IMLebanon

أهل «التنمية والوفاء» يفرّقهم كرسي بلدي

قطوع الانتخابات لم يمرّ في عدد من البلديات جنوباً. رياح نتائج الانتخابات البلدية التي جاءت بعكس ما اشتهتها سفن الائتلاف بين حزب الله وحركة أمل، تعصف بالأهالي وتأسرهم تحت وطأة الخلافات الحزبية والعائلية والشخصية.

المنصوري (قضاء صور) التي توحّدها الذاكرة الجماعية للمقاومة والتحرير، كادت تفرّقها نتائج الانتخابات التي هدَّدت الأمن المجتمعي وأواصر العائلات والتحالف بين أمل وحزب الله، بعد أن خرق أربعة من اللائحة المعارضة لائحة الائتلاف على حساب حصة أمل. كادت أن تسقط روابط الوحدة من الذاكرة الجماعية أمام اتهامات «خيانة الائتلاف والغدر» الى أن توصل الحزب وأمل إلى حل تمثّل بدفع عدد من الأعضاء إلى الاستقالة بهدف حل البلدية. ولا تزال الاستقالات أمام قائمقام صور بانتظار بتّها.

سيناريو المنصوري يتكرر في عربصاليم التي تخشى الحل وإعادة الانتخابات. صخب طيف المقاومين في جبل صافي لم يغطّ على ضجيج الخلافات العائلية والحزبية التي تعصف بالبلدة منذ الانتخابات البلدية بعد أن اخترق أربعة مستقلين لائحة الائتلاف من حصة أمل (الائتلاف قسم البلدية بين 8 أعضاء لأمل و7 للحزب، فيما «المستقلون» منقسمون: اثنان قريبان من الحزب واثنان من الحركة). اتهم الحركيون عناصر في الحزب بتشطيب مرشحي أمل لمصلحة المستقلين. خسارة مدوية سجلت لأمل ليس بسبب تناقص حصتها إلى النصف فحسب، بل لأن أبرز مرشحيها لرئاسة البلدية محمود حسن، كان بين الأربعة الخاسرين. أوساط أمل أشارت إلى أن البحث يتركز على مخرجين: إما الدفع نحو استقالة جماعية للبلدية، أو استقالة المستقلين وانتخاب أربعة مكانهم محسوبين على أمل. إلا أن المخرجين أثارا جدلاً في البلدة. مصادر في اللجنة المكلفة تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء لفتت إلى أن الاستقالة ليست واردة لدى المستقلين وأعضاء الحزب، محذرة من «تسجيل سابقة بإسقاط عضوية المستقلين والإصرار على صبغ البلدية بلون واحد، برغم التعددية والتنوع بين الأهالي». وتساءلت: «من يضمن أن تفوز أمل بالمقاعد الأربعة وألّا يترشح مجدداً أشخاص مستقلون؟». حتى يوم أمس، كان المشهد لا يزال ضبابياً، في ظل مخاوف من فرض الاستقالة على أكثرية الأعضاء وحل البلدية.

الضبابية ليست أقل في ياطر بلدة الشهداء والأسرى (قضاء بنت جبيل). لم يكن خرق المستقلين بثلاثة أعضاء على حساب أمل (التوزيع الائتلافي 9 أعضاء لأمل و6 للحزب) سبب الخلاف الوحيد. التشطيب وحصول مرشح أمل للرئاسة خليل كوراني على نسبة أصوات قليلة، في مقابل تفوق المستقل ضمن مرشحي أمل محمد بلاغي عليه بـ300 صوت، ضاعف الخلاف. بلاغي بعد نسبة الأصوات العالية التي حصل عليها رشّح نفسه لمنصب الرئيس خلافاً للمتفق عليه، وناصره بعض الأعضاء من أمل والحزب لحسابات عائلية. علماً بأن بلدية ياطر عام 2010، حلت بعض شهرين من انتخابها بسبب مخالفة المتفق عليه بين الحزب وأمل وانتخاب رئيس آخر وفقاً للحسابات العائلية. ابن البلدة النائب عبد المجيد صالح، لفت في اتصال مع «الأخبار» إلى احتمال نجاح الاتصالات بين الطرفين بالتوصل إلى حل في اليومين المقبلين. ومن المخارج المقترحة للحل، تقسيم ولاية الست سنوات بين رئيسين.

في كفردونين (بنت جبيل)، تشخص الأنظار إلى السبت المقبل، الموعد الذي حجزه رئيس اللائحة الفائزة في الانتخابات البلدية، رئيسها السابق المهندس فادي بركات، لانتخاب الرئيس ونائبه. الموعد تأجل مراراً بسبب إصرار أمل على فرط البلدية بعد سقوط مرشحيها العشرة في لائحة التنمية والوفاء بالكامل أمام لائحة «كفردونين أجمل» برئاسة بركات (كان مدعوماً من أمل في البلدية السابقة)، فيما صمد مرشحو الحزب الخمسة. خروج أمل من البلدية قطع الطريق على محاولات المعالجة. في اتصال مع «الأخبار»، شدّد بركات على موعد السبت لانتخاب الرئيس ونائبه. ماذا عن الخلافات؟ «مشي الحال بعد الاتصالات التي أجريت». وأشار إلى أن الرئيس ونائبه سيكونان من لائحة «كفردونين أجمل».