IMLebanon

مُؤيّدو الراعي يُطالبونه بتكرار المطالبة بمؤتمر الحياد وبجولة على دول القرار لإنقاذ لبنان

مصدر ديني مسيحي: البطريرك يُواصل إتصالاته الدولية في ظلّ صعوبات نأمل خرقها قريباً –

 

في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، تبرز المخاوف والهواجس لديهم يوماً بعد يوم، من مستقبل قريب غير معروف النتائج، قد يؤدي بهم الى المجهول، وفي هذا الاطار يشير مصدر نيابي معارض الى انّ الاوساط الشعبية التي يلتقي بها، منذ ان بدأت التحضيرات للانتخابات النيابية، تلقي على مسمعه يومياً ضرورة تذكير البطريرك بشارة الراعي، بمطالبته من جديد بإنعقاد مؤتمر الحياد، الذي لطالما تناوله خلال عظته كل احد، لانّ هذا المطلب هو بداية فتح الطريق نحو إنقاذ لبنان، كما طالبوه بمناشدة دول القرار والدولِ الصديقة من جديد، للإسراعَ لنجدة لبنان قبل السقوط المدوّي، وبعد فشل المسؤولين بالوصول الى حلول، مشدّدين على ضرورة ان تلعب بكركي دوراً مساعداً وفاعلاً، لتحقيق ذلك بالفعل لا القول، كي لا تسقط الدولة المهدّدة بالزوال، من جرّاء الانهيارات التي تتوالى عليها.

 

الى ذلك، ينقل المصدر انه طمأن المطالبين، بأنّ الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا يأتون في طليعة تلك الدول، التي أيدت تحرّك البطريرك ودعوته الى حياد لبنان، والى عقد مؤتمر دولي من اجل حل ازماته، وذلك وفق ما اعلنه عدد من السفراء المعتمدين لدى لبنان، الذين اكدوا للبطريرك دعم بلادهم الكامل لمواقفه، وهو طلب المساعدة، عبر مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة ، فنال تأييد بعض الاحزاب المسيحية والقوى المحسوبة على فريق 14 اذار، فيما تلقى رفض القوى الاخرى المنضوية تحت عباءة 8 آذار، تحت عناوين عديدة ابرزها « انّ التدويل يشكل خطراً وجودياً على لبنان، ويؤدي الى الحرب والفتن الطائفية»، وغيرها من العناوين التي ساهمت في إنقسام جديد في البلد كالعادة، ولذا قلّل من التذكير بهذا المطلب، لكن يبقى بالنسبة للراعي الهدف الاول للوصول الى الحل، لكن بالتأكيد ما زال يراوده كمطلب. لافتاً الى انّ البطريرك لن يتراجع عن طروحاته، لانه قلق جداً على مصير لبنان، وهو لا يُلام لانه سعى كثيراً ومنذ حوالي السنة ونصف السنة، الى تحرّك داخلي للحل قبل ان نصل الى هذا الدرك الخطير، كما كرّر مراراً نداءاته وطرح الصوت العالي، مطالباً بحلول لأزمات لبنان الاقتصادية والمالية والسياسية، وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة لنيل المساعدات الدولية، من دون ان ترّف جفون اهل السلطة الحاكمة، التي لم ترّد حتى على تحذيرات المجتمع الدولي.

 

ورأى المصدر النيابي بأن مهمة الراعي شاقة وصعبة للغاية، فهو نال مباركة خارجية، وموافقة ودعم نصف الداخل اللبناني، فيما النصف الآخر يرفض طروحاته، وفي الطليعة حزب الله وبعبدا وفريقها، لان البعض اعطى أبعاداً لطروحاته غير موجودة، وبالتالي تفسيرات غير واقعية، مع إبقائه على المناشدة الشعبية للبنانيين لعدم السكوت، لكنه مستمر في إطلاق صرخاته في إتجاه المسؤولين، مذكّراً انه حذر في عظته يوم الاحد الفائت «من اللعب في موضوع الانتخابات النيابية، الذي من شأنه أن يؤدي إلى أخطار لا أحد يعرف مضاعفاتها»، كما دعا «الى مراقبة لبنانية أممية للعملية الانتخابية»، وشدّد «على ضرورة ان تحافظ الدولة على استقلال البلاد وسيادتها، فلا يكون بعض المساعدات العينية غطاءَ للهيمنة على لبنان والنيل من هويته»، لكن الانتقادات توالت ضده من فريق معيّن، الامر الذي يدفعه الى الهدوء بعض الوقت، منعاً لتفاقم الاشكالات والردود، التي تحوّلت الى هجوم مبطّن من قبل البعض، الذي قام بتجيّير هذه المهمه الى أتباعه على مواقع التواصل الاجتماعي .

 

انطلاقاً من هنا، يؤكد مصدر ديني مسيحي لـ «الديار» بأنّ كل موقف او تصريح للبطريرك الماروني، يطلق دائماً الصرخة المدوّية لحث المسؤولين، على ترك مصالحهم الخاصة، وخلافاتهم حول تقاسم كل شيء في الوطن، الذي وصل الى النهاية، لذا يستكمل الاتصالات والمحادثات مع الدول الصديقة للبنان، واضعاً كل هواجسه ومخاوفه على الوطن المنهك من كل النواحي، ناقلاً الى تلك الدول إسشعاره القلق على القضية اللبنانية والمصير المرتقب، ويشدّد على عدم إقحام لبنان في مشاكل المنطقة، لتفادي كل التداعيات عليه، لكن بالتأكيد هنالك صعوبات ترافق الوضع اللبناني، نأمل خرقها قريباً للوصول الى ما نصبو اليه جميعاً.