مبروك يا أهل المقاومة أهل الجنوب اللبناني، لقد صنعتم ملحمة بطولية شعبية لم يشهد التاريخ البشري مثيلا لها إلّا قليلا، نستذكر بها فتح مكة بقيادة نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ودخول الخليفة عمر بن الخطاب بيت المقدس استردادا لحق أهلها وتحريرها مجدّدا بقيادة صلاح الدين الايوبي، كل ذلك نصر من الله للمؤمنين، انه يوم أغرّ يحكي حكاية شعب من جنوب لبنان حاضن لمقاومته المجيدة ومن بيئته المقاتلة سلاحها اليوم الصدور العارية متحدّية قوى الاحتلال وداعية الولايات المتحدة الأميركية ودولا استعمارية أخرى امتهنت الاحتلالات وقتل الأطفال والنساء وكبار السن وهدم البيوت والمحال وقطع الأشجار وتهجير السكان.
أمران لا بد منهما، الأول ينبغي أن نعود لأصل الصراع، العرب لبنانيون أو سوريون أو مصريون أو خليجيون وفلسطينيون هم أصحاب الأرض التاريخيين وفلسطين أرض عربية وإسرائيل والكيان الصهيوني هم من صناعة الاستعمار الغربي ووجوده بقوة أميركا دولة الإرهاب الحقيقي في هذا الزمن، الاستعمار القديم بريطانيا وفرنسا مكّنوهم من فلسطين بواسطة تخطيطاتهم ليتخلصوا من اليهود فكان وعد بلفور البريطاني المشؤوم بإعطاء وطن قومي لليهود بفلسطين حيث أعطى من لا يملك حقا لمن لا يستحق ولمن لا حق له بالأرض العربية وينبغي أن يكون طلبنا المحق اخراج اليهود من أراضينا وإعادتهم من حيث أتوا لبلدانهم. دول احتلال واوجدوا للعرب عقدة رمي اليهود بالبحر وتعامل العرب مع هذه العقدة حتى صار وجود الكيان الإسرائيلي أمرا واقعا لا يمكن تخطّيه وهذا تصرف أصحاب النفوس الضعيفة تجاه القوة الاستعمارية الغاشمة وهو ما عهدناه من كثير من الملوك العرب وقادة جيوشهم المنعزلون عن واجباتهم الدفاعية إضافة إلى مؤامراتهم السوداء بتقسيم منطقة العرب إلى دويلات وتمنع عليهم تضامنهم وإقامة وحدتهم وهذا جوهر سيكس بيكو البريطاني الفرنسي وجعلوا من أمة العرب دويلات وليس دولا ومازالت دول العرب منقسمة على ذاتها خلافا لتاريخها المجيد.
الأمر الثاني، الموقف المستهجن من بعض اللبنانيين وأحزابهم من العمل المقاوم وان كان بودّي مناقشة هذه المسألة على حدى، الطلب بنزع أسلحة المقاومة والسؤال المشروع من يقف بوجه الأطماع الصهيونية وبأي أسلحة نواجه العدو الإسرائيلي واستكمالا للسؤال من حرّر لبنان من الاحتلال الإسرائيلي عام ألفين بعد احتلال استمر أكثر من عشرين عاما ليتذكّر هؤلاء البعض من اللبنانيين أنه ومنذ استقلال لبنان من العشرينات والسياسة الدفاعية للبنان الرسمي قوة لبنان في ضعفه وهذه حاله لم تعرفها أية دولة واي شعب بالكون، ان العدوانية الصهيونية على لبنان قائمة ومستمرة إذا وبكل انصاف قوة لبنان بمقاومته. نعم إنه الشعار الأمثل قوة لبنان ليس بضعفه بل بشعبه وجيشه ومقاومته. وهذا ما أثبته الجنوبيون بمقاومتهم هذه الايام المباركة بالجنوب اللبناني وبغزة هاشم، بفلسطين، كل شعب فيه مقاومين شجعان وفيه مترددين خائفين ..اتقوا الله بشعوبكم المعذبة بكم ومنكم وبدولكم التي تقامرون بها، كفاكم تطبيعا مع أعداء الأمة وكونوا مع امتكم ولا تكونوا مع أعدائها أن كنتم بأوطانكم حريصون.