IMLebanon

الراعي يدق ناقوس الخطر حتى موعد الاستحقاق الرئاسي… ويتخوّف من فراغ مرتقب

مصادر كنسيّة: لتقوية القرار المسيحي والوقوف الى جانب بكركي في وساطتها الإنقاذيّة

 

يطلق البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظته كل احد، صرخة مدوية تدخل ضمنها السياسة بين الهواجس والمخاوف، من حصول ما لا تُحمد عقباه بالتزامن مع الاستحقاقات المرتقبة، واولها التكليف الحكومي ومن ثم انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، الامر الذي يدفع بالبطريرك الى إطلاق المواقف شبه اليومية، في ظل سكوت المسؤولين وضعف مساعيهم نحو الحلول، التي لم تعرف لغاية اليوم أي نتيجة ايجابية، فيما سيّد بكركي يستمر في محاولات الانقاذ عبر جهوده الداخلية والخارجية، وقيامه كل فترة بطرح مشاكل لبنان على عواصم القرار، طالباً مساعدة الدول الشقيقة والصديقة، من دون ان يترك أي جهة قادرة على المساعدة في انتشال لبنان من غرقه.

 

وإنطلاقاً من هنا يشدّد الراعي على ضرورة تشكيل حكومة جديدة فاعلة، رافضاً بقاء حكومة تصريف الاعمال مع اقتراب الاستحقاق الابرز، أي إنتخاب الرئيس بسبب مخاوفه من الفراغ والشغور الرئاسي، الذي اعتاده  لبنان على مدى الاستحقاقات الرئاسية السابقة التي كانت تستمر سنتين واكثر، من دون وصول رئيس الى قصر بعبدا.

 

مواقف البطريرك برزت خلال كلمته في اختتام أعمال سينودس أساقفة الكنيسة المارونية، حيث دعا المسؤولين الى وضع حد لعادة التعطيل، والاسراع في حسم الوضع الحكومي والتحضير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل مخاوف من أن تحول الخلافات دون أن يشكل الرئيس المكلف حكومته، فتبقى الحكومة في حالة تصريف أعمال حتى انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الاول المقبل.

 

الى ذلك نقلت مصادر كنسية، أنّ الراعي بدأ بتكثيف اتصالاته وتحركاته بشكل يومي، حتى موعد الاستحقاق الرئاسي، بعد ان دعا الى الاسراع في إنتخاب رئيس في شهر ايلول المقبل تخوفاً من حصول فراغ ، كما تحدث عن الصفات المطلوبة في الرئيس المرتقب، ومنها التوازن في مواقفه، وقدرته على إخراج لبنان من سياسة المحاور، والنجاح في إعادة العلاقات اللبنانية – العربية واللبنانية – الدولية الى سابق عهدها، والالتزام بالحياد مع سعيه الدائم الى جمع اللبنانيين كشركاء في الوطن وليس كخصوم او أعداء كما يحصل اليوم.

 

وعن علاقة بكركي ببعبدا، وصفتها المصادر الكنسية بالجيدة، وإن كانت بعض التباينات في المواقف، لكن هذا ليس خلافاً بل مجرد اختلاف في وجهات النظر وهذا عافية وصحة سياسية، لانّ الاختلاف الايجابي مطلوب، وهو يصّب في خانة ايجابية لانه يشجع على المضي بالافضل.

 

وفي إطار ما يُحكى عن توتر خفي بين البطريرك ورئيس الجمهورية، نفت وجود ذلك، لكن لربما كان صمت الرئيس وعدم تأييده في العلن طرح البطريرك للحياد، وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، قد ساهمت في الشائعات، في حين انّ الراعي باق على مواقفه وهو مستمر في المطالبة بهذين الطرحين، وبضرورة تطبيق اتفاق الطائف، مع تمسكّه بالمناصفة والتوازنات لانها تحفظ حقوق جميع الطوائف.

 

وفي هذا السياق، نقلت المصادر المذكورة استشعار الراعي الخوف على لبنان واللبنانييّن جميعاً، من دون أي تفرقة طائفية، معربة عن املها في أن يعي المسؤولون خطورة الاوضاع والانزلاقات التي تسود البلد وشعبه يومياً، وشددّت على ضرورة تضامن كل المسؤولين وتناسي وخلافاتهم لان لبنان يحتضر، مؤكدة أنّ بكركي باقية على وعودها وجهودها عبر الفعل لا القول، والبطريرك الراعي مستمر في مناشدته كبار المسؤولين الدولييّن لمساعدة لبنان، وعلى الجميع التعاون من اجل إسترجاع الوطن لانه يتهاوى يوماً بعد يوم، فالجمهورية في خطر كبير على كل المستويات، إزاء ما يحصل في البلد من جوع وويلات وفقر، وانتحار يومي وبطالة وهجرة شبابية، مشددةً على ضرورة ان تكون صرخة الراعي هذه المرة نداءَ اخيراً لمواجهة كل ما يهدّد الكيان اللبناني، الذي يمّر في أسوأ مراحله اذ لم نشهد مثيلاً له حتى خلال الحرب اللبنانية.

 

واملت المصادر الكنسية ضرورة العمل منذ اليوم على تقوية القرار المسيحي، والوقوف الى جانب بكركي في وساطتها لإنقاذ لبنان، وفتح كل الدروب المقفلة بدءاً من وساطات مسيحية واسلامية مشتركة، للوصول الى حلول، واشارت الى انّ الراعي لقي تشجيعاً من المجتمع الدولي ، فيما هاجمه البعض لانه يتدخل في السياسة، على الرغم من ان غرضه معروف وهو انتشال لبنان من هذا الجحيم.