IMLebanon

من أساء إلى الطائفة المارونية أكثر… الجنرال أم الحكيم؟  

 

 

بالفعل إنّ التاريخ لا يرحم.. فمجرّد العودة الى عام 1988، يوم انتهى عهد أمين الجميّل الذي ذهب الى دمشق يتوسّل التمديد… لكن الرئيس حافظ الأسد رفض طلبه. ونكاية بسوريا عيّـن الرئيس أمين الجميّل الجنرال ميشال عون رئيس حكومة عسكرية لتتسلم البلد، تكون مهمتها الوحيدة إجراء انتخابات لانتخاب رئيس للجمهورية…

 

عمل الجنرال ميشال عون كل شيء باستثناء الشيء الوحيد المكلف به، أي أن يجري الانتخابات الرئاسية التي لم تتم، لأنّ شرطه الوحيد كان أن يكون هو رئيس الجمهورية. وبما انه غير مقبول أن يصل شخص متعصّب مثله الى الحكم في بلد عنوانه الأبرز «الوفاق».. فلبنان بلد العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، لذلك لا يمكن لأي رئيس متطرّف أن يصل الى الحكم…

 

وفي جردة حساب بسيطة، نرى ان حروباً ثلاثة حصلت بين الجنرال ميشال عون قائد الجيش، وبين د. سمير جعجع قائد «القوات اللبنانية»، وهي: حرب التحرير وحرب الإلغاء وحرب تكسير رأس حافظ الأسد.. وللأسف دفع المسيحيون الثمن غالياً، إذ أدّت الحروب التي شنّها الجنرال ميشال عون على جعجع الى أكبر عملية تدمير لم يحصل مثلها في المنطقة الشرقية.. وكلها بسبب حروب ميشال عون، بالاضافة الى هجرة 600 ألف مواطن مسيحي الى فرنسا وإلى جميع بلاد العالم… وهذا كله حدث تحت شعار السيطرة على القرار المسيحي.

 

وكأنّ التدمير والقتل الذي ارتكبه الجنرال خلال حروبه مع د. جعجع لم يكفه.. وبالرغم من هروبه الى السفارة الفرنسية في منطقة الحازمية (مار تقلا)، ونفيه الى فرنسا وإقامته في ڤيلا غابي قرب باريس، وبالرغم أيضاً من دخول د. سمير جعجع الى السجن، عاد الاثنان الى الساحة لتعود الحروب بينهما، ولكنهما اتفقا فقط على قانون الانتخاب، لأنّ الوطنية عند الجنرال والدكتور هي الحصول على أكبر عدد من النواب، أما القانون السابق الذي أقل ما يمكن القول فيه إنّ المسيحي ينتخب مسلماً والمسلم ينتخب مسيحياً، وهما يريدان العنصرية، أي أن يكون المجلس مجلساً طائفياً وليس مجلساً وطنياً.. وبالفعل الشيء الوحيد الذي جرى الاتفاق عليه من قِبَل الجنرال والدكتور هو الطائفية والتعصّب، لذلك اتفقا على تغيير نظام الانتخاب بقانون عجيب غريب وهجين.

 

على كل حال، بالعودة الى التاريخ.. لا بد هنا من أن أتوقف عند طريقة تصرّف الجنرال ميشال عون مع الزعيم سليمان فرنجية.

 

للتاريخ… عندما طلب السيّد حسن نصرالله من الزعيم سليمان فرنجية أن يتنازل للجنرال بالنسبة للرئاسة، قال له: كما تريد..

 

بينما نجد اليوم أنّ الجنرال وصهره «طفل الأنبوب» يشنّان حملة شعواء على الزعيم سليمان فرنجية، وحرباً بلا هوادة. والمصيبة انهما يتهمانه بأنه مع المقاومة وكأنه يُسمح للجنرال أن يكون مع المقاومة للوصول الى الرئاسة وممنوع على أي زعيم ماروني غيره أن يتخذ الموقف نفسه.

 

كذلك، فإنّ التاريخ أيضاً لن يسامح د. جعجع لأنه أبرم «اتفاق معراب»، وأيّد وصول الجنرال عون الى الرئاسة مع علمه أنّ الجنرال كان قد وقع «اتفاق كنيسة مارمخايل» مع «الحزب».

 

واليوم.. وبالرغم من أنّ الزعيم سليمان فرنجية أعلن انه «سامح» الدكتور سمير جعجع على ارتكابه قتل الزعيم طوني بك فرنجية، وبالرغم من ذلك فإنّ الدكتور جعجع يحارب بشكل «غير محترم» وصول الزعيم سليمان فرنجية الى الرئاسة.

 

لذلك فعلاً.. وبعد سرد تاريخ الجنرال والدكتور جعجع يحتار المواطن أن يميّز من كان الأسوأ على الطائفة المارونية: الجنرال… أم الدكتور؟

 

نقطة أخيرة، لا بد أن نذكّر بها المواطن المسيحي، وهي أنّ الذي يعرقل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان هم زعماء الموارنة، وذلك حسب التسلسل التاريخي بدءاً بالرئيس أمين الجميّل كما ذكرنا، يوم عيّـن ميشال عون رئيساً للحكومة العسكرية بدل انتخاب رئيس… هذه المرّة الأولى، أما المرّة الثانية فإنّ ميشال عون رفض عام 1988 أن تجرى الانتخابات الرئاسية وكانت النتيجة أن لبنان ظلّ من دون رئيس من 1988 الى 1992، حتى حصل «اتفاق الطائف».

 

والمرّة الثالثة بعد انتهاء عهد الرئيس السيّئ الذكر الجنرال اميل لحود.

 

والمرّة الرابعة بعد انتهاء مدّة رئاسة الرئيس ميشال سليمان لمدّة عامين ونصف العام حتى مجيء ميشال عون… واليوم يستمر الفراغ أكثر من دون رئيس بسبب الجنرال والدكتور.