IMLebanon

بو عاصي لـ “الديار”: لا أحد يَمون علينا في رئاسة الجمهوريّة

 

 

يرى عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي ، أن “زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ليست نتيجة نضوج الملف الرئاسي، إنما هي محاولة لإنضاجه”، موضحاً أنه “بعدما أعدّ محضراً بزياراته السابقة، أتى ليعرض بعض النقاط التي يعتبرها مشتركة بين الأطراف السياسية، ما يعني أنه سوف يستخلص ما قاله المسؤولون السياسيون لا العكس، فهو لن يأتي ليُلقّن السياسيين ما يجب أن يقولوه، ولا لتتويج الإتفاق الرئاسي”.

 

وحول إمكان انتظار أي إيجابية من هذه الزيارة، يقول لـ “الديار” أنه “علينا انتظار ما سيطرحه، لا سيما لجهة النقاط الأساسية التي يعتبرها مشتركة بين مختلف الأطراف السياسية، وعلينا بداية معرفة دقة ما يطرحه، لنرى ما إذا كان يمكن البناء على هذه المساحات المشتركة أم لا، لكننا لا زلنا بالمطلق ملتزمين قرارنا المبدئي أن الرئاسة عملية ديمقراطية يجب أن تُبَتّ في المجلس النيابي، ولا يحق لأحد إقفال مجلس النواب، وبالتالي، إذا أصبحت القصة توافقية ستكون في حدّ ذاتها ضربة كبيرة للثقافة الديمقراطية في لبنان”.

 

وما إذا كانت معركتا غزة والجنوب ستؤديان إلى تسمية رئيس الجمهورية المقبل، يجيب أن “هناك معركة واحدة وليس معركتين، بعدما جرى الحديث عن وحدة الساحات دون استشارة السلطة اللبنانية، وبنتيجة هذه المعركة على المستوى السياسي، علينا النظر أكثر من الزاوية الفلسطينية لا اللبنانية، لأن الأساس هي معركة غزة وليس لبنان، وأعتقد أياً كان مسار هذه المعركة لن ينعكس على رئاسة الجمهورية، لأن لا الأميركي ولا الفرنسي ولا الخليجي ولا الصيني ولا الروسي يمتلك مفاتيح المواقف من رئاسة الجمهورية ليقرِّر تجييرها لهذا الفريق أو ذاك، ففي الإنتخابات الماضية التي أتت بالرئيس ميشال عون، كانت دول كثيرة مع انتخاب الوزير سليمان فرنجية، فأتت النتيجة لصالح عون، فهذه لعبة داخلية بشكل أساسي، ولا أحد يَمون علينا بأمر يتعلّق بالمصلحة الوطنية العليا”.

 

وعن الجديد في ملف قيادة الجيش، يشير إلى أنه “حتى الآن لم يتبلور هذا الملف، موقفنا واضح وهو من خمسة بنود، الأول، لا يجوز تعيين قائد جديد للجيش في غياب رئيس الجمهورية، ثانياً، الوضع المتفجّر في المنطقة ككل يحتّم الإبقاء على قائد الجيش، وعدم هزّ الإستقرار القيادي في هذه المؤسسة، في ظل وضع أمني بالغ الدقة وله تشعّبات كثيرة، وثالثاً، أن قائد الجيش الذي سيستلم في هكذا ظرف معقّد، يجب أن يتمتع بالخبرة وليس الكفاءة، والوحيد الذي لديه هذه الخبرة هو العماد جوزاف عون بعد السنين الست التي قضاها على رأس المؤسسة العسكرية، ورابعاً أن العماد غير مسيّس، وبالتالي في حال وجود فريق سياسي سيضغط لإيصال قائد جديد للجيش، من الممكن أن يكون هذا الأخير يدين بالولاء لهذا الفريق السياسي، في حين أن العماد عون أثبت خلال تولّيه قيادة الجيش أنه غير مسيّس، وبما أن الظرف أكثر من إستثنائي نطالب بتأجيل التسريح والتمديد لأي ضابط برتبة عماد إن كان العماد عون أو من سيخلفه، مع العلم أن كتلتنا أعدّت اقتراح قانون معجّل مكرّر لتمديد فترة خدمة أي ضابط برتبة عماد لمدة عام”.

 

وعن مستقبل لبنان في ظل الحديث عن الترسيم، يلفت الى أن “هناك الكثير من نظريات المؤامرة التي لا أؤمن بها بتاتاً، تحدّثوا منذ زمن عن مخطط كيسنجر، وبعدها تسلّم وزارة الخارجية الأميركية ما لا يقلّ عن 40 وزيراً، وكل نظريات المؤامرة والمخطّطات في الغرف السوداء ليست موجودة، ولا هي منطقية ولا نبني عليها، وبالتالي، ليس بإمكان أحد توحيد المقسّم، ولا أن يقسِّم الموحّد، أياً كانت قدرته وطاقته، لدينا شبكة علاقات دولية إن مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أو مع دول الخليج العربي، وحتى مع الروسي والصيني، لا أحد يتحدّث عن إعادة ترسيم لبنان أو الأردن أو أي بلد آخر، لا يمكن تقسيم دول إرضاءً لإسرائيل أو غيرها، أنا لا أبرئ إسرائيل التي لا زالت منذ 1948 على حالها، فأي مقاربات عن إعادة الترسيم غير صحيحة”.

 

وعن مستقبل المسيحيين في لبنان، يذكِّر أن “المسيحيين يشكّلون 38 % من البلد، وهذه الأرقام موجودة في لوائح الشطب، ولا يجب أن نضرب معنوياتنا بأيدينا، وأيضاً إن المسيحيين هم من صنعوا لبنان الكبير، وانضمّ الآخرون إليهم حتى وصلوا إلى الإستقلال، لبنان هو إبن المسيحيين وإبن بكركي بشكل أساسي، وهذه وقائع تاريخية وليست أخبارا للمعنويات”.

 

واكد بوعاصي “ان مسيحيي لبنان يختلفون عن كل مسيحيي المنطقة، ففي مصر أو سوريا أو الأردن المسيحي يسعى إلى الوجود فقط لا أكثر، أما المسيحي في لبنان منذ لحظة وجوده في هذا البلد، أي من 2000 سنة، يطمح للمحافظة على وجوده، ولكنه لا يكتفي بالوجود، إنما يريد لعب دوره السياسي أياً كانت التركيبة اللبنانية، وليس على حساب أي طرف لأن أدوار كل الأطراف محفوظة، وهذا الموقف ينتقدنا عليه البعض، إنكم بطلبكم للعب الدور السياسي تعرضون وجودنا للخطر، هذا ما أثبت العكس تماماً، فالمسيحيون ما زالوا يشكلون نسبة 38% ولهم حضورهم السياسي ولم يغادروا، فيما المسيحيون الآخرون في المنطقة غادروا لأن لا دور سياسياً لهم، لذا نحن نرفض أن يسعى البعض لتحجيمنا أو تحجيم دورنا أياً كان”.