلة لبنانيا قوله ان “بروفايل” الرؤساء الثلاثة قد اصبح جاهزا، فيما تبقى مرحلة اسقاط الاسماء رهن الربع الساعة الاخير وظروفها، تبعا لشكل الاتفاق الذي سينجز، والذي بدوره باتت ملامحه العريضة واضحة، حيث التركيز على الوضع الاقتصادي كنقطة انطلاق، يسعى المجتمع الدولي الى الامساك بها والدخول عبرها الى الساحة الداخلية من خلال المؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة.

 

لكن هل يعني كل ذلك ان الامور باتت زهرية، وان لبنان دخل مرحلة جديدة مع فجر الاثنين القادم؟ الاكيد الوحيد انه ايا كان مشهد الاحد، فان ما قبله سيكون مختلفا تماما عن ما بعده، اما الامر الثاني الحتمي فهو الانفجار الاقتصادي والمعيشي القادم، الذي يؤكد المعنيون وجود ضمانات حول عدم تحوله الى فوضى امنية، رغم ان اوساط متابعة لاتصالات الساعات الماضية اكدت وجود تضارب في معلومات السفراء المعنيين بالطبخة اللبنانية، حيث ثمة من يقول ان الاتفاق الذي انجز باحرفه الاولى فرنسيا – ايرانيا ب”قبة باط” اميركية، بات خارج الخدمة بعد تراجع واشنطن لاسباب تتعلق بالداخل الاميركي والتوازنات بين الديموقراطيين والجمهوريين من جهة، وتحرك اللوبي اللبناني بشكل فاعل مستقيدا من فترة الانتخابات النصفية، ومن “الصفعة” التي تلقتها الادارة مع اقرار المشروع المتعلق بقيود اقرار اي اتفاق نووي مع ايران.

 

عليه، وفقا لتلك القراءة، فان الاوضاع ذاهبة حكما الى مزيد من التأزم، يصبح معه انجاز الاستحقاق الانتخابي من عدمه تفصيلا لن يقدم ولن يؤخر في حال عادت التركيبة نفسها وفقا لتوازنات التركيبة الحالية التي ستجعل من حزب الله المسؤول الاول عن الانهيار، وهو ما تحاول حارك حريك استدراكه عبر دوزنة ربحها وحصة محورها.

 

النقاط الساخنة كثيرة وبؤر التخريب عديدة…. وسيناريوهات التعطيل “طويلة عريضة” ….. والتقارير غير مطمئنة سواء من الداخل او الخارج رغم كل محاولات التخفيف من المخاطر القائمة….. يبقى “الله يستر” على امل ان لا يعيد تاريخ نهاية الجمهورية الاولى نفسه، يوم حل رئيس الحكومة الانتقالية ميشال عون المجلس النيابي، لتصبح المؤسسات الدستورية منقسمة وغير شرعية ……