IMLebanon

الانتخابات الرئاسية وسوء تصرف باسيل؟!

اسبوع يفصلنا عن جلسة الانتخابات  الرئاسية وليس من بوسعه القول ان مجلس النواب جاهز لانتخاب رئيس الجمهورية حيث الجميع على استعداد للمواجهة من غير ان يقدر احد على حسم المعركة من الان على رغم حسابات البعض التي تقول انه مؤهل  للفوز، من دون ان تتوضح الصورة التي ستكون عليها النتيجة، خصوصا ان من يدعي ان هذا المرشح مؤهل لان ينجح، يزعم المرشح الاخر ان حظه اوفر في النتيجة لاسيما انه سبق للمرشح النائب سليمان فرنجية ان اعلن صراحة انه سيفوز بنسبة مئوية محترمة تقارب السبعين في المئة، فيما لن يكون بوسع خصمه رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد  ميشال عون الحصول على اكثر من اربعين صوتا (…)

هذا البوانتاج يقارب صحة توقعات فرنجية قياسا على الاصوات المرشحة ان تصب في مصلحته في الوقت الذي يعجز خصمه عن مجاراته وهذه الحقيقة لا بد من توقعها فيما لن يكون بوسع احد الجزم ان مجلس النواب سينعقد في جلسة  انتخابية، حيث ستتكرر عملية تهريب النصاب الا اذا امكن لفريق فرنجية تأمينه بقدراتهم الذاتية التي تكفل انجاز الاستحقاق من طرف واحد، الا في حال انقلبت الاية في اللحظة الاخيرة وطار النصاب بصورة غير مستبعدة حيث هناك  اصوات نيابية مشكوك بالتزامها حضور الجلسة؟!

واللافت في هذا المجال، ان تصرف وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمري وزراء الخارجية  العرب شكل مفارقة من شأنها الاضرار بعمه الجنرال حيث ظهر وكأنه احد اشبال حزب الله  عندما رأى ان النأي بالنفس اللبناني باتجاه غير واضح، لم يحسب حسابه الا رغبة منه في مجانية   الحق العربي وكي لا يظهر انه مع جهة عربية من دون اخرى، الامر الذي سيورث العماد عون انتقادا صريحا من جانب بعض الاطراف العرب ممن اشتكى من تصرف باسيل، فيما كان الاخير يتصور انه يخدم مصلحة ايران في تصرفه غير المتوازن.

ان وزير خارجيتنا كان ينظر الى ابعد من النأي ببلده للحصول على من يرضى عنه في حزب الله ومن غير ان يحسب حسابا مغايرا لما اسفر عنه تصرفه من ردة فعل في الاوساط الاغترابية اللبنانية في الدول العربية لاسيما في المملكة العربية السعودية وفي دول مجلس التعاون الخليجي حيث جاءت مراجعتها في بيروت لتصرف باسيل بمثابة شكوى من سوء تصرفه، مع العلم ان الرجل قصد مصلحة خاصة على مصلحة وطنية.

كما دلت مراجعات مجالس العمل اللبنانية في كل من السعودية ودول الخليج، على ان الامتعاض من تصرف وزير خارجية لبنان قد بلغ ذورته السياسية والديبلوماسبة حيث كان خوف وتخوف من ان يصل الامتعاض في السعودية الى حد قطع ارزاق اكثر من 300 الف لبناني يعملون هناك، فيما لم يستفيد باسيل من تصرفه ولا هو افاد الجنرال عندما ارضى حزب الله وايران من ورائه، وهذا التصرف غير المتوازن بقدر ما هو غبي فانه جاء مضرا في مجال ما هو مرتقب بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية.

لقد جاء  تحرك التيار الوطني باتجاه السفارة السعودية وسفارات بعض دول الخليج العربي، للقول ان الوزير باسيل لم يقصد الاساءة الى السعودية ودول الخليج العربي عندما قصد النأي بلبنان عن التصويت لصالح العرب، بقدر ما سعى الى اظهار نفسه وكأنه يريد التغريد خارج مصلحة لبنان، من غير ان يتحقق له ذلك في مطلق توجه مما قصده لاسيما في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة؟!

من حيث المبدأ، لا بد من القول ان تصرف الوزير باسيل حجب عن عمه بعض اصوات الذين على علاقة بالسعودية اضف الى ذلك اصوات من يفهم مصلحة لبنان على حقيقتها خصوصا بعد الضجة التي اثارها مجلس العمل اللبناني في كل من السعودية ومعظم الدول الخليجية، من غير ان يستفيد عون من تصرف صهره باستثناء تأكيد حزب الله دعمه في معركته الانتخابية ومن دون ان يضمن له الوصول الى قصر بعبدا مع العلم ان اوساط مقربة من حزب الله ترى ان من الافضل مقاطعة جلسة الانتخاب كي لا يظهر هزال من معه في الاعتماد على النصاب؟!

ان الكلام على تصرف الوزير باسيل في محله السياسي، بعد الذي احدثه من خدش  في طريقة تعاطي  الجنرال مع الحدث، على رغم مساعي عون لطلب السماح عن سوء تصرف صهره من غير ان يكون بوسعه اصلاح ما تسبب فيه من خلل في علاقة لبنان مع المحيط العربي؟!