IMLebanon

البحث عن رئيسين لا رئيس واحد… إستكشاف مرشحي رئاسة الحكومة

 

في العام 2016 عندما أعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري رفضه للتصويت لميشال عون لرئاسة الجمهورية، مطلقاً عبارته الشهيرة “لن أنتخب رئيسين”، طرح بالمقابل الاتفاق على سلة متكاملة تكون سنداً للعهد الجديد، تبدأ من الحكومة ورئيسها وبرنامجها وكيفية تأليفها، لكيلا يقع المحظور وتضيع الشهور، وهو ما حصل مطلع العهد وخلاله أكثر من مرة. يومذاك كان الحماس ملتهباً في قلوب مؤيدي عون، فاستعجلوا الانتخاب ورفضوا الاتفاق والسِلال.

 

هذه المرة، علم الفرنسيون بداية أهمية الاتفاق على سلة تُنتج رئيساً للجمهورية وبعده للحكومة، على أن يكون هناك شبه اتفاق على برنامج عمل الحكومة أهم العناوين الاقتصادية، ولم لا الاتفاق على أبرز تعيينات الفئة الأولى الأساسية لأي عهد جديد. طرح الفرنسيون معادلة رئاسية تقوم على اختيار سليمان فرنجية للرئاسة مقابل نواف سلام لرئاسة الحكومة، ولكن هذه المبادرة كان مصيرها الفشل لسبب بسيط، وهو عدم جهوزية اللاعبين الدوليين في لبنان للدخول في التسوية، فكانت المبادرة الفرنسية ضحية التوقيت الخاطىء. ولكن هل هذا يعني سقوط ضرورة الاتفاق على سلّة؟

 

بحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن الملف الأساسي الذي يجري الحديث فيه في الاعلام هو ملف رئاسة الجمهورية، ولكن ذلك لا يعني أن ملف رئاسة الحكومة وما يليها لا يتم بحثه، ولكن تحت الطاولة وخلف الكواليس و “عالسكت”، مشيرة الى أن بعضاً من دول “الخماسية” أبدت اهتماماً بمسألة رئاسة الحكومة وسألت عنها، حتى انها تواصلت مع مرشحين محتملين للوقوف عند آرائهم وتوجهاتهم، ورؤيتهم للمرحلة المقبلة في السياسة والاقتصاد.

 

وتكشف المصادر أن إحدى دول “الخماسية” تتواصل منذ أسابيع مع المرشحين المحتملين لرئاسة الحكومة، ومنهم شخصية طرابلسية من خارج “نادي رؤساء الحكومات”، حيث يتم جس النبض حولها، مشيرة الى أن هذه الشخصية لم تلق معارضة من مفتي الجمهورية اللبنانية، الذي أبدى رفضاً سابقاً لاسم سُئل عنه وأكثر، كما لم تلق معارضة من دوائر القرار لدى “الثنائي الشيعي”، والاهم أن ليس لديها مشكلة خارجية مع الولايات المتحدة الأميركية.

 

هذه الشخصية، بحسب المصادر، لا تملك سجلاً أسود في الداخل، فلا عداءات لديها مع أي فريق سياسي، كما أنها لا تمثل استفزازاً لأحد لا من القوى السياسية ولا حتى القوى الشعبية، ولكن أمر وصولها الى رئاسة الحكومة متروك للمرحلة المقبلة وطبيعة التسوية، التي ستركب في لبنان والاسم الذي ستحمله الى رئاسة الجمهورية.

 

ليست الشخصية الطرابلسية هي الوحيدة التي يتم التشاور معها وقراءة أفكارها بخصوص المرحلة المقبلة، فهناك شخصيات أخرى، منها من وجد معارضة من المفتي، كأحد الأسماء التي انتجتها “الثورة”، ومنها من يلقى معارضة من قسم من القوى المؤثرة الداخلية، على رأسها “الثنائي الشيعي” كأحد الأسماء التي لعبت على اكثر من حبل في سبيل “رئاسة الحكومة”، ومنها من ليس على علاقة جيدة مع المملكة العربية السعودية، علماً أن أحد اعضاء “نادي رؤساء الحكومات السابقين” هو من المرشحين أيضاً لتولي المنصب مستقبلاً، ولكن هناك رأي يقول بضرورة تعيين رئيس للحكومة لم يخض هذه التجربة من قبل، لتقديم صورة جديدة.

 

بالطبع ضمن كل عملية البحث هذه، لا يزال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يطمح الى أن يكون رئيس حكومة العهد الجديد، وهو ما يعمل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على مواجهته في كل يوم، ولكن هذا لا يعني أن حظوظ ميقاتي معدومة، خاصة بعد مواقفه من الحرب على غزة وجنوب لبنان.